يتردد لدى الذين يعرفون مدينة الجلفة و عاشوا بها منذ أبد بعيد أنها تحولت "من مدينة صغيرة إلى قرية كبيرة"، فبعد ان احتلت سنوات الثمانينات المرتبة الأولى بالجزائر من حيث النظافة، عادت ادراجها و اصبحت الاوساخ و النفايات و الروائح الكريهة ميزة وسط المدينة، بداية من السوق المغطاة التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على المستهلك بفقدها لعامل النظافة و انتشار التجار الطفيليين الذين يقومون بغسل الخضروات و الفواكه بمياه قذرة يستقدمونها من النافورة القديمة بوسط المدينة التي تتجمع بها مياه قذرة و متسخة،. كما أن التواجد الواسع و العشوائي لمحلات المأكولات الخفيفة-جلها بدون سجلات تجارية- و التي لا تراعي أبسط شروط النظافة ساهم في انتشار الروائح الكريهة فلا تشم و انت تجوب شوارع وسط المدينة إلا رائحة المأكولات و الفضلات و كأنك في مطبخ كبير، يحدث هذا في الأيام العادية أما في شهر رمضان فحدث و لا حرج،،انتشار رهيب في الليل لطاولات الشواء لتتحول سماء المدينة إلى سحاب كثيف جراء دخان الشواء، هذه العادة السيئة و الجديدة على المجتمع الجلفاوي أصبحت تقليدا يتكرر كل شهر رمضان، أمام الغياب الكلي للمجلسين البلدي و الولائي و باقي المصالح المختصة كمديرية البيئة و التجارة و الشرطة و حتى جمعيات حماية المستهلك و غيرها من الجمعيات المختصة..فقد فقدت المدينة أية شواهد تدل على انها مدينة عاصمة للولاية. مظاهر التمدن التي كانت تتميز بها مدينة الجلفة ودعها السكان منذ أبد بعيد، فالجلفة اليوم مطبخ كبير و مقهى اكبر و سوق مفتوح لكل من هب و دب تباع و تشترى فيه كل الأشياء، فلا تستعجب أن ترى على الرصيف بوسط المدينة تجار طفيليين يبيعون قطع غيار السيارات و الدرجات النارية، بالإضافة إلى باقي المبيعات كالألبسة و الأحذية و أشياء اخرى..كلها على الأرصفة أمام المباني الإدارية و بمواقف الحافلات و أمام مباني آهلة بالسكان، فلا يكاد يجد الراجل شبرا يضع عليه رجله، فضلا على توسعة المحلات و المقاهي لنشاطاتهم التجارية و الخروج بها إلى الشوارع و الأرصفة، دون ان يحرك مسؤول شيئا بدءا من الوالي إلى أبسط مسؤول، فالكل ضرب بتعليمة المير السابق عرض الحائط و التي اجبرت المقاهي و المحلات على احترام الأرصفة و نزع "التيندات"، لكنها رجعت هذه العادة السيئة بمجرد استقالة المير في ظل اللامسؤولية و اللامبالاة من قبل المجلس البلدي.. عودة تنامي السكنات الفوضوية أمام البطء الكبير في إتمام برنامج رئيس الجمهورية في القضاء على البناءات الهشة و الفوضوية التي تم إحصاؤها شهر جوان 2007، إزداد طمع مافيا الفوضوي المشهورة بمدينة الجلفة و التي ضاعفت من جهودها في تنامي هذا النوع من السكنات قصد الحصول على شقق جديدة، و البزنسة في هذا البرنامج الطموح، مثلما يحدث بأحياء زريعة- شعوة-الفصحى، فإذا كان إحصاء 2007 يقر بوجود 2261 بناء فوضوي و هش فإن الواقع يكذب ذلك، سيما و أن أغلب البيوت تحمل عدة أسماء مختلفة و أرقام مزدوجة.. و في ظل رئاسة المير الجديد لم يتحرك "بيلدوزر" البلدية لهدم أي بناء فوضوي جديد الأمر الذي شجع و أعطى دفعا جديدا لهذه المافيا، و فرصة ذهبية أمامها لم تتح لها في العام الأول من نشاط المجلس الذي شهد عدة عمليات هدم..