منذ سنتين أصبحت متوسطة الشهيد "زرنوح محمد" بحي برنادة و متوسطتي المجاهد "قوجيل علي" و المجاهد "رويني لخضر" بعين اسرار يتنافس تلاميذها على تحقيق أفضل النتائج في شهادة التعليم المتوسط، حيث احتلت متوسطة الشهيد زرنوح محمد المرتبة الأولى في دورة 2012 بنسبة تزيد على 94 بالمائة، فيما احتلت متوسطة قوجيل علي المرتبة الثانية بنسبة تزيد على 93 بالمائة ، تليها متوسطة رويني لخضر بأكثر من 90 بالمائة في عاصمة الولاية . هذا التنافس زاد من وتيرة العمل في الموسم الدراسي 2012/2013 في المتوسطات الثلاثة حيث ركزت الأطقم التربوية لأقسام "الروابع" جهدها صبيحة كل يوم سبت و مساء يوم الثلاثاء مضحّين برفقة التلاميذ بالأسابيع الأولى من العطل الفصلية. غير أن المميز بينها أن متوسطتا قوجيل علي – السباقة في تحقيق المراتب الأولى- ورويني لخضر كان سعيهما بتحفيز من المديرين، فهذان الأخيران يعملان بكل وسيلة متاحة لتحقيق النسب الأفضل، فمثلا في امتحان الاستدراك للسنة الثالثة لم يسجل التلاميذ أيّ تحسن في نتائجهم في كل الدورات، كما أن أقسام الروابع بهاتين المتوسطتين تكون بأقل عدد من التلاميذ (بمعدل 23 تلميذ في القسم) في حين متوسطة الشهيد زرنوح محمد دخلت التنافس بطاقمها التربوي فقط، دون أدنى سعي من إدارة المتوسطة في كل الدورات، فأقسام الروابع مكتظة بمعدل (37 تلميذ في القسم) ، وكل سنة تسجل المؤسسة عددا معتبرا من التلاميذ الوافدين (أغلبهم دون المستوى) وقد أصبحت المتوسطة منذ أكثر من سنة دون مدير فعلي لها. وعند مناقشتنا لبعض أساتذة المتوسطة أبدو ارتياحهم لمستوى تلاميذ الروابع هذا الموسم بعد الجهد المبذول معهم حيث كان العمل متواصلا إلى غاية صلاة العشاء، و إلى غاية يوم ما قبل امتحان شهادة التعليم المتوسط 2013، كما لاحظنا مرافقة الأساتذة لتلاميذهم طيلة أيام امتحانات شهادة التعليم المتوسط في مراكز إجرائهم من أجل تحفيزهم، ورفع معنوياتهم، وإبداء الملاحظات بعد إجراء كل امتحان، وكذا تقييم إجابات التلاميذ. كما رحب أساتذة زرنوح بفكرة التنافس الشريف البعيد عن نسج شبكات الغش، و البعيد عن هضم حق التلاميذ في الانتقال إلى المستوى الأعلى مضيفين أن الذي يعمل، يعمل لأجل التلميذ الذكي، والمتوسط و الضعيف. والناجح الذي ينجح في أسوء الظروف مثلما هي ظروف متوسطتهم، كما أبدو كثير الامتنان لمدير متوسطة قوجيل علي و طاقمها التربوي الذين وحدوا معهم امتحان الفصل الثالث العام الماضي و هذا العام - الذي غطته الجلفة إنفو سابقا - . فهل حقا ستكون صناعة روح التنافس بين المؤسسات التربوية كالتي صنعتها هاته المؤسسات هي الطريقة الأمثل من أجل تحقيق نتائج أفضل في ولاية الجلفة ؟