من خلال المساعي الهادفة في تحريك المشهد الثقافي، تلك التي باشر أجواءها السيد عبد القادر جلاوي والي ولاية الجلفة، اجتمع السيد عبد القادر جعلاب مدير الثقافة والسيد العيد جلال مدير المتحف مع مختلف الشرائح الثقافية من أجل تحليل ونقاش ما يمكن أن يساعد في زعزعة هذا الركود وبعث مشاريع ثقافية هادفة تخدم الصالح العام. فمن خلال هذا الاجتماع الذي حضره مجموعة كبيرة من المهتمين، منهم بعض الأكاديميين وكذا بعض الشعراء ورجال الصحافة، حاولوا جميعا تشريح الفعل الثقافي فيما يخص مهام المتحف الذي تسعى الإدارة إلى بعث روح الحياة داخل جدرانه. ومن خلال كلمة السيد مدير الثقافة حُددت أهداف هذا اللقاء كي تكون الإدارة شريكة مع المواطن النوعي في صنع الحدث، حيث أكد على مبادرة مديرية الثقافة في إنشاء المؤسسات الثقافية بأبعادها المختلفة، كما أشار إلى دور وزارة الثقافة من خلال اللجنة الوزارية التي جاءت تتابع سير القطب الثقافي الذي يحتوي على مؤسسات لم تفتح بعد، كما تحدث عن مبادرة السيد والي ولاية الجلفة عبد القادر جلاوي في المساهمة لإجراء هذا اللقاء من أجل طرح جميع انشغالات المثقف والمتابع والإطار الفاعل.حيث أكد على أن السيد والي ولاية الجلفة سيسعى بكل مجهوداته المعنوية وبمجهودات المؤسسة المالية إلى دعم هذه المبادرات وهذه الجهود، وأكد على أن من بين أولوياته العمل الثقافي والفكري الواعي بضرورة خروج هذه الولاية من التشتت الثقافي الذي ربض مدة طويلة. من جهة أخرى فقد تحدث السيد العيد جلال مدير المتحف عن الأداءِ الواجبِ تبنيهِ في خلق أسس ثقافية متداولة بين المهتمين بمختلف شرائحهم، وكذا شرح مدير المتحف محاور أهداف هذا اللقاء في حوارية لطرح مجمل التصورات في سير العمل الثقافي وما يحتاجه "المتحف" من مبادرات تساعد على خلق أجوائه الحقيقية، وذلك بتقبل الهبات الأثرية وشرائها في حدود الممكن المادي، ومتابعة كل ما يمت بصلة إلى تاريخ المنطقة من موروث مادي وثقافي معنوي. حيث أكد على أن السيد والي ولاية الجلفة سيسعى بكل مجهوداته المعنوية وبمجهودات المؤسسة المالية إلى دعم هذه المبادرات وهذه الجهود، وأكد على أن من بين أولوياته العمل الثقافي والفكري الواعي بضرورة خروج هذه الولاية من التشتت الثقافي الذي ربض مدة طويلة. كما ناقش الحضور مختلف المسائل المتعلقة بالآثار والمناطق الأثرية وضرورة متابعتها وترميمها وخلق مؤسسات جديدة في سياق تطوير الرؤية لتاريخ المنطقة، كما ناقش البعض أيضا ضرورة كتابة "تاريخ الجلفة الثقافي" في صورة توازي تاريخ الجزائر الثقافي وذلك لما تحمله الولاية من أسماء بارزة في هذا المجال. إلا أن البعض ارتأى أن يتم استدعاء أهل الاختصاص خاصة الأكاديميين منهم والمثقفين، وقالوا إنه يجب على مدير الثقافة أن يوجه دعوته في حلقات متتابعة إلى أهل الاختصاص ممن درسوا حقول المكان التاريخية الأدبية والمادية مع أن البعض منهم حضروا فعلا وقد أكد الكثير على الأبعاد التراثية والثقافية التي تمتلكها الولاية في مختلف بلدياتها، لا ينقصها سوى العمل الجماعي والنخبوي الهادف، منتبهين إلى ضرورة إثراء الإدارة لمثل هذه المبادرات التي تهدف إلى إشراك المواطن في جميع شؤونها. وقد سألنا صاحب المبادرة في إنشاء "تاريخ ثقافي للولاية" عن كيفية متابعة هذا المنجز، فقال إن ذلك يهدف إلى إبعاد المبادرات التي تحتكم على خلل كبير ومغالطات متنوعة في التاريخ الثقافي للمنطقة، وأن هناك أسماء مهمة لها دورها المعرفي الهادف يمكن لها أن تتبنى هذا المشروع تحت رعاية السيد والي ولاية الجلفة، وستكون بصمة تاريخية مهمة فيما يقدمه السيد الوالي وكذا جهود الإدارة، لأنه سيكشف عن النية الحقيقة في تبني المشاريع الثقافية الهادفة. إلا أن البعض ارتأى أن يتم استدعاء أهل الاختصاص خاصة الأكاديميين منهم والمثقفين، وقالوا إنه يجب على مدير الثقافة أن يوجه دعوته في حلقات متتابعة إلى أهل الاختصاص ممن درسوا حقول المكان التاريخية الأدبية والمادية مع أن البعض منهم حضروا فعلا، وأنه من الضروري أن نعيد القيم إلى مكانتها الحقيقية، فلا يمكن أن تسير المؤسسة باقتراحات غير مدروسة وغير مؤسسة، وبمبادرات شخصية دون دراسة وتشريح من قبل أهل الاختصاص للظاهرة الثقافية بكل أبعادها في ولاية الجلفة، وهذا لا يتأتى –حسبهم- إلا من خلال النقاش الجاد والفاعل مع مختلف النخب التي تكتب في التاريخ والنخب القرائية التي تمتلك نظرة مهمة لمحيط المكان التاريخي وما يمكن من تحريكه من أجل خلق مشهد في مستوى التراث الثقافي والمعرفي للولاية.