عندما تدخل إلى أي مركز حدودي جزائري - تونسي من جهة ولاية تبسة سواء تعلق الأمر ببوشبكة أو العيون أو المريج، تصادفك طوابير طويلة من السياح الجزائريين المتعودين على قضاء العطلة في تونس، آلاف الأشخاص يتكومون عند المداخل في رحلة بحث عن ختم تدوم ساعات طويلة، فيما تشكل السيارات حلقة ثعبانية تتحرّك بقيد أنملة أو سلحفاة، عند أحد المراكز (العيون - حيدرة) سألت شرطي الحدود (عبد الرزاق) عن عدد الخارجين يوميا، فقال: ألفي شخص وأحيانا أكثر وزهاء 200 سيارة.. مقابل 15 شخصا من الجهة المقابلة من السياح الأجانب والتونسيين الذين يدخلون الجزائر! ومع أنه كان هناك حوالي 60 شخصا لدى تفقدنا المركز، فقد جرت الإجراءات الرقابية لجوازات السفر بسرعة فائقة لا تكاد تشعر معها بالمعاناة والقلق والضجر... ذلك أن عون الأمن عبد الرزاق، سريع الحركة وصارم في أداء المهام، يعاونه في ذلك عدّة أعوان يسهلون المهمة للزوار الذين بإمكانهم التفسح في خارج المركز الذي يحتوي على كافتيريا ومراحيض وكراسي للراحة، وتنعدم هذه المرافق لدى الجانب الآخر، أي داخل المركز التونسي، فلا وجود لمقهى، فيما تبقى المراحيض مغلقة، ناهيك أن المركز متواضع معماريا، وداخل هذا المركز تبدأ تشعر بالقلق والضغط والضجر، رغم الترحاب الكبير للأعوان التونسيين الذين تشعر معهم أنك داخل إلى بلدك، الترحاب الكبير يقابله خلل أكبر، ذلك أن هنالك عونا واحدا فقط يعالج مئات الجوازات وهذا كثير جدا على شخص واحد يعمل طوال اليوم.. ومتعب للمئات الذين ينتظرون لحظة عبور تدوم ساعات طويلة. سألت عنابيا فضّل الدخول عبر أحد مراكز تبسة عن سبب زيادته مئات الكيلومترات فقال: "أفضّل أن أزيد 200 كيلومتر على أن أبقى 12 ساعة بأم الطبول (الطارف). هنا الإجراءات أسرع والحركة خفيفة، تختصر المشاكل". في إشارة إلى واقعة إقدام جمركي تونسي على رمي مئات جوازات السفر والفوضى التي حدثت بعد ذلك بعد ما فضّل جزائريون الامتناع عن الدخول بعد هذه الواقعة المهنية.. والتي كلفت الجمركي التونسي التوقيف من طرف السلطات التونسية وتنقل والي طبرقة إلى المركز الحدودي للوقوف على إجراءات حسن الاستقبال. ليس الطرف التونسي وحده المسؤول عن هكذا مشكلات، بعض الجزائريين مسؤولون عن الوضع، لا يحسنون التحاور إلا بالفضاضة وحدة الطبع وأحيانا يتصرفون بمنطق "الكاوبوي" مع أنهم ضيوف، وجب عليهم التقيّد بآداب الضيافة، لذلك تصدر منهم أشياء لا يقبلها الجزائريون.. ما بالك بالتونسيين، والأمر يثير أحيانا تشنجات، كيف يمكن فهم تصرف أن يلقي مراهق جزائري قارورة ماء فارغة من سيارته قرب عون أمن تونسي بالحدود؟ وكيف يمكن فهم محاولة جزائريين "حرق" الطابور الطويل.. بعض الجزائريين يهينون أنفسهم بتصرفات طائشة لا تليق برتبة "سائح".. إنما برتبة "صائع"! في أحد المراكز الحدودية التي زرتها وأمام طول الإجراءات التونسية في معالجة جوازات السفر، حيث يتولى عون واحد مراقبة الجوازات واحدا بعد واحد، يتفحّص جيدا في الوجوه، ويطلب منك إحضار الصبي والصبية المدمجة معك في جوازك إن كنت أبا أو أمّا ليتأكد من مطابقة الوجه للصورة المدمجة في الجواز، ذلك كله لأسباب أمنية بحتة، منذ أحداث قرومباليا وسليمان الإرهابية، جنوب العاصمة تونس، يشكل الهاجس الأمني أولى أولويات السلطات التونسية، لكن طول مدة هذه الإجراءات ولّدت لدى الطرفين الجزائريوالتونسي حالات رشوة، ومع أن تلك الحالات تنعدم داخل المركز الذي يتقيّد فيه الأعوان بالشفافية، فإن بعض الأعوان المتواجدين خارج المركز هم الذين يتكفلون بهذه المهمة، سمعت سائحا جزائريا يسأل عونا تونسيا عن ضرورة تسريع الإجراءات بحكم أن الجزائريين متفهمون ومن قوم "كول او وكل" فرد العون "إذا كنتم كذلك، فلماذا لم تحضر معك هوية"! خارج المركز يقوم بعض الجزائريين بالإتصال ببعض الأعوان التونسيين الذين نشأت معهم علاقة "طريق"، يعطونهم بعض الدنانير وجوازات السفر واستمارة العبور، ليقوم هؤلاء بإدخالها من الوراء ومعالجتها في ظرف قياسي ووجيز، فيما يبقى المئات المتقيدين بالآداب والقانون في انتظار حكم الكمبيوتر والقانون، ومع أن البزناسة وأصحاب سيارات النقل العاملة بين الجزائروتونس هم الأكثر استعمالا "للقصان" مع بعض الأعوان التونسيين لا كلهم، عندما سألت سألت قسنطينيا عن سبب لجوئه إلى الرشوة، ردّ ببرودة أعصاب "معي ركاب أنا مسؤول عنهم، ثم إن الأمل في الفوز بعدّة كورسات ونحن في شهر جويلية يغري على دفع دينار أو دينارين تونسيين مقابل ربح آلاف الدينارات الجزائرية"! فيما أضاف سائق آخر: "إذا تقيدت بالقانون، عليك أن تنتظر 10 ساعات كاملة أمام هذا العدد الهائل من الزوّار، ليس لدي استعداد البقاء في هذا المحشر.. هذه هي جهنم، آلاف الجزائريين أغلبهم شبان وصراخ الأطفال الصغار، هذا مقرف ومزعج".. لتفادي ذلك، بدأ الجزائريون قصّة الدخول إلى الحدود ليلا، أي بعد منتصف الليل إلى الرابعة صباحا، ويبدو أن هذه القصة ناجحة بعد ما أكد عديد ممن التقيناهم أن تعب العبور نهارا يتحوّل إلى فسحة ليلا، مع ملاحظة شديدة الأهمية، ففي الوقت الذي يسلمك الطرف التونسي استمارة واحدة للدخول، تقطع إلى نصفين تحتفظ بالنصف عندك لإعادة تسليمها عند الخروج، ربحا للوقت، لايزال الطرف الجزائري يطالبك بإعادة ملء استمارة دخول جديدة، ما يشكل من ناحية أخرى، عملا إضافيا ووقتا ضائعا وجهدا مضنيا وضغوطا مضاعفة، مع أن البيانات المقيّدة عند الخروج هي ذاتها.. الطرف الجزائري يشكل مصدر معاناة للسوّاح الجزائريين أيضا؟! أ. أسامة حدود ولاية الطارف جزائريون يقترحون المعاملة بالمثل عاد مئات الجزائريين يجرون أذيال الخيبة من تونس بعد أن تحولت رحلة كثيرين منهم لقضاء عطلهم هناك، إلى جحيم بدءا من مراكز الحدود ووصولا إلى المدن التونسية المسماة مجازا "سياحية"، ولم تكن رحلات أولئك الذين عبروا الحدود عبر ولاية الطارف بأحسن من حال نظرائهم بمراكز سوق أهراس أو تبسة الذين ذاقوا أنواعا "فنية" من الإهانة وسوء المعاملة، وإذا كان مركز عين دراهم المقابل لمركز العيون قد سجل عددا قليلا فقط من هذه الظواهر، فإن مركز ملولة المقابل لمركز أم الطبول حطم هذه السنة كل الأرقام القياسية المتعلقة بهذه المعