نظمت نهاية السبوع الفارط بقاعة العروض بدار الثقافة "ابن رشد" يوم دراسي حول "التراث و الإقليم" حيث استهل هذا اليوم بمحاضرة للأستاذ "أبركان كريم" من معهد الاثار جامعة الجزائر 2 بعنوان "مفاهيم عامة عن علم ما قبل التاريخ و علاقته بعلم الاثار ودراسة التاريخ" أين أبرز فيها علم ما قبل التاريخ الذي يعنى بجمع ودراسة كل المعارف المتعلقة بماضي الإنسان اعتمادا على شواهد مادية، خلال فترة ما قبل التاريخ، ليسرد في الختام إمكانيات إقليم ولاية الجلفة في المجال الأثري وتنوعه. في حين كانت محاضرة الأستاذ "بلحرش حسين" من جامعة "محمد لمين دباغين" سطيف تحدث عن "منطقة عمورة المميزات الطبيعية ودورها في استقطاب التعمير البشري" حيث تناول من خلالها تاريخ المنطقة وجغرافيتها وجيولوجيتها مؤكداً أن عمورة منطقة جد غنية وأنها لم تحض بقسط وافر من الاهتمام، رغم أنها تحتوي على المقومات الطبيعية الأساسية للاستقرار البشري، ليتطرق الى شرح مشروع البحث في منطقة عمورة بإشراف أساتذة من معهد الآثار جامعة الجزائر2 وجامعة محمد لمين دباغين سطيف 2 بالتعاون والتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية الجلفة. في حين جاءت محاضر الدكتور رابحي مروان من معهد الاثار جامعة الجزائر 2 حول "الأبحاث الأثرية الحديثة بمنطقة عمورة "حوصلة و آفاق" والذي تناول النتائج الأولية للسبر الأثري (الحفر التجريبي) كما أشار الى انطلاق حفرية أثرية منتظمة لموقع عمورة في شهر نوفمبر 2014 ليختم في الأخير بآفاق مشروع البحث الأثري في منطقة عمورة مما يؤهلها أن تكون منطقة جذب سياحي وبالتالي دفع عجلة التمنية وإخراجها من عزلتها. أما الأستاذ "عيساوي بوعكاز" أستاذ علم الآثار بجامعة زيان عاشور الجلفة فتناول في محاضرته الموسومة ب "العامل البشري وأثره على إتلاف المواقع الأثرية" الأخطار التي تهدد المواقع الأثرية مبرزاً أنواع التلف والتدهور التي تحدث والتي يكون مصدرها الأساسي الإنسان كالحرائق والحروب والإهمال وأعمال الهدم والتخريب وسوء الاستغلال والترميم العشوائي ليحث في الاخير بوجوب التوعية والاتصال بالأخرين من خلال تعريف المواطنين بالتراث المادي وهذا بإثارة اهتمامه وإشعاره بالمسؤولية كونه جزء لا يتجزأ من هوية وتأريخ المنطقة ووجوب المحافظة عليها. ليختتم اليوم الدراسي الذي شهد تفاعل من قبل الحضور التي اثرى جوانبها طلبة أثار وتاريخ من جامعة الجلفة وعدد من هواة التراث، بتكريم خاص للاساتذة المشاركين من قبل مديرية الثقافة.