تواصل مديرية الثقافة لولاية الجلفة برنامجها المسطر إحياء لشهر التراث الذي يحمل شعار (التراث والإقليم)، حيث ما تزال العروض متواصلة في مقر المتحف الولائي بالجلفة الذي احتضن عرض الخيمة النايلية، ولوحات فنية تبرز التراث اللامادي لولاية الجلفة من فروسية وفلكلور وغناء بدوي وأكلات شعبية، كما يفتح المتحف الولائي أبوابه على معرض للصناعات التقليدية، وبتجوالنا في أروقة المتحف تبين ذلك التنوع الثقافي التقليدي المادي والفكري من خلال العروض التي تقدمها عدة جمعيات، وقد أكد لنا مدير الثقافة السيد عبد القادر جعلاب على الترحيب بجميع المهتمين بالتراث والعمل على عرض منتجاتهم، خاصة وأن هذه المناسبة تحاول دائما الكشف عن تقاليد المنطقة والمحافظة عليها وتقديمها بشكل منظم وهادف. كما أكد مدير المتحف الولائي السيد العيد جلال على اهتمامه الفعلي بالتراث، خاصة أن هذه المؤسسة فتية تحتاج إلى دعم والتفاف حقيقي، كما تحتاج إلى اهتمام خاص بما أنتجته الحقب التاريخية التي مرت على ولاية الجلفة. وفي السياق نفسه فقد سطرت مديرية الثقافة برنامجا متنوعا في عمق المناسبة، من معارض حول مشروع إعداد مخطط حماية المراقع الأثرية بعين الناقة والمناطق المحمية التابعة لها انطلقت من 18 أفريل إلى 18ماي. كما سطرت مديرية الثقافة خلال هذا الشهر الثقافي معرض صور للألعاب التقليدية، ومعرضا خاص بالمناطق السياحية لولاية الجلفة، ومعرض صور للمواقع الأثرية المصنفة ضمن التراث الوطني، ومعرض صور لأهم المعالم التاريخية المسجلة في قائمة الجرد الإضافي. وفيما يخص المحاضرات والأيام الدراسية، فستنطلق بداية في يوم 29 أفريل بمقر جامعة زيان عاشور بالجلفة، حيث سيقام يوما دراسيا حول حماية الإقليم من خلال مكافحة التهريب بمشاركة ممثل عن الجمارك، وممثل عن فرقة الدرك الوطني، وممثل عن أمن ولاية الجلفة، بالإضافة إلى مشاركة للأستاذ القن محمد، والأستاذ لبوخ أحمد، بالإضافة إلى ندوة تاريخية حول مجازر 08 ماي للأستاذ كاس أحمد وذلك يوم 08 ماي بمقر دار الثقافة "ابن رشد"، ومحاضرة أخرى تقدمها جمعية البيان بعين وسارة في اليوم نفسه، وسيقام يوما دراسيا حول موضوع شهر التراث بالتنسق مع معهد الآثار وبمشاركة الأستاذ رابحي مروان من جامعة الجزائر، والأستاذ عيساوي بوعكاز من جامعة الجلفة، والأستاذ أبركان كريم من جامعة الجزائر، والأستاذ بلحرش حوسين من جامعة سطيف. وقد عملت مديرية الثقافة في إطار النشاطات الثقافية الموازية أيضا وبالتنسيق مع مديرية التربية لولاية الجلفة، على تنظيم مسابقة لأحسن بحث وأحسن رسم في التراث الثقافي وحمايته موجهة لتلاميذ الطور المتوسط عبر كامل تراب الولاية (من 18 أفريل إلى غاية 10 ماي)، كما خصصت زيارات أثرية يوم 22 أفريل إلى المحيط الأثري وعين الحمام وبلدية حد الصحاري، لفائدة تلاميذ الطور الثانوي بالتنسيق مع جمعية أصدقاء الطبيعة لاكتشاف الآثار والبحث في التراث في هذه المناطق. هذا وقد نظمت مديرية الثقافة نشاطات أخرى سواء داخل البلدية أو ببلديات أخرى، حيث سيستضيف مقر جمعية البيان بعين وسارة معرض وثائق وصور، في حين ستقدم جمعية الخيمة بدار الشيوخ يوم 08 ماي معرض صور تاريخية، كما ستقام تدخلات إعلامية تتخلل أيام شهر التراث، وقافلة تحسيسية تجوب البلديات، ومهرجان لمواهب الأطفال بالتنسيق مع جمعية النبراس، وحفلات تكريمية، وغير ذلك.
وفي هذا السياق أكد أحد المتابعين للمنتج التاريخي الفكري والأدبي في منطقة الجلفة على ضرورة تسريع العملية التي تبنتها بلدية الجلفة من خلال رئيسها السيد حرفوش عبد الباقي، والتي هدفت إلى ترميم بقايا السجن الفرنسي، هذا السجن الذي اعتقل فيه الشاعر المكسيكي ماكس أوب والمفكر الإسلامي الفرنسي روجي غارودي، وكان رئيس البلدية قد وعد بعض المثقفين والإعلاميين بترميم هذا المكان أثناء حضوره تكريم الشاعر والمترجم ميلود حميدة والشاعر جربوعة محمد.