تقع متوسطة "زرنوح محمد" بحي برنادة ، بالمدخل الشمالي لبلدية الجلفة ، ويعد موقعها مغمورا نتيجة وقوعها خلف مقبرة سي علي بن دنيدينة ( المجحودة ) من جهة الشرق ، وخلف ثكنة الدرك الوطني من جهة الشمال ، ولا تطل على أي شارع رئيسي ، ولا يحاذيها سكان ، أو مبان ، سوى التلال . فتحت متوسطة الشهيد زرنوح محمد – برنادة سابقا - أبوابها في شهر سبتمبر سنة 1992 ورغم مرور أكثر من عشرين سنة على افتتاحها، إلا أنه لم يتغير فيها شيء، فتبدأ رحلة المعاناة مع الممر المؤدي إليها ، إذ يصعب المرور عبره نتيجة الأوحال، والمياه المتساقطة شتاء. ولأنه الممر الوحيد المؤدي إلى المتوسطة أصبح ملاذا للمتسكعين، وسيئي الأخلاق ، ومن لفظتهم شتى المدارس ، لمضايقة التلاميذ الوافدين إلى المتوسطة ، خاصة إذا كانوا فرادى ، أو إذا خرجوا قبل نهاية الوقت الرسمي . ما إن تتجاوز ذلك الممر، تجد نفسك في ساحة كبيرة اتخذها البعض مرعى لأغنامهم ، وماعزهم ، وتحاذيها ساحة كبرى لرمي القمامات ، ثم بعد ذلك تلوح لك متوسطة الشهيد زرنوح ، وقد تقدمت بها السنون نتيجة البناء المهترئ ، والطلاء الباهت المتآكل نتيجة تعاقب عقدين كاملين طلاء، أو ترميم . إذا دخلت متوسطة الشهيد زرنوح تعرف تمام المعرفة المعاناة التي تعاني منها هاته المتوسطة المهمشة ، وسوف نسلط الضوء على مشكلين كبيرين يستدعيان التدخل فورا: 1- التدفئة : يعاني تلاميذ متوسطة الشهيد زرنوح هاته الأيام من البرد الشديد نتيجة اهتراء شبكة التدفئة نظرا لسوئها وتقادمها ، وهو الأمر الذي يؤرق تلاميذها وأساتذتها كل شتاء ، خاصة الجهة الجنوبية من المؤسسة التي تقع فيها قاعة الإعلام الآلي ، والمخابر في الطابق السفلي ، وأقسام الثالثة متوسط في الطابق العلوي ، فهاته الجهة من المؤسسة لا تصل إليها التدفئة أبدا ، وتقابل الرياح والأعاصير .. مما اضطر الأساتذة لتوجيه التلاميذ إلى الإكثار من الألبسة ، ولبس القبعات الصوفية ، والقفازات ... لكن الحالة الاجتماعية المزرية التي يعاني منها أغلب التلاميذ حالت دون تحقيق ذلك . 2- الإطعام : رغم استفادة المتوسطتين الجديدتين المجاورتين لمتوسطة الشهيد زرنوح من مطعمين مدرسيين منذ سنين ، مع أنهما فتحتا أبوابهما مع مطلع الألفية الثالث ، ومنتصف العشرية الماضية فقط ، إلا أن متوسطة زرنوح محمد رغم مرور أكثر من عشرين سنة على افتتاحها ، ضف إلى ذلك أنّ أكثر من 90 بالمائة من تلاميذها أفقر تلاميذ بلدية الجلفة ، إلا أنه ولحد كتابة هاته الأسطر لم يتم برمجة مطعم مدرسي بها ، فكيف يعقل أن أبناء أفقر أحياء بلدية الجلفة لا يستفيدون من مطعم مدرسي ، في حين أرقى الأحياء بالبلدية يستفيدون من الإطعام . وأخيرا، و رغم تحصل متوسطة الشهيد زرنوح محمد بحي برنادة على المرتبة الأولى على مستوى بلدية الجلفة ، والمرتبة الثانية على مستوى الولاية في نتائج امتحان شهادة المتوسط السنة الماضية ، ورغم توفرها على طاقم تربوي تتمناه أي متوسطة على تراب الولاية . إلا أنها لازالت تنتظر التفاتة من طرف المسؤولين المحليين ، أو المسؤولين على قطاع التربية بالولاية ، بل كان الجميع يجمع أن الافتتاح الرسمي للدخول المدرسي بالولاية هذا العام سيكون بمتوسطة زرنوح محمد ، لأنها ورغم كل الظروف التي تعاني منها رفعت لواء التحدي ، وحققت المستحيل في شهادة التعليم المتوسط 2012 . . يتبع ../..