المرحومة الخونية عرعارة و ابنها المرحوم دحمان عرعارة نسبة لشجرة العرعار المخضرة طوال العام لا تتناثر أوراقها ولا تهزها الرياح انها المرأة التي كانت الأخلاق قانونها وشيم العروبة من كرم وشجاعة فعلها . كانت صاحبة السابعة والعشرين متزوجة وأولادها حولها عرفت بجمالها الأخاذ وعرفت بجمال فعلها وكانت تخلو بنفسها بخلوة جبل القديد جنوبالجلفة أين حملت صفاء السريرة لتكون سيدة الجلفة تخدم كل محتاج ولا تفرق بين فقير وغني بيتها محل كل عابر سبيل لكل جائع محتاج ومظلوم. يزورها الناس بكل همومهم يخرجون من عندها براحة واطمئنان حتى أنها تكفلت بمائة جندي مريض بعد عودتهم من مصر فكانت المعالج الروحي والجسدي. ذاع صيتها وخرج حدود المنطقة تستقبل الزوار من كل مكان دخلت بيتها عائلة قدمت من متيجة رب العائلة لجأ لعرعارة لأنها فأل خير لكل زائر، وكان حائر لان صيغة زوجته سرقت من البيت ولم يتوصلوا إلى الفاعل . دخلت عرعارة غرفة النساء وسلمت عليهن وبعد خروجها تكلمت إحداهن وهي سلفة صاحبة الصيغة المسروقة وباستهزاء قالت لماذا أتيتم لهذه؟ انها مجرد كاذبة ولما رجعت عرعارة قالت لها بالبداية أردت التستر عليك وبعد قولك أقول بأنك أنت السارقة وان الصيغة تحت مجور(إناء أكل الحصان) الحصان الأزرق بالإسطبل ولن تتحرك النساء من هنا حتى يأتي الرجال بالصيغة وبعد عودة الرجال قال الزوج للسارقة ستخرجين من هنا الى بيت والدك عندئذ تدخلت النايلية لتطلب منه التراجع عن قراره وطلبت مسامحته لزوجته التي لن تعيد الكره . وهذه قصة من مجموع القصص التي تحمل قوة وعنفوان النايلية أمام الظلم والخداع فلا عجب ان يسمى حي باسم الخونية عرعارة ولا عجب ان سميت الجلفة كلها بعرعارة اذا رجعت الى الأخلاق والقيم. مباركة او مباركة بنت الملكي أميرة الجلال وصاحبة خلوة صبع مقران هذا مكان توحدها وعزلتها. كانت بواد جدي اين حطوا الرحال بربيع زاهي البيوت او الخيام منشرحة والمواشي ترعى بالوادي الهادئ والجو مبتسم ذهبت لوالدها راكضة وقالت له أسرع فبعد الهدوء العاصفة انقل ما استطعت من مالك وحلالك للفرار من الوادي ضحكت الجماعة و سخرت لكن الملكي يعرف ابنته، رفع بيته وما استطاع من ذخيرة وما كاد يفعل حتى انقلب الجو بسحابة داكنة ونزل المطر بغزارة و سرعان ما جاء الواد واخذ مأخذه من القبيلة . ولم تكن الحادثة إلا بداية أسطورة أولاد ملخوة مباركة بنت الملكي بحيث من بين القصص التي شدتني قصتها عندما كانت قادمة من بيت أهلها صحبة اخو زوجها وهم بالطريق عثر به الحصان لان حافره قد انتزع فسب كل النساء وقال لها بسببك تعرضت لهذا الحادث فوقفت مباركة وهي على الحصان وقالت انا لست السبب ولكن سترى ما ستفعله بك النساء ودعت عليه. وبعد رجوعهما إلى البيوت خرج للصيد وعند رؤيته للأرنب صوب البندقية وما إن ضغط على الزناد حتى تفجرت عليه وأصيب إصابة بالغة باليد ولم يستطع احد معالجته حتى أصبح الدود يخرج من يده لمدة طويلة وهو لا ينام بسبب الألم وبمرة لبث فسمع صوت اخبره بان الجرح سببه دعوة مباركة . بالصباح الباكر ذهب إليها رفقة كبار الجماعة يترجاها ويطلب السماح منها وبما أنها طيبة سامحته وقامت بعلاجه مستعملة عشبه (الرمث)الموجودة بالصحراء وبعد أيام قلائل شفي تماما. نساء صالحات مواهبهم من صفاء سريرتهن أين كان الصدق والوفاء وكذا الكرم والجود سلاحهن الأخلاق التي أكسبتهن الجرأة والصفاء الروحي لتكون الدنيا لهن مرآة وكتاب مفتوح.