حوالي الساعة العاشرة والنصف من يوم الاثنين 19 ماي 2014 وتزامنا مع الاحتفال بيوم الطالب وأثناء الزيارة التدشينية لوالي ولاية الجلفة "جلاوي عبد القادر" لمركز الدفع الشهيد قوادرية بلول بحي بن جرمة كانت سيدة رفقة زوجها وابنها الحديث الولادة بالقرب من مركز الدفع وتحديدا في مستوصف الطب والأمومة حيث كانت تود إجراء لقاحات تطعيمية لإبنها لتسمع خبر قدوم والي الولاية لتتجه مباشرة صوب مركز الدفع وتنتظر خروج الوالي وما إن خرج حتى اتجهت نحوه فمنعها محيط الوالي بل هناك من اعتقد أنها مختلة عقليا وطالب بالاتصال بالحماية المدنية لنقلها بعيدا فبدأت بالصراخ الشديد لتلفت انتباه الوالي ويقترب منها ويشرع في الاستماع إليها فقد طلبت منه إنصافها بأن يمنح زوجها سكن إجتماعي يؤيها مع أطفالهم السبعة فزوجها "بن سعدة،م" قدم ملفا للسكن بتاريخ 02/04/1990 تحت رقم 9144 حينما كانت الملفات توضع لدى ديوان الترقية والتسيير العقاري(OPGI) وليعيد تجديد ملفه بتاريخ 26/01/2003 تحت رقم 18935 لدى مصالح الدائرة ولم يستفد من السكن حتى يومنا هذا فبعد خروج قائمة السكنات الاجتماعية الأخيرة مطلع مارس 2014 لم يجد هذا المسكين اسمه ضمن قائمة المستفيدين ليتجه مباشرة مع زوجته إلى مصالح الدائرة حيث فاجئه كل من رئيس الدائرة ورئيس البلدية بأنه كان سيمنح لك سكن إجتماعي لولا أنه مكتوب لدينا في الملفات أنك ربما تمتلك شيئا ما بدون أن يحددون له ما طبيعة هذا الشيء وطالبوه بأن يذهب إلى عين الإبل لاستخراج شهادة السلبية من الوكالة العقارية هناك وهو ما قام به وعندما رجع لهما طالباه من جديد بأن يتجه إلى صندوق السكن بالجلفة لاستخراج شهادة السلبية (أخرى) وعندما ذهب هناك صدمه مدير صندوق السكن بالجلفة قائلا له أنا لا أتعامل مع الأشخاص بل أتعامل مع الإدارات فلو طلب مني رئيس الدائرة ذلك بمراسلة إدارية فسأرسل له شهادة السلبية ( وكأنه طلب شهادات السلبية لسكان الجلفة، فالمفروض أن شهادة السلبية تخصه هو بل أكثر من ذلك فالمفروض أن مصالح الدائرة درست كل الملفات وراسلت كل الجهات المعنية للتأكد وذلك قبل نشر قائمة السكنات الاجتماعية وفي حالة احتجاج مواطن ما أن يعطوه وثيقة أو دليل على أنه يمتلك سكن أو بأن إدارة ما ذكرت أنه لا يتوفر فيه شرط ما للحصول على سكن)، ليبقى زوجها بدون حل لمشكله رغم أن ملف سكنه من أقدم الملفات وسنه تجاوز الخمسين وهذا حسبهما . لكن ما صدم الوالي واهتز له هو منظر الطفل البريء المريض الذي لم يتجاوز شهر من عمره الذي كانت تحتضنه فمرضه وحسب والديه فإنه سبب ذلك يعود بحسب الطبيب نتيجة سوء التغذية والطاقة والمشاكل التي كانت تعاني منها الأم قبل الولادة فقبل أن تلد ظهرت قائمة السكنات الاجتماعية ولم تجد اسم زوجها فذهبت معه تحتج لدى مصالح الدائرة ونتيجة الانفعال الشديد أغمي عليها مما استدعى نقلها من قبل الحماية المدنية إلى مستشفى عين الشيح وذكرت لها الطبيبة بأنها كادت أن تفقد جنينها ليولد الطفل بعد ذلك على هذه الحالة (الصور المرفقة غنية عن كل حرف كتبناه). منظر الطفل المريض وأمه التي تحتضنه بذراعيها وزوجها الذي يقف بمساعدة عكاز نظرا لإصابته بكسر في رجله وكذا توقف والي الولاية واستماعه لها بكل اهتمام وتأثر وبعدها أمر الوالي رئيس الدائرة ورئيس البلدية التكفل بهذه الحالة وغادر المركز لتقترب عاملات المركز وشدهن المنظر وما إن اقترب من المرأة ووليدها وزوجها حتى شرعن بالبكاء من جهة لحالة هذه الأسرة وبمزيج من الاحترام لشخص الوالي الذي أمر بالتكفل بهؤلاء المغلوبين على أمرهم. يشار كذلك أن الوالي استلم وصل طلب السكن الاجتماعي لرب هذه الأسرة ورقم هاتفه من طرف الزميل الصحفي "بربورة" وأمر كل من رئيس الدائرة ورئيس البلدية ومدير الصحة والسكان بالتكفل والاتصال بهذه العائلة غدا، فهل سيختم "جلاوي عبد القادر" والي الولاية الأثر الذي أحدثه لدى من كان حاضرا للمشهد ليضع نهاية سعيدة لهذه الأسرة التي عانت كثيرا من مشكل السكن من جهة ومن مشكل مرض ابنها الرضيع؟