يتفق جميع سكان بلدية عين معبد، 20 كم شمال ولاية الجلفة، على أن قربها من عاصمة الولاية جعلها مجرد حي مقصي ومهمّش من عدة برامج تنموية خاصة ما تعلق بالصحة والشباب؛ فلم تعد تشكل لأغلب سكانها سوى مرقد يأتونه مساء ويغادرونه صباحا إلى مختلف الجهات. تقع البلدية على مستوى الطريق الوطني رقم ,01 وتتربع على مساحة 80 ألف هكتار، وبلغ تعداد سكانها نحو 22 ألف نسمة، وهي من أقدم البلديات بالولاية، حيث أنجبت العلامة سي الشريف بن لحرش الذي دعم الأمير عبد القادر فاستخلفه في المنطقة من بعده. ولا يختلف اثنان في إمكاناتها السياحية المتمثلة في الغابات وحديقة الحيوانات ومياهها المعدنية العذبة وثرواتها الطائلة من الملح الموجود بمنطقة حجر الملح المعروفة عالميا. كل هذه الإمكانات التاريخية والطبيعية والسياحية لم تشفع لسكان مدينة عين معبد في أن يظفروا بمستثمرات أو برامج تنموية كبرى، أو على الأقل وجود متطلبات الحياة ومستلزماتها في مجالات حساسة، في مقدمتها الصحة التي تفتقر إلى أهم مقوماتها المادية والبشرية رغم وجود الهيكل المتمثل في مجمع صحي بطوله وعرضه يفتقد إلى التجهيزات والمعدات، حتى للوسائل البسيطة من الأدوية وغياب بعض الأقسام، وإن وجدت فهي معطلة أو خاوية؛ إذ يشرف على الهيكل طبيبان عامان يتناوبان على العمل اليومي. وأما قسم الأشعة فلا وجود لمختص به. وحتى قسم التوليد فلم يحدثنا السكان عن ولادات حصلت به، لأن الغالبية تتجه إلى عاصمة الولاية الجلفة أو عاصمة الدائرة حاسي بحبح، في ظل نقص الإمكانات والوسائل وغياب الخدمات والمناوبة الليلية. وكل من سألناهم عن الجانب الصحي في المدينة أجابونا جواب اليائس من هذا المرفق، لأنهم أوصلوا رسائلهم وصرخاتهم إلى كل الجهات ولم تجد جوابا شافيا أو حلا كافيا. وأما الشباب فحديثهم ذو شجون مع هموم البطالة، في بلدية لا تتوفر على فرص العمل إلا من مناصب التشغيل والشبكة الاجتماعية والعقود التي لا تتجاوز في مجموعها الأربعمائة منصب لأكثر من اثني عشر ألف شاب، ويفرض عليهم التنقل اليومي إلى عاصمة الولاية للعمل، حيث تضيق بهم محطات النقل صباحا وهم ذاهبون ومساء وهم عائدون. ولا عزاء لهم إن عادوا في مرافق الشباب من رياضية أو ترفيهية أو ثقافية؛ إذ إن ملعب كرة القدم الذي أنجز في الثمانينيات مازال كما هو بهيئته القديمة وأرضيته المتآكلة، مع غياب النشاطات الرياضية ولا مسبح ولا مركب رياضي. وحتى دار الشباب والمكتبة هيكلان موجودان لكنهما مغلقان لا نشاط فيهما يذكر، رغم ما يتمتع به شباب البلدية من مؤهلات علمية وثقافية ورياضية تستفيد منها بلديات وولايات أخرى أمام ركود العمل الجمعوي في هذا المجال...