المشكلة ليست بنصوص ولا بأحاديث ولا بآيات ولا بشيء من هذا القبيل .. المشكلة هي في سلب إرادة الشعب وتطلعاته وآماله. احترموا عقولنا .. واعلموا أننا واعون وإن كان الكثير ساكتون ...كفاكم كذبا...كيف ستحكمون شعباً لم يعد يثق بكم .. كيف؟ ولِم لم يحاكم إلى الآن مفسد واحد كما تزعمون؟ أزمة العقل الحكومي أنه خلق لنفسه واقعاً افتراضياً يقوم على الحقائق المغلوطة والوقائع الملفقة، وعلى الرغبات والنوايا أكثر منه على ماهو معقول وماهو منطقى ... كان من الأجدر بنظامنا أن يحترم عقول المواطنين فالمرض ليس عيبا، فكلنا قد تعاطفنا مع "هوغو تشافيز" وهو يصارح شعبه بإصابته بالسرطان ويطلب منهم الصفح عن أخطائه والدعاء له. أرجوكم جميعاً أن تتوقفوا طويلاً أمام العبارة وتتأملوا بعمق ما جاء فيها، فالعبارة تقول: «انا طاب جناني » ... فقد حملت اشارات ودلالات تقول أن "الملحوح عليه" لم يكن يريد الترشّح ولم يكن ليفوز بالرئاسيات القادمة لاعطاء نوع من المصداقية خارجيا، لأن الشأن الداخلي آخر شيء يهمهم ... وبهذا يكون واقيا للصدمات لما ستؤول اليه نتائج الانتخابات لحكم العجزة وصنع هالة حول شخصه المريض لالهاء الشعب المغبون واستدراجه؟ وقد يعجب الواحد منّا، وللوهلة الأولى، للكيفية التي استطاع فيها الملحوح عليه بلوغ «مكانته»، ونجاحه في خلق تلك الهالة شبه «المقدسة» حول شخصه من المحيطين به، ولكن العجب يزول حين نتذكّر المثل المحلي «اذا كان خصمك القاضي لمن تشتكي»؟. فالنظام الذي يعتبر الرئيس المصدر الوحيد لأي سلطة، وغير ذلك من المناصب، لم يكن ليصل إلى تلك المكانة لولا وقوف الآلة الإعلامية وأموالها القذرة وراءه. ولا يسعنا في الأخير سوى القول بأن هناك فارقا كبيرا بين الذكي والمتذاكي، فالذكي هو من يحترم عقول الناس، فيخاطبهم بما يمكن أن يصدقوه، أما المتذاكي فهو ذلك الغبي الذي لا يحترم عقول الناس. أيها المتذاكون نحن شعب لا ينسى ... ولهذا نقولها لكم .... احترموا عقولنا رجاءا