* أراضي مغنية جنات عدن تنتظر من يسقيها. يعاني العديد من الفلاحين الناشطين بمدينة مغنية التابعة إداريا لولاية تلمسان, وتحديدا على مستوى الشريط الحدودي الجزائري المغربي من الجفاف و العطش الحادين ,بالرغم من توفر جميع الإمكانيات اللازمة لتفادي هذا المشكل ,الأمر الذي جعل أراضيهم قاحلة وجرداء,لا تنتج شيئا منذ أكثر من 3 سنوات، علما أنها تمثل مساحة كبيرة من الأراضي الفلاحية المتمركزة بالمنطقة,وتعود الأسباب المؤدية إلى ذلك إلى عاملين اثنين يتمثلان في البيروقراطية التي تعرقل حصولهم على الرخص الخاصة بحفر الآبار من طرف المصالح المعنية,فضلا عن عدم ربطهم بشبكة التزود بالمياه من سد بوغرارة ,هذا الأخير الذي يعد هيكلا بلا روح لعدم استفادة عدد كبير من الفلاحين من مياهه التي أضحت تفرغ في وادي تافنة ووادي مويلح عند امتلائه مخافة حدوث ما لا يحمد عقباه في حالة تسجيل فيضان . 2000 هكتار تستفيد من السقي! وما تجدر الإشارة إليه أن سد بوغرارة الذي تقدر طاقة استيعابه ب 177 متر مكعب, يعد من أكبر السدود المتمركزة بالجهة الغربية من الوطن ويعتبر كذلك واحدا من أحدث السدود والإنجازات الضخمة بالجزائر ,إلا أنه غير مستغل بصورة جيدة ولا يغطي احتياجات جميع السكان لا سيما منهم فلاحي منطقتي واسين وأولاد قدور وغيرها من المناطق، وذلك نتيجة عدم ربط العديد من القرى والمداشر بقنوات التوزيع بداية من هذا السد,وحسب رئيس جمعية السقي بمحيط مغنية السيد الحاج محمد الهواري, فإن مدينة مغنية تتواجد بها 4200 هكتار من الأراضي الفلاحية إلا أن 2000 هكتار منها فقط تحظى بالسقي من سد بني بهدل,أما البقية فلا تصلها قطرة واحدة من هذه المياه الأمر الذي جعلها تتحول إلى أراض جافة وقاحلة غير مغروسة أو مزروعة بالبذور أو الأشجار التي تشتهر بها المنطقة كأشجار الزيتون,البرتقال,المشمش,الخوخ,البرقوق ناهيك عن البطاطا ,الطماطم ,الفلفل والخس,بالإضافة إلى فاكهتي الدلاع والبطيخ, وتعود أسباب ذلك إلى اهتراء بعض شبكات توزيع المياه المربوطة بسد بني بهدل,التي لم تحرك الجهات المسؤولة ساكنا من أجل إصلاحها حسب مصدرنا بالرغم من الوعود المتكررة,علما أنه وخلال السنة المنصرمة ,تم استغلال أكثر من 9 ملايين متر مكعب من مياه سد بني بهدل لسقي الأراضي الفلاحية المتواجدة ببعض المناطق المتمركزة ببلدية مغنية ,ومن المتوقع حسب السيد الحاج محمد الهواري أن يتم تزويدهم بما سعته 12 مليون متر مكعب من المياه خلال السنة الجارية 2013,موضحا في السياق نفسه أن حاجة هذه الأراضي إلى المياه تقدر ب 20 مليون متر مكعب. وفيما يتعلق بالإنتاج فقد بلغت نسبته خلال 2012 ,60%,ومن المنتظر أن يصل إلى نسبة 80% هذا العام,علما أن نسبة الإنتاج هنا تقاس بالمناطق التي تحظى بعملية السقي فقط. آبار المرازقة غير صالحة أما عن سد بوغرارة فتشرب منه كل من بلدية حمام بوغرارة، الرمشي، زيادة على بلدية بني صاف,وفي ذات الشأن أكد محدثنا أنه على السلطات المسؤولة ربطهم بسد بوغرارة ,مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الآبار الموزعة بمنطقة المرازقة غير صالحة لكونها تحتوي على مادة المغنزيوم هذا الأخير الذي يتسبب في هلاك المحاصيل لذلك يحتاج أصحاب هذه الأراضي الفلاحية إلى الاستفادة من مياه سد بوغرارة، الذي وفي حالة دخوله حيز الخدمة فإنه سيقضي على جميع المشاكل التي يتخبط فيها الفلاحين الذين وجدوا جميع الأبواب موصدة في وجوههم. وقفنا على معاناة الفلاحين لدى تنقلنا الى قرية العقيد عباس المعروفة بقرية أولاد قدور وهي منطقة تتواجد بالشريط الحدودي الجزائري المغربي ,وتضم حوالي 200 فلاح,و بهذه الجهة بالذات التي تعد صلب موضوعنا المتعلق بغياب عنصر المياه توجد المساحات الفلاحية التي تبكي حالها لكونها في حالة يرثى لها من جراء الجفاف الحاد الذي أصابها ولامبالاة المسؤولين وتأخرهم بل وتقاعسهم في إيجاد الحلول الناجعة لتحويل المنطقة إلى جنة خضراء ...