آخر ما تبقى من بساتين فيض البطمة زارت "الجلفة إنفو" آخر ما تبقى من بساتين مدينة فيض البطمة بعد أن توقف الكثير من الفلاحين عن نشاطهم بسبب ما وصفوه ب "بيروقراطية السلطات الولائية" و"حرمانهم من رخص لحفر الآبار" وعدم حماية بساتينهم من فيضانات وادي "فيض البطمة". ورغم أن بلدية فيض البطمة معروفة بإنتاجها لأجود أنواع "الثوم العربي الأحمر" عالميا وكذا كل أنواع الخضر، الاّ أن ذلك لم يشفع لفلاحيها في الحصول على رخص لحفر الآبار ببساتينهم ما أدى الى تخلّي الكثير منهم عن ممارسة هذا النشاط الاقتصادي المدرّ للأرباح. حيث صرّح أحدهم قائلا "ننتظر منذ سنوات وقمنا بتجديد ملفاتنا وطرقنا كل الأبواب ولكن "المعريفة والحقرة" تسببت في تخلّي الكثيرين عن الفلاحة تناقص واضمحلال المساحات الفلاحية ببلدية فيض البطمة". وفي هذا الصدد، أكد مصدر مسؤول من فيض البطمة، رفض الكشف عن هويته، على أن المسؤولية تتقاسمها مديرية المصالح الفلاحية وفرع الوكالة الوطنية للموارد المائية بالجلفة. ويؤكد الفلاحون الذين تحدثت اليهم "الجلفة إنفو" على أن بيروقراطية الإدارة زادت من معاناتهم خصوصا وأن غلة الثوم العربي الأحمر تكون مرة واحدة في السنة حيث يبدأ موسم الغرس في أكتوبر ليتم الجني في نهاية ماي. وطيلة الفترة الصيفية "ماي-أكتوبر" يدخلون في بطالة اجبارية ولا يمكنهم زراعة محاصيل معاشية كالخص والسلق في تلك الفترة بسبب شح مصادر السقي التي تأتي فقط من الآبار القليلة جدا في المنطقة. وبسبب نقص الماء انقطع الكثير من الفلاحين بفيض البطمة عن نشاطهم سواء في ضواحي فيض البطمة أو المناطق الفلاحية المعروفة بجودة أراضيها مثل "الرقيبة" و"مقيسم سيدي عين لبصير". وزاد من حجم المأساة في هذه المناطق انعدام الكهرباء الريفية والفلاحية بنوعيها. وكانت مدينة فيض البطمة قد شهدت في جويلية 2013 فيضانات على مستوى الوادي الذي يقع في الضاحية الجنوبية أين تسببت السيول في أضرار فادحة لمختلف المحاصيل لاسيما المحاذية منها لطريق باتنة. ونفس الأضرار لحقت أيضا بالأحياء المحاذية للوادي ولكن دون تعويض للسكان أو الفلاحين. وأكد الفلاحون أنه في حال توفير الإمكانيات فانه يمكن أن ترتفع مردودية الهكتار الواحد من 40- 50 قنطار من الثوم العربي الأحمر الى أكثر من 100 قنطار خصوصا وأن مشكل التسويق غير مطروح بسبب جودة منتوجاتهم مثل الثوم والخس واللوبيا الخضراء وكل أنواع الخضر. وبلغة التجارة فإن الفلاحة يمكن أن يُراهَن عليها بفيض البطمة لامتصاص البطالة لا سيما وأن الهكتار الواحد من الثوم الأحمر له مردود مالي يتجاوز 100 مليون سنتيم اذا احتسبناه بمتوسط تسويق ب 300دج / كغ الواحد على حد تعبير الفلاحين. خطر فيضان الوادي قائم البساتين المحاذية لطريق باتنة تعاني الجفاف