عاشت عشرات الأسر على أعصابها ببعض بلديات ولاية الجلفة لما كان يصلهم من أخبار عن أقاربهم في البقاع المقدسة حول ضياعهم وتردي أحوالهم بحكم تأخر مجيئهم بأسبوعين، ظلوا يترصدون معلوماتهم إلى غاية مراسلة أهاليهم بأنهم في مطار تونس وأنهم قادمون مع بعض المحسنين إلى عنابة. ترجع قصة هؤلاء بعد تسجيلهم مع إحدى وكالات السفر من ولاية تيارت، وذهابهم إلى البقاع المقدسة لتأدية العمرة بتاريخ السادس من شهر مارس، وحسب روايات بعض العائدين منهم على مستوى بلديات الإدريسية وعين وسارة، فإن الأمر كان عاديا وهم يؤدون مناسكهم، وكانت الرحلة كما هو مقررا لها لفترة 21 يوما، غير أنهم تفاجأوا في اليوم الأخير بعدم وجود رحلة العودة، مما اضطرهم إلى السفر ذهابا وإيابا بين جدة ومكة عدة مرات، وكانت الوكالة في خلال هذه المدة تتحمل مسؤليتها. ومع طول انتظار أهاليهم بدأت الشكوك والروايات تصلهم، خصوصا وأن أغلب المعتمرين كانوا قد استنفدوا ما لديهم من نقود، ويزداد الوضع تعقيدا بالنسبة إليهم حين وجدت لهم الوكالة رحلة عودة إلى تونس، وفي مطارها تخلت الوكالة عنهم، وبقي المعتمرون في حيرة كيف يتصرفون، خصوصا وأن أغلبهم نساء كبار في السن... وبدأ بعض التونسيين يعرضون عليهم إيصالهم إلى الجزائر ويقدمون لهم مساعدات وصدقات، ولحسن الحظ كان هناك بعض أصحاب السيارات من ولاية عنابة الذين تكفلوا بنقلهم إلى عنابة، وهو ما حدث بالفعل، ولكن بعد أن كاد القلق يقتلهم طيلة عشرة أيام من التأخير لم يعلموا أسبابها الحقيقية، مثلما لم يعرفوا سبب تخلي الوكالة عنهم في مطار تونس، والمفروض أن تنقلهم من مطار قرطاج إلى الجزائر العاصمة كما حدث في رحلة الذهاب، وكما هو في عقد الاتفاق بين المعتمرين والوكالة