تعيش مدينة الورود البليدة على وقع انتشار فادح للمفارغ العمومية والمزابل الفوضوية نتيجة تسلط الإنسان وجشعه المتزايد متطاولا بذلك على كل ما هو طبيعي غير مبالي بنتيجة وعواقب أنانيته، حيث باتت شوارع وأحياء عروس «متيجة» ومدينة الورود البليدة تكتسي حلة جديدة وتتزين بديكورات مختلفة للنفايات التي تفيض عن جشع الإنسان وأنانيته حتى أنه بات غير مبالي حتى بمكان رمي تلك النفايات فترى النفايات تتواجد في كل مكان وعلى مرأى الجميع. وادي بني عزّة بأولاد يعيش يُثير تذمّر واستياء المواطنين المكان المعروف ب «واد بني عزة» الفاصل بين بلدية البليدة وبلدية «أولاد يعيش» المندرجتين ضمن ما يعرف بالبليدة الكبرى التي شملها مخطط الجزائرالبيضاء، وحسب ما قمنا به من استطلاع لا وجود لهذا المخطط على الإطلاق ليضاف إلى قائمة المشاريع والمخططات المصنفة بالحبر على الورق إذ لا تزال ظاهرة انتشار القاذورات على حافة «وادي بني عزة» المحاذي لعدد من المجمّعات السكنية يثير تذمّرا واستياء شديدين من طرف سكانها وذلك بسبب المخلفات السلبية التي يتركها الوادي والناتجة عن حالة التلوث الكبيرة الصادرة عن النفايات المختلفة الملقاة به والتي هي من صنع وإبداع الإنسان غير المبالي لأفعاله برميه لنفاياته المنزلية بالمقربة من منزله لتصبح بذلك تلك البقعة وحسب ما أدلى السكان أضحت تشكل مصدر إزعاج لهم خاصة قاطني الحي الشعبي ل «بن عاشور» الذي يعد أكبر وأقدم الأحياء الشعبية بالولاية، حيث أصبحت مصدرا لانتشار الحشرات المضرّة بشتّى أنواعها والتي اتخذت من «وادي بني عزة» وكرا لها لتتسبّب هذه الظاهرة في تسجيل عدة حالات من الأمراض والأوبئة على غرار أمراض الحساسية والربو التي راح ضحيتها عشرات الأطفال الذين لم يجدوا أدنى عناية طبية مناسبة تقدم لهم بالحي وذلك نظرا للغياب التام والكامل للمرافق الصحية الملائمة التي تتكفل بهذه الفئة على الأقل، أما أثناء فصل الصيف حيث تكثر الأوبئة وتنتشر به ما تزيد في معاناة السكان وتتفاقم يوما بعد يوم وتجد في ارتفاع حرارة هذا الموسم المناخ المناسب لتكاثرها وانتشارها خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمراض المتنقلة عبر المياه سيما أمراض التيفوئيد والكوليرا التي تنذر بوجود خطر محتمل في الأيام القليلة المقبلة، وذلك بسبب مرور قنوات الصرف الصحي من هذه البقعة الحساسة إلى جانب عدم مبالاة بعض الجهات بخلاف السكان التي ترمي بنفاياتها ومخلفاتها المتنوعة بالوادي. المفرغة العمومية لبورومي بالعفرون معضلة عمرها 20 عاما مفرغة حي «بورومي» الواقع شرق دائرة «العفرون» غرب ولاية البليدة كانت ولا تزال معضلة حقيقية تهدد حياة السكان والمواطنين سواء القاطنين بها أو المارين منها فشبح المفرغة العمومية الفوضوية يلاحق سكان حي «بورومي» والأحياء المجاورة له على عمر يناهز العشرون عاما تكبدها القاطنون بالحي ومعاناة يتخط فيها السكان طيلة تلك السنوات حتى باتت أحد ملزمات السكان يتوارثونها عبر مر الأجيال، فكما لا يبخل السكان على المفرغة برمي نفاياتهم بها لا تبخل عليهم هي الأخرى في بعث لهم ما شاء وطاب من أنواع الروائح طيلة أربع وعشرين ساعة دون كلل منها أو ملل وعلى الكل الاستمتاع بروائح كريهة تعبق الحي، وقد كشف بعض السكان عن الأهمية التي يكتسيها حيّهم باعتباره منطقة ممتازة من حيث الأراضي الفلاحية الخصبة إلاّ أن المنطقة تعرف منذ سنوات عديدة غزو ظاهرة التلوّث البيئي بسبب المفرغة العمومية واستقبالها لقنوات صرف المياه القذرة القادمة من بلدية «موزاية» ما تعذّر على فلاّحيها النهوض بقطاع الفلاحة بها وتعود فترة انجاز تلك المفرغة، وهي عبارة عن مساحة كبيرة مقسّمة إلى قسمين رئيسيّين تقع بوسط أراضي فلاحية هامّة، ما تسبّب بخلق عدّة مشاكل حالت دون تطوّر الإنتاج الفلاحي بها نتيجة ما تخلّفه من دخان بعد عملية حرق النفايات التي تستمرّ عدّة أيام وقد تتجاوز الأسبوع في غالب الأحيان، بالإضافة إلى رمي النفايات المسمومة في الحي من طرف بعض المصانع المجاورة للمنطقة وخاصة مصنع المصبّرات الغذائية الذي يقوم برمي مخلّفات الطماطم والمشمش المؤثرة بشكل سلبي ومباشر على المحاصيل الزراعية نظرا للتركيبة الكيميائية التي تحتوي عليها تلك المخلّفات ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط بل يتجاوزه إلى قيام إحدى المصانع باستغلال المكان من أجل رمي بعض النفايات كالزجاج الذي يشكّل خطرا دائما على الأراضي الفلاحية والسكان الذين وقعوا ضحية المفرغة وكثيرا ما اشتكوا من الدخان المنتشر وانتشار الروائح الكريهة التي خلقت جوا من الأوبئة والحشرات الضّارّة المسبّبة في إصابة الكثير من أهالي المنطقة بالأمراض التنفسية الخطيرة، ناهيك عن لعب الأطفال بالمغرفة التي تهدد حياتهم سيما تواجد الزجاج من جهة أخرى، وأضاف أحد المواطنين أنّهم قاموا عدة مرات بتهديد عمال النظافة لمنعهم من تفريغ النفايات هناك وطالبوا بتحويل مكان المفرغة إلى مكان آخر، إلا أن انشغالهم لم يوجه إلى العنوان المناسب.معاناة سكان حي «بورومي» لم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزتها مصالح بلدية «موزاية» عند قيام هذه الأخيرة منذ سنوات بتمرير قنوات صرف المياه القذرة إلى حي «بورومي» وهذا عبر قنوات صرف ضخمة المنتهية عند المنطقة الصناعية «لعمّور» المجاورة للمكان أين تمرّ هذه القنوات عبر مساحات خضراء بشكل فوضوي خالية من القنوات التي تسمح لها بالمرور بصورة منظمة لتذهب مباشرة إلى وادي «بورومي» الذي يستقبلها بكل حضارة وهو ما خلق فضاء زاخرا بروائح كريهة وغير محتملة.المفرغة لم تسلم من رمي النفايات والفضلات بها فقط بل أصبحت مصدر رزق العديد من سكان حي «بورومي» وحي «الفابر» وقبلة الكثير من الناس للبحث وسط النفايات على أشياء تصلح للبيع على أمل وجود كنز من بين الفضلات غير مبالين بما قد ينجم عن هذا الفعل من أمراض بسبب المفرغة التي تعاني منها الأحياء المجاورة لها وعليه تحوّلت المفرغة العمومية ل «بورومي» من مصدر لإزعاج السكان إلى مصدر استرزاق مئات العائلات الفقيرة وقبلة لهم لكسب قوتهم اليومي في الوقت الذي أصبحت فيه هذه المزابل قبلة للصغار قبل الكبار يلجأون إليها من مختلف الأعمار والشرائح خاصة فئة البطالين الذين اهتدوا إلى جمع المواد البلاستيكية والحديد بغرض إعادة بيعها للمستثمرين الخواص ما يكسبهم على الأقل قوت ذلك اليوم، منظر فظيع يشمئز له الناظر صاحب القلب الرهيف كيف لا وهو يرى أطفال أبرياء لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة يتنافسون مع أرباب أسر بطالين على من يظفر بشيء مفيد صالح لإعادة بيعه فالكل يجمعهم هدف واحد وهو جمع المواد البلاستيكية والحديد والنحاس بغرض بيعه ، الجوّ العام طبعه التّهافت الكبير للمتواجدين هناك منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر يترصدون شاحنات السلعة التي تعتبر جد ثمينة بالنسبة لهم ولعائلاتهم بأخذهم المواد الغذائية التي تتخلّص منها المؤسّسات العمومية بعد انتهاء صلاحياتها بغرض استهلاكها غير مبالين بالعواقب متجاهلين تماما ما قد تسببه لهم تناول تلك السموم. حقائق واقعية تبقي هذه المفرغة الأشدّ خطورة لما تحتويه من مواد سامة وخطيرة على المواطن إضافة إلى ما يحدث داخلها من حوادث مميتة راح ضحيتها العديد من قاصدي المفرغة سيما فئة الأطفال منهم فهذا الطفل البالغ من العمر عشر سنوات، بينما كان بصدد جمع بعض المواد وإذا بكاظمة لإبريق القهوة تنفجر بعد تعرضها لأشعة الشمس طيلة النهار لتخلف مأساة حقيقية لدى طفل بريء كلفه البعث في تلك القمامات عن مصدر رزق إحدى أغلى نعم الله علينا والمتمثلة في أحد أهم الحواس وهي العين اليمنى أورثته إعاقة مستديمة مدى حياته ناهيك عن أحداث حصلت نتيجة شظايا الحديد والزجاج أين توفي طفل لا يتعدى الخامسة عشرة سنة من العمر بسبب المفرقات وغيرهما العديد والعديد لتبقى القائمة مفتوحة لضحايا مفرغة لم يعد على السكان إلا بالخسائر المادية والبشرية على حد سواء وما دامت موجودة تلك المفرغة بحي «بورومي» الآهل بالسكان سيتصاعد عدد الضحايا والمعوقين والمتوفين. ..وسكان قرواو يعيشون وسط الجرذان والفئران إلى بلدية «قرواو» شمال الولاية التي يعاني سكانها من انتشار رهيب لظاهرة الجرذان والفئران داخل وخارج منازلهم وحتى في الشوارع ما بات يهدد حياتهم وصحتهم وصحة أبنائهم خاصة وأن عملية تكاثر هذا النوع من الحيوان سريع جدا وما زاد في تهيئة الجو المناسب لهذا الحيوان هو انعدام النظافة بالمنطقة وكثرة انتشار النفايات المنزلية والقمامات التي باتت تشكل ديكورا رائعا يزين شوارع بلدية «قرواو» وما زاد من مخاوف القاطنين بالبلدية معرفتهم للأمراض الخطيرة الناتجة عن انتشار الفئران إذ إن الجرذان من الحيوانات الثديية صغيرة الحجم، تنشط ليلا، وتعيش في الجحور، وتحمل الجراثيم والفيروسات التي ينقلها إلى الإنسان بعدة طرائق، لتصيب الجهازين الهضمي والتنفسي، ومن أشهر الأمراض التي تنقلها الفئران؛ الإسهال، والحمى التيفودية، والكوليرا، والسل، والزحار، كما تنقل الطاعون بواسطة البراغيث التي تعيش على جلدها وتتغذى على دمها، وتعتبر أحياء وسط بلدية «قرواو» من أكثر الأحياء انتشارا للأوساخ وهي بذلك عرضة للأمراض والفيروسات الخطيرة بسبب تدني مستوى النظافة بها وما انتشار الفئران المسببة لانتشار الأمراض في الشوارع الرئيسة، ويبقى المواطن في بلدية «قرواو» يعاني في صمت يستحق بشأنه تاج الصبر والمعاناة بكل أشكالها خاصة وأنه حاول الإنقاص منها بشرائه لكل أنواع السموم المتوفرة بالأسواق بغية التقليص من حجم ما يتكبدونه في مصارعة الجرذان والفئران إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل. مركز الرّدم للنفايات بالصومعة تجاوزه الزمن إلى شرق الولاية وليس بعيد عن سابقتها وبالتحديد بلدية «الصومعة» شرق الولاية أين يتواجد مركز الردم التقني للنفايات الذي تم استحداثه مؤخرا وهو في عز أوجه عطاءه وفي مرحلته الفتية تنجم عنه كوارث قد يحسبها المتابع له منجرة عن مركز أكل عليه الدهر وشرب لم يستطع تحمل أكثر فعندما بدا سكان بعض البلديات التنفس الصعداء من جراء المفارغ العمومية الفوضوية التي كانت تزحر بها هذه البلديات على غرار كل من «أولاد يعيش»، البليدة، «بني مراد»، «بوفاريك»، «بوعرفة»، «الصومعة»، «البوينان»، «قرواو» و«الشريعة» حتى هل على سكان بلدية «الصومعة» وبلدية «بوينان» مشكل لم يكن في حسبان أحد فقد كشف تقرير صدر من مكتب النظافة لبلدية «بوينان» عن تلوّث مياه الآبار التي يتزوّد منها سكان بلدية «بوينان» بمياه الشرب وسقي الأراضي الزراعية، هذا المشكل الناجم عن تسرّب المياه القذرة من مركز الردم التقني للنفايات الواقع ببلدية «الصومعة» وحسب نفس التقرير فإن هذا المركز تسبّب في تلويث مياه الآبار المجاورة كما أكدت التحاليل المخبرية التي أجريت ورود الجراثيم من نوع الكوليفورم والحصيات الكولونية ما شكّل خطرا على مياه الآبار والمياه الجوفية للمنطقة، وجاء في نفس التقرير أن المياه القذرة المتسربة من المركز كانت سببا في تلويث مياه الآبار المحاذية وخاصة مياه أبار دوار «بن نفيسة» المجاور مما طرح تخوفا كبيرا لدى المواطنين من إصابتهم بأمراض المتنقلة عن طريق المياه خاصة وان هذه المادة أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها سيما الشرب أو الغسل أو سقي الأراضي الزراعية التي باتت تسقى بالمياه القذرة.