في نظارتي جدي تجاعيد جبينه يديه المنمشتين بالأسود قهوته المطحلبة بالآهات و غليونه البني الكبير قرات تاريخ بلادي المزور وجه طفل مسربل بالخوف أساطير الأولين رواية الليل العاشق و القمر الناشز.عن الضوء عوى ذئب بالجوار صهلت ذاكرة الأحزان و من فم الريح سقطت غيمة كبيرة تدحرجت إلى المرآب حيث ذكرياتي ذكريات امي وذكريات جدتي سنة ثمان و أربعين هبت عاصفة بحلق الحفيد تناثر رذاذ صوته في قنينة حبر لطخ سجادة تحت قدمي سجانه فانكتب اسمه من السماء إلى الأرض بالخط العريض تهامست السنوات الشهور و الأيام المسروقة من عمر طفلة: "بأي ذنب قتلت" تجتاح نظرة شاردة تعابير وجه تتبرأ من وزر الخطيئة تسكب فنجان الوجع بمنعطفات العمر فتسكر تفاصيل الحكاية تترنح في الشوارع تعلن حالة طوارئ و ترقد في صدر قداحة يتكدس الملح بالأوردة يسرق من البنت طفولتها المتبقية.. يضخ حلمها بهالة من دخان يأمر التاريخ ان يصطف بطابور اللاجئين المهجرين المغادرين الى حيث لا يعلمون...