عقدت أمس الخميس دار الصناعات التقليدية على هامش المعرض الوطني للبرنوس والقشابية يوما دراسيا حول موضوع الدمغ في النسيج الوبري، نشطه مختصون في مجال الدمغ، حيث عرف حضور حرفيين محليين منخرطين على مستوى الغرفة وكذا الجمعيات التي تهتم بالتكوين في الزربية والبرنوس والقشابية... وفي الكلمة الترحيبية التي ألقاها مدير دار الصناعات التقليدية والحرف السيد " مسقي سليمان" اعتبر أنّ هذه الطبعة مميزة مقارنة بالطبعات السابقة من حيث عدد المشاركين، وكذا التنوع من حيث الجودة في المنتوج، وباعتبار هذه التظاهرة تدخل في إطار البرنامج الترقوي للوزارة بهدف المحافظة على المنتوج الذي تشتهر به كلّ منطقة عبر تراب الجزائر، لتمكين الحرفيين من تسويق منتجاتهم وإتاحة الفرصة لهم للتعرف على منتجات وأفكار وتقنيات حرفيي الولايات الأخرى. من جانبه قدم مسؤول مركز الدمغ بتيبازة الشروط التي يجب أن تتوفر في المنتوج لتتم عملية دمغه، على غرار جودة مادة الصوف الحرة المغسولة جيدا والمعالجة طبيعيا بدواء ضد الحشرات، كما يجب أن تكون الخيوط مغزولة آليا وذات خيط متين وصياغة صلبة لا تتأثر بالضوء والغسل والاحتكاك. و "القيام" يكون طبيعي خالص خال من المواد البلاستيكية مغزولا جيدا ب"السدوة" والحياكة . ومن شروط الدمغ أيضا يجب أن يكون للحرفي أو المؤسسة سجل تجاري لدى الصناعات التقليدية والحرف، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون المنتوج جديد غير مستعمل من قبل، ولا يحمل عبارات ترمز إلى أشياء مقدسة مثل الأيات القرآنية، وغيرها..واذا استوفى المنتوج الشروط المذكورة، تمنح له البطاقة، وتسجل في السجل وفق معايير متفق ومصادق عليها في إطار المرسوم التنفيذي رقم 390- 79 المؤرخ في 19 أكتوبر 1997 الذي يضمن شروط تسليم علامات النوعية والأصالة. وتتم بعدها مرافقة الحرفيين الناشطين في مجال النسيج وصناعة الزرابي لتصحيح الأخطاء المرتكبة، لتختتم المداخلة بعرض شريط من مركز الدمغ بتيبازة شمل بعض الاحصائيات لدمغ الزرابي، و التي وصلت إلى 175 زربية تم دمغها هذه السنة. وعن أهمية الدمغ وخصائص النسيج الوبري تحدث "خيراني عبد الرحمان" مفتش رئيسي بمديرية السياحة و الصناعة التقليدية معتبرا أنّ استقرار الحرفي باعتباره مؤسسة حرفية وديمومته ترتبط إلى حد كبير بمدى نجاحها في إرساء أسس الجودة والعلامة التي تنفرد بها، وتتنوع المنتجات واللمسة الشخصية للحرفي في الطابع الخاص بكل منطقة كأن نسمي "برنوس مسعد"، و "القشابية الزكارية"...مضيفا أنّ أهمية الدمغ تتجلى في إعطاء قيمة مضافة للمنتوج، وتدعيم الانتاج كأداة لضمان الجودة، كما أن الدمغ وسيلة لحماية الموارد والمعارف المحلية، وأداة للتنمية الجهوية والسياحية، والرفع من استقطاب المستثمرين في الصناعات التقليدية.