التكنولوجيا من دون حصانة أخلاقية..انتحار طفلة تسرق مجوهرات بقيمة 80 مليون من والدها للملمة الفضيحة مسير قاعة للإنترنت يطلع طفلا على مواقع إباحية ويعتدي عليه ".. سيدي الرئيس ابنة أختي طفلة عاقلة.. لم أكن أتصور أنها تسرقني رغم أني لاحظت تغير تصرفاتها في الآونة الاخيرة.. وفي غفلة مني تسللت إلى غرفة النوم وسرقت حقيبتين من الحجم الصغير يحتويان على مجوهرات ومبالغ بقيمة 83 مليون سنتيم". * * هي كلمات صرحت بها الضحية التي مثلت شهر ماي 2008، رفقة زوجها التاجر لمقاضاة شاب اتهم في البداية بتحريض ابنة أختها القاصر على سرقتها، لكنه استفاد من البراءة ليكتشف زوج الخالة فيما بعد أن الفتاة تربطها علاقة مع شاب، هددها حسب أقوالها بالبلوتوث لابتزاز الأموال منها وتحريضها على سرقة أقاربها. * * اختفاء 874 قاصر في 2008 بينهم فتيات هربن خوفا من الفضيحة * حذرت رئيسة المركز الوطني للإعلام حول حقوق المرأة والطفل، نادية أيت زاي، من خطر استفزاز القصر بوسائل الاتصال الحديثة كالانترنت والهواتف النقالة، وصرحت خلال حديثها للشروق، أن تصوير الفتيات في وضعيات مخلة بالحياء وفضحهن عبر الانترنت، جريمة لا يمكن السكوت عنها، مطالبة بقانون صارم لردع مثل هذه الظواهر الهدامة للمجتمع. وأكدت أن المركز أحصى خلال العام الماضي 874 حالة اختفاء وهروب للأطفال، وأشارت إلى أن هناك نسبة لا يستهان بها من فتيات هربن من أهاليهن خوفا من الفضائح في مقدمتها فضائح البلوتوث. وحسب السيدة نادية ايت زاي، فإن 10 حالات سجلها المركز لقصر هربوا من البيت بداية هذه السنة. وقد حملت المتحدثة، المسؤولية الأولى للأولياء، مطالبة بدورات تحسيسية عبر المؤسسات التربوية، سيما منها المدارس للتحذير من خطورة وعواقب سوء استعمال الوسائل التكنولوجيا الحديثة، دون أن تقصي دور وسائل الإعلام في التوعية. وعلقت رئيسة المركز الوطني للإعلام حول حقوق المرأة والطفل بالقول إن الكثير من الأولياء يمنحون أولادهم هواتف نقالة، دون أن يراقبوا المكالمات ورسائل الآس آم آس، التي يستقبلونها، وبعد الوقوع في كارثة، حسبها، يتفطنون لخطر هذه الوسائل. * وأضافت المتحدثة أن القانون وحده لا يكفي لردع مثل هذه الجرائم مهما كانت صرامته. * * مراهقون ينحرفون بعد ابتزازهم بالوسائل التكنولوجية * وحول هذا الموضوع، أجرت الشروق لقاء خاصا مع السيد عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل "ندى" والذي أكد أن الشبكة أحصت في المدة الأخيرة حالات حساسة وخطيرة وقع فيها قصر في أخطاء كادت تنتهي بهم لعالم الضياع، سببها في ذلك وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة. وكشف رئيس الشبكة عن حقائق لحالات تكفلت بها "ندى" في مقدمتها حالات لهروب فتيات بسبب ابتزاز عن طريق الانترنت والبلوتوث، وقال إن الشبكة استقبلت 4 ضحايا بداية هذه السنة، لا يزيد أعمارهن عن 13 سنة. ومثال ذلك حسبه، قضية تتعلق بتلميذة استدرجها شاب للهروب معه واستطاع أن يبعدها عن أهلها لمدة 6 أشهر كاملة، بعد أن ضغط عليها بفضحها عبر الانترنت، والتي كانت الوسيلة الأولى لتعرفه بها، حيث نصب لها عبرها شباكا للإيقاع بها واستدراجها لرغباته. * الفتاة الضحية دفعتها الظروف الاجتماعية القاهرة حسب السيد عرعار، إلى ولوج عالم الانترنت والتعرف على شباب خارج العاصمة، فوقعت في قبضة مجرم من غرب الجزائر. لكنها لحسن حظها اتصلت عائلتها بشبكة "ندى" بعد اختفائها، واتخذت الإجراءات اللازمة للقبض عن المجرم وإعادة إدماج الفتاة في الأسرة والدراسة. * ضحية أخرى حلت مشكلتها الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل، تتعلق بتلميذة لا تتعدى ال 14 سنة استدرجها كهل يفوقها ب 21 سنة عن طريق الهاتف النقال، وهي تنحدر من أسرة فقيرة شرق العاصمة، كان حلمها دوما حسب رئيس الشبكة الحصول على هاتف خلوي، ووجد المتهم ذلك نقطة ضعف، للضغط عليها بعد أن حقق حلمها واشترى لها هاتفا من النوع الرفيع، وعلمها استخدام البلوتوث، واستدرجها للهروب من أهلها. وقد لاحظ الأولياء انحراف ابنتهم وتغيبها عن الدراسة، واستنجدوا بشبكة "ندى" التي سارعت لوضع حد للجاني ومتابعته أمام العدالة. * * صاحب قاعة للانترنت يطلع طفلا على المواقع الإباحية لاستغلاله جنسيا * استغلال القصر والضغط عليهم بالوسائل التكنولوجية لا يقتصر على الفتيات، فمن الخلال القضايا التي اطلعنا عليها، رئيس شبكة "ندى" السيد عبد الرحمان عرعار، واحدة خطيرة تتعلق بقاصر يبلغ من العمر 11 سنة، اتخذ صاحب مقهى للانترنت ببئر خادم منه وسيلة لممارسة الجنس، خاصة وأنه لاحظ إدمان القاصر على الانترنت وتردده عليه، وكان يطلعه على المواقع الإباحية، ويعتدي عليه جنسيا عندما ينصرف الزبائن، غير أن أحد العاملين بمقهى الانترنت، لاحظ التصرفات الغريبة لمسيرها، واكتشف الجريمة فأبلغ أهل الضحية، والذي رفض في الأول متابعة الجاني أمام العدالة، ولكن اتصالهم بشبكة "ندى" التي رافقتهم في اتخاذ الطرق القانونية، أسفرت عن القبض على الجاني، ومحاكمته أمام محكمة بئر مراد رايس، التي أدانته ب 5 سنوات سجنا. * وطالب عبد الرحمان عرعار، السلطات المعنية لحماية الأطفال من هذه الظواهر معتبرا تهديدات البلوتوث والانترنت التي يذهب ضحيتها الأطفال، حالات خطيرة، خاصة وأن الفيدرالية الدولية لتكنولوجيات الاتصال وضعت ميثاقا واتفاقية دولية تبين كيفية حماية القصر من مخاطر وسائل الاتصال التكنولوجية. * * سرقات بالملايين بدافع الخوف من الفضيحة * تعكس المحاكم حقائق مروعة وغريبة لقضايا كان السبب فيها الهواتف النقالة، والأنترنت، فحسب قضايا استعرضتها مؤخرا كل من الحراش ومحكمة حسين داي، فإن حالات انحراف قاصرات كان سببها الخوف من فضحهن عبر البلوتوث والانترنت، فسرقت قاصر لا تتعدى ال 14 سنة ل 160 مليون سنتيم من منزل عمتها بالحراش، لا يصدقه العقل حسب محامي دفاعها أمام قاضي الأحداث، كون الجريمة أكبر من حجمها، ولابد حسبه أن يكون دافع أقوى من ذلك لقيامها بمثل هذا الفعل. وقد أكد أمام هيئة المحكمة أن صديقها الذي ربطته بها علاقة دامت سنة، التقط لها صورا بالهاتف النقال وفبركها إلى صور خليعة بمساعدة أحد العاملين بمقهى الانترنت، لتحريضها على سرقة زوج عمتها التاجر، حيث التمس قاضي الأحداث لصديقها وهو طالب ثانوي قاصر سنتين حبسا نافذا فيما تمت متابعة صاحب مقهى الانترنت أمام قسم الجنح. * * شاب يجرد تلميذة من ملابسها ويلتقط لها صور عارية لاستغلالها في السرقة * فضيحة أخرى لا تقل خطورة عن الأولى تناولتها محكمة الحراش شهر مارس الماضي، الضحية فيها تلميذة في ال 13 سنة، حيث قام أحد المنحرفين وهو جارها بالاعتداء عليها بعد استدراجها لمكان خال ناحية واد السمار شرق العاصمة، وصورها عارية بالهاتف النقال، وذلك عندما كانت ذاهبة إلى المدرسة في حدود الساعة العاشرة صباحا. وبين ما هي في طريقها بين واد السمار وباب الزوار، التقاها الجاني وطلب منها التحدث معه في أمر يخصه فقبلت بحكم أنه جارها، ورافقته إلى منطقة غير بعيدة عن محطة المسافرين، حينها اعتدى عليها بالضرب وجردها من ملابسها ليقوم بالتقاط صور عارية قبل أن يعتدى عليها جنسيا. * واستعمل الجاني اللقطات العارية لتحريضها على سرقة جدها الذي كانت تقطن عنده، حيث أجبرت على سرقة ما قيمة 14 مليون من المجوهرات، ومبالغ في فترات متفاوتة، تفطن لها الجد فيما بعد لتقر أن جارهم هددها بالفضح عبر الهاتف النقال، وتم القبض على المجرم الذي أودع الحبس وأدين ب 3 سنوات حبسا نافذا. * وحسب تصريحات الضحية، فإنها أصيبت بخوف شديد اضطرها للسرقة. * * طفلة تسرق مجوهرات بقيمة 80 مليون * رغم الفقر الذي تعيشه عائلة طفلة تورطت في سرقة مجوهرات من عائلتها بلغت قيمة 80 مليون لتجنب فضح صور تكشف علاقتها بزميلها في الاكمالية، فإن الخوف كان أقوى لاضطرارها للسرقة، ورغم أن والدها يثير الشفقة لإصابته بإعاقة حركية أقعد بسببها على الكرسي المتحرك، وهو ما صرحت به أمام قاضي محكمة حسين داي بداية الشهر الجاري، حيث جرت زميلاتها اللواتي يدرسن معها إلى المحاكمة. والتمست النيابة حينها عاما حبسا نافذا ضد 3 صائغيين وصديقها مع تغريمهم ب 50 ألف دج عن تحريض قاصر على السرقة واختلاس أموال خاصة تمثلت في المجوهرات سرقتها القاصر من صندوق والدها الحديدي في غفلة منه. وحملت عملية بيع المجوهرات لزميلاتها، اللواتي كن يقدمن البطاقات الشخصية لشقيقاتهن للصائغين لقبول عملية البيع. وقالت القاصر الضحية إن إحدى زميلاتها هددتها بفضح صور علاقتها مع زميلهن عبر الهاتف النقال، وطلبت منها سرقت أهلها للهروب معها إلى وهران. * * امرأة تقاضي طليقها لتركه صورا خليعة على هاتفه عند ابنها * الصور المخلة بالحياء عبر البلوتوث التي راح الأطفال ضحاياها عرفت زحفا مخيفا مؤخرا في المجتمع الجزائري، ففي ظل غياب المسؤولية لدى بعض الأولياء يصبح اللجوء إلى العدالة الحل البديل. امرأة تخوفت من وقوع ابنها في فساد الاخلاق من صور مخلة بالحياء وجدتها في متناوله ملتقطة في هاتف نقال والده فقدمت شكوى عند الشرطة بعد أن حملت الصور على أقراص مضغوطة. وكانت هذه الصور حسب ما جاء أمام محكمة حسين داي تحمل العلاقة غير الشرعية لزوجها مع موظفة بإحدى المؤسسات العمومية، فاتهمت الطرفين بتحريض قاصر على فساد الاخلاق والترويج للصور الخليعة. وأدانت المحكمة المتهمين ب 6 أشهر حبسا نافذا و50 ألف دج لخطورة وضع صور مثل هذه في متناول الأطفال. * * الأساتذة يحملون المسؤولية لكل مؤسسات التنشئة الاجتماعية * في اعتقاد المختص والباحث في علوم التربية وعلم النفس، محمد لحرش أستاذ بجامعة الجزائر، فإن استخدام وسائل التكنولوجيا في مجتمعنا لايزال يحتاج إلى توعية، سيما في وسط المراهقين باعتبار أن هذه الفئة جريئة، مدفوعة دفعا لمغامرة الاستطلاع وحب الاكتشاف. وهذا ما وقع يضيف الدكتور محمد لحرش للفتيات الواتي يقبلن تصويرهن عاريات أو في وضعيات مخلة بالحياء بالهواتف النقالة، لتطبيق ما يروهن عبر الفضائيات دون وعي منهن لما قد يترتب عن ذلك. ودعا بلهجة تحذير، الأولياء الذين يغفلون عن مثل هذه الأخطاء الوخيمة التي يقع فيها أبنائهم، إلى ضرورة الاطلاع على المواقع التي يزورها اولادهم وكذا المكالمات والرسائل المرسلة إلى هواتفهم النقالة. وقال الباحث محمد لحرش، إن الأمر لا يتعلق بفضح الصور الخليعة عبر وسائل الاتصال التكنولوجي، بقدر ما هي مسألة تربية ومبادئ، مشيرا إلى أن المسؤولية لا تتعلق بالأسرة لوحدها بل هي مسؤولية موحدة بين مؤسسات التنشئة الاجتماعية. * وطالب المتحدث في سياق تصريحه للشروق، بإجراء مراقبة دورية عبر المدارس للهاتف التي يحوزها التلاميذ، وطرح مواضيع للتوعية من خطورة وسلبيات وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة أمامهم. ويرى محمد لحرش أن الوقاية والاعلام عبر وسائل الاعلام خاصة البصرية بات أكثر من ضرورة حول مخاطر الانترنت والبلوتوث. وفي هذا السياق، أوضح رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل، عبد الرحمان عرعار، أن دور عائلات الأطفال كبير لوضع آليات الحماية لهم وتطبيق السياسة الخاصة بهم، وأن هذه الشريحة يضيف تمثل 13 طفل في الجزائر، مناديا بتنفيذ المخطط الاستراتيجي الوطني للطفولة الذي اعدته الوزارة المنتدبة للأسرة وصادق عليه البرلمان.