وما لفت انتباهنا هو ذلك الإخضرار المتواجد بالضفة المغربية,بالرغم من أن هذه الاراضي الفلاحية متواجدة على محيط واحد,على سطح يمتاز بجفافه لولا المياه الباطنية النابعة من سد بوغرارة والتي يستغلها المغاربة في السقي من خلال حفرهم للآبار داخل أراضيهم في الوقت الذي يحرم فلاحو المنطقة أي أصحاب الأراضي الفلاحية الجزائرية من هذه العمليات. رخص حفر الابار وبيروقراطية الانتظار السيد حمليلي صلاح الدين, فلاح يملك أرضا بقرية أولاد قدور الحدودية ,له جميع الامكانيات والعتاد المتطور لإنجاح الفلاحة بأرضه ,إلا أن أزمة المياه حالت دون ذلك ,وفي ذات السياق أكد محدثنا بأنه قدم عدة طلبات على مستوى مديرية الري لولاية تلمسان من أجل تسليمه رخصة لحفر آبار بأرضه,لكن لا حياة لمن تنادي ولايزال ينتظر حسبه بالرغم من مرور سنتين كاملتين على ذلك ,في الوقت الذي ينتظر فلاحون آخرون من نفس المنطقة لأكثر من 6 سنوات الأمر الذي جعلهم يتنازلون تماما عن رغبتهم في تطوير القطاع الفلاحي بالرغم من الإمكانيات والظروف المواتية التي تمتاز بها المنطقة,فهناك من الفلاحين من أرادوا الاستثمار في غرس أشجار البرتقال ولكن للاحتياجات الكبيرة لمادة المياه لإنجاح العملية ,أصيبوا بخيبة أمل بسبب عدم حصولهم على رخصة حفر الآبار, وفي ذات الشأن أوضح مصدرنا أن سد بني بهدل يستفيد من مياهه الفلاحون الذين ينشطون في المجال الفلاحي منذ مدة طويلة بالمنطقة,حيث يتوقف التوزيع في منطقة الجرابعة فقط ,أما عن الفلاحين الجدد فهم لا يزالون يستغيثون ويطالبون الجهات الوصية للنظر في وضعيتهم بتسليمهم رخصا لحفر الآبار,باعتبارها الحل الأنسب والأنجع. تحلية مياه البحر...الحل الأنجع وفي ذات الصدد اعتبر رئيس الجمعية الوطنية لترقية زراعة الزيتون السيد بختاوي سعيد أن استفادة المنطقة من مشروع تحلية مياه البحر أمر ضروري في الوقت الحالي بالنسبة لولاية تلمسان,لأنه لم يعد موثوقا حسبه في مصادر المياه المستعملة في هذه الأيام,حيث وحسب مصادرنا فإنه في حالة تسجيل جفاف لسنتين أو ثلاث فإن الأمور ستتأزم أكثر وسيتم تسجيل خسارة كبيرة. ومن جهته ابرز مدير الفلاحة لولاية تلمسان أن المشكل ليس في غياب المياه وإنما في كيفية استعمالها, وبغية الاستفسار عن أمور تتعلق بواقع الفلاحة بمدينة مغنية, رفض هذا الأخير الإدلاء بأي تصريح أخر. توجهنا بعدها إلى قرية تافنة المحاذية لسد بوغرارة,حيث لاحظنا بأن المستفيد الأكبر من هذا السد هم الصيادون,الذين أضحوا يقصدون يوميا وادي تافنة الذي يتشبع من سد بوغرارة لصيد الأسماك,فعوض أن يستفيد السد من الوادي الذي من المفروض أن يعززه بكميات كبيرة من المياه فإن العكس تماما يحدث بهذه المنطقة التي سبق لها وأن أسالت الكثير من الحبر على صفحات الجرائد. ومن جهته أكد أحد سكان مدينة مغنية أن منطقتهم تمتاز بالتجارة, الصناعة والفلاحة إلا أنها مهملة من جميع الجوانب وأنه من يقول إنها مختصة في المتاجرة بالمخدرات و التهريب وغيرها من التهم التي تنسب إليها,فهو تجن واتهام باطل. فيما أكدت مصادر عليمة من مديرية الري لولاية تلمسان أن عملية ربط المناطق التي لا تصلها المياه بقنوات، ستتم قريبا لا سيما وأنه تم الانتهاء مؤخرا من الدراسة. وبالتالي يبقى غياب الماء يشكل المعاناة الحقيقية للفلاحين بمدينة مغنية لا سيما بالمداشر والقرى, ويبقى الحل في أيدي مديرية الري لولاية تلمسان التي باتت ترهن النشاط الفلاحي بالمنطقة بالرغم من الإمكانيات المتوفرة والتي يقف الماء كحجر عثرة أمام تطورها ,لذا على الجهات الوصية أن تربط المناطق الحدودية بسد بوغرارة أو تسليم الفلاحين رخصا لحفر الآبار ,وذلك باعتبار الفلاحة كنز لا يفنى,ومايجدر التنبيه اليه انه يوجد بمدينة مغنية مسبح شبه أولمبي انتهت به جميع الاشغال بنسبة مائة بالمائة,إلا انه ونظرا لغياب الماء فإن ذات المسبح لا يزال موصدا في وجه المواطنين وهواة السباحة.