حلّ مؤخرا السيّد "الطاهر قايس"، الأمين العام للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، في زيارة عمل الى ولاية الجلفة على بعد أسبوع من افتتاح الملتقى الوطني ال 24 "هواري بومدين" خلال الفترة 26 الى 29 ديسمبر الجاري. وكان ل "الجلفة إنفو" جلسة مع السيد "قايس" كما حاورت أيضا السيد "دكاني بدر الدين"، أمين ولاية الجلفة للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، الذي قدّم آخر الترتيبات التي تتم بمناسبة الملتقى الوطني الذي ستحتضنه الجلفة. ملتقى الجلفة لن يكون فقط حول شخصية "هواري بومدين" بل تريدون أن تجعلوا منه فرصة للم شمل بيت "الأوشج" ... بومدين كان يساهم في توحيد الشباب الجزائري وهو من قرّر سنة 1975 جمع كل الجمعيات الشبانية والكشفية والطلابية في كنف تنظيم واحد وهو "الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية" كما ساهم بومدين رحمه الله في توحيد الدول ودعم الحركات التحررية وحل الأزمات الدبلوماسية لما كان حيّا ... وهاهو سيساهم في توحيد الأوشج وهو في قبره. ولهذا وجّهنا نداء الى جميع الأمانات الولائية للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية من أجل شد الرحال الى ولاية الجلفة وعقد المصالحة الوطنية بين أبناء الاتحاد في ملتقى "هواري بومدين". تقومون بزيارة عمل الى الجلفة على بعد أيام قليلة من الملتقى ... كيف تم اختيار ولاية الجلفة لاحتضان هذا الملتقى؟ وجودنا بالجلفة (يومي 21 و22 ديسمبر) يأتي في اطار اللمسات والروتوشات الأخيرة للملتقى الرابع والعشرين "هواري بومدين" الذي ستحتضنه ولاية الجلفة. واختيارنا لهذه الأخيرة ليس اعتباطيا بل تم بعد دراسة الترشحات التي شاركت بها 13 ولاية تقدّمت بملفاتها عن طريق أمنائها الولائيين من أجل احتضان هذا الملتقى الوطني. وبعد دراسة الملفات من طرف اللجنة الوطنية تم الموافقة على ملف ولاية الجلفة الذي قدّمه أمينها الولائي السيد دكاني بدر الدين. وملف ولاية الجلفة وجدنا فيه استعدادا وتجنّدا من طرف السلطات الولائية فضلا عن أن مكتب ولاية الجلفة للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مكتب متماسك وفرض نفسه من حيث النشاطات والتنظيم والهياكل الإقامية وغيرها من الأمور التنظيمية لملتقى وطني كبير بهذا الحجم. وهذا من بين الأسباب التي دفعتنا الى تزكية ولاية الجلفة لاحتضان هذه التظاهرة الكبيرة ذات البعد الدولي. كما أن موقع ولاية الجلفة الإستراتيجي يسمح للوفود من شتى الولايات بشد الرحال اليها في ظروف ملائمة. بماذا سيتميّز ملتقى ولاية الجلفة من ناحية التنظيم؟ ملتقى "هواري بومدين" بالجلفة سيكون أكاديميا لأننا حدّدنا الفئات المعنية بالمشاركة وهم الطلبة والكشافة وقدماء الأوشج والمكاتب الولائية والأمانات البلدية. كما حرصنا على حضور النخبة، وبالتالي فان ملتقى الجلفة سيجمع حوالي 1000 مشارك من 48 ولاية بالإضافة الى وفود السفارات الجمهورية الصحراوية ودولة فلسطين والعراق وأيضا الشخصيات الوطنية والوزراء السابقون والأساتذة الجامعيون وأسرة الإعلام. كما سيشهد الافتتاح عرضا رسميا للفيلم وثائقي بعنوان "ثائر يبني دولة" من انتاج دولي مشترك، حيث سيحضر وفد من التلفزيون الجزائري من أجل الإشراف على ذلك باعتبار الجزائر طرفا مساهما في انتاج الفيلم الوثائقي. الى أين وصل نصاب الولايات المشاركة؟ أوّلا يجب التذكير بأن المشاركين ينتمون الى 48 ولاية حيث سقّفنا وفد كل ولاية ب 16 مشاركا غير أننا استثنينا ولايات الجنوب ورفعنا تمثيلها الى 32 مشارك نظرا الى أن الطبعات الأخيرة للملتقى لم تشارك فيها ولايات الجنوب بسبب العائق الجغرافي وشروط المشاركة التي لم تكن متوفّرة. ولقد قمنا بإشعار كل الولايات وأكّدنا على الجنوب للحضور الى الجلفة. وعلى سبيل المثال ولاية تمنراست أكّدت حضورها الى الجلفة بوفد يضم 32 مشارك وولاية إليزي ب 30 مشاركا، فضلا عن فرق فولكلورية وموسيقية من عمق الجنوب فضّلت الحضور الى "عرس الشبيبة بالجلفة" عن حفلات نهاية السنة بالجنوب الجزائري وحتى بخارج التراب الوطني. هل ستأتي الولايات ال 47 الى الجلفة بوفود مُوحّدة؟ أؤكد أن الولايات التي كان لها مكاتب موازية قد تصالحت فيما بينها وسوف تأتي بوفود موحّدة. ما عدا حالة يطبعها الغموض بمكتب ولاية قسنطينة ولقد طلبنا من عضو أمانة وطنية سابق من أجل التحاور معهم وتحديد الحصة المطلوبة لتمثيل ولاية قسنطينة. ماذا يحدث بمكتب قسنطينة بالضبط دون سائر الولايات ال 47 التي أكّدت مشاركتها؟ يجب القول أولا أنه قد تم انعقاد لقاء جهوي بقسنطينة شاركت فيه 17 ولاية شرقية أعلنت عن سحب الثقة من الأمين الوطني السابق الذي هو ليس في اتصال معهم أصلا. ونشير بهذا الخصوص الى أن حالة ولاية قسنطينة ليست مُستعصية والخلل داخلي بها فقط حول ضبط قائمة ممثليها بملتقى الجلفة مع العلم أن مكتب ولاية قسنطينة قد أكد حضوره الى ولاية الجلفة. ولقد حبّذنا مشاركة الأمين الولائي الحالي لولاية قسنطينة لأنه شغل هذه الصفة طيلة 05 سنوات وهو اطار نزيه ومناضل شريف ودعونا الى ضرورة أن يتم تقاسم المسؤولية في مكاتب الأمانة بقسنطينة. كما أنني لست أنا من يمنح أو ينزع منصب الأمانة الولائية لأن الجمعية العامة هي أعلى سلطة والأمين الولائي لقسنطينة افتكها من الجمعية العامة عبر الصندوق وباحترام القانون الأساسي والنظام الداخلي. هل ستكون هناك توجّهات مستقبلية للأوشج؟ سوف نذهب مستقبلا الى تشبيب التنظيم حيث أن الوضعية ستتغيّر مع المناصب التي يشغلها كبار السن في الأمانة الوطنية وفي الأمانات الولائية. وستكون نسبة التشبيب ما بين 60% و70% في حين أن دور الكبار سيقتصر على التكوين بفضل خبرتهم التي اكتسبوها عبر السنوات. ولهذا فإننا سوف نطبق القوانين القائمة. والحقيقة أن الصراع السابق قد شتّت أبناء الأوشج وتسبّب في وقوع تجاوزات وهو صراع بسبب أيادي خفيّة كان الهدف منه اضعاف الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية المُهيكل في 1541 بلدية وفي 48 ولاية وفي 38 مؤسسة جامعية وفي الثانويات والمتوسطات ومراكز التكوين المهني والحركة الكشفية وفي المناطق النائية وفي الأرياف. ولهذا تعمل الأمانة الوطنية الحالية منذ سنة ونصف من أجل استرجاع هيبة الأوشج. ماهي مساعيكم في التوفيق بين قدماء الإطارات في الأوشج وتوجّهكم الى التشبيب؟ نحن الآن في اتصالات مع قدماء اطارات الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية من أجل ايجاد فضاء وطني في الأوشج يجمعهم بصفتهم هذه. ولقد لاحظنا أن الكثير من الأحزاب والجمعيات تستغل هؤلاء الإطارات وكذا المناضلين في التأسيس فبمجرّد حصولهم على الاعتماد من وزارة الداخلية يقولون لهم "ما نحتاجوكمش". ولابد من القول هنا أنه بمجرّد صدور قانون الأحزاب سنة 2012 حتى قام الكثير من السياسيين باستغلال الشباب المهيكلين في الأوشج بإغراءات براقة ووعود كاذبة، وشخصيا قد حدث لي ذلك عندما اتصل بي رئيس حزب دعاني الى تأسيس حزب سياسي بالقول "علاش ما تأسّسش حزب انت عندك بزّاف الشّباب؟" واكتشفت لاحقا أن أعضاء الحزب المذكور هم من مناضلي الأوشج الذين كانوا سيسحبون الثقة منه بسبب استغلاله لهم وقيامه بالبزنسة في رؤوس القوائم الانتخابية. هل سيكون هناك قرارات هيكلية على هامش ملتقى الجلفة؟ بالفعل سوف نقوم في ملتقى الجلفة بتنصيب المكاتب الوطنية الجديدة للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية وهي "المكتب الوطني للكشّاف، المكتب الوطني للفتاة، المكتب الوطني للطلبة". كما سيكون هناك اجتماع للأمناء من أجل تقديم مقترحات ودراستها بخصوص الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية. وبالنسبة لولاية الجلفة فانه من غير المنطقي أن ولاية لديها 01.4 مليون نسمة لا تملك ممثلا لها في الأمانة الوطنية وهي من بين أهم الولايات في الجزائر وليست سوى مَحَجّا وقت الإنتخابات وعند نهاية المواسم الانتخابية تتفرّق الجموع عنها. ولهذا نتمنى أن تكون هناك التفاتة وطنية اليها في كل المجالات ونحن نساندها في ذلك. هل صحيح أنكم قمتم برفع دعوى قضائية ضد الأمين العام الوطني السابق؟ نعم لقد قمنا بذلك وضمّنا الدعوة ملفّا للفساد قام به الأمين الوطني السابق ونحن ماضون في هذه القضية من أجل وضع الأمور في نصابها. هل يمكن أن نقول أن ملتقى الجلفة يحمل بذور الوحدة في صفوف اتحاد الشبيبة؟ عندما لاحظنا هذا الاحتضان من طرف سكان ولاية الجلفة المجاهدة وتجنّد السلطات الولائية والمحلية ومناضلينا، انتابنا شعور عارم بالتفاؤل بنجاح الملتقى لا سيما وأن "هواري بومدين" هو من سينزل ضيفا على الجلفة بترحيب ليس من سكان الجلفة فحسب بل من 48 ولاية ستُرحّب به في مدينة الجلفة، كما لمسنا متابعة شخصية من طرف السيد والي الولاية لنجاح الملتقى. ولهذا فان الصلح بين أبناء الشبيبة الجزائرية سيكون انطلاقا من الجلفة. السيّد دكاني: كل الظروف جاهزة لنجاح الملتقى ما مميزات هذه الطبعة ؟ سنتطرق في هذه الطبعة المتميزة الى عدة محاور حول سيرة الرئيس "هواري بومدين" ومن أهمها الجوانب الأخلاقية التي تألق بها الراحل هواري بومدين. ولهذا سنحاول ابراز أهم القيم الأخلاقية التي كان يسلكها الراحل في تعامل مع أبناء وطنه وكذا مع الشعوب العربية وبشكل موضوعي خاصة في قومية الرئيس الراحل وتعلقه بالقضية الفلسطينية وكذا انشغالات الأمة العربية، ولأن هناك تراجع نوعا ما في مبادئ الأمة الجزائرية في أخلاقها وسلوكها، حفّزنا ذلك لنظهر لشبابنا قيم أجددنا. لمحة عن محتوى الملتقى ... نظر لظهور شهادات حية ومعطيات جديدة عن الرّاحل "هواري بومدين" وانتاج فيلم وثائقي سنركز في محاور الملتقى على هذه الشهادات، كما ستكون هناك مداخلات لأساتذة وباحثين في التاريخ من الجلفة ومن جامعة الجلفة وكذا من جامعات أخرى. ما هي اللجان التي تم تكوينها تحضيراً لهذا الملتقى ؟ هناك عدة لجان و أهمها : لجنة التشريفات، اللجنة العلمية تشرف على جمع المداخلات وتنظيمها كما أنها ستشرف فيما بعد على طبعها، لجنة الإطعام والإيواء. من هي الشخصيات التي ستحضر ملتقى الجلفة ؟ هناك العديد من الدعوات التي أُرسلت الى شخصيات وطنية ومنهم من أكد المشاركة و نأمل حضورهم و بهذا ننتظر حضور الوزير السابق بوكرزازة، والسفير الجزائري لدى رومانيا حمراوي حبيب شوقي والمجاهد عمار ياسف و كذا نخبة من المجاهدين ورؤساء منظمات جماهيرية وشخصيات سياسية وبرلمانية ومسؤولين تنفيذين ومنتخبين و كذا الأمناء العامين السابقين للإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية. ماذا تأملون من هذا الملتقى و ماذا سطرتم من أهداف ؟ أولها و أهمها هو رفع المشعل والافتخار بأننا من أبناء هذا الوطن وأنه كان لنا رجل نعتز بمواقفه القومية للجزائر وكيف أنه حافظ على سيادتها. كما نأمل على تحسيس الشباب في ظل الانفتاح العالمي والتهديدات التي صارت تتربص بقيمنا النوفمبرية وقيم أجدادنا. موعد الملتقى ؟ استقبال الوفود المشاركة سيكون يوم الجمعة 26 ديسمبر بعد صلاة الظهر والافتتاح الرسمي للملتقى سيكون صباح يوم السبت بجامعة زيان عاشور بالجلفة وسيستمر الملتقى إلى غاية ال 29 من ديسمبر. كما سيتخلل الملتقى تظاهرات رياضية وثقافية أثناء وبعد الملتقى. كلمة أخيرة على أبناء الجلفة الاعتزاز باحتضان هذا الملتقى خاصة في الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية. و الدعوة موجهة الى كل الجلفاويين للحضور الى الملتقى فأهل الجلفة هم أهل البيت في هذا الملتقى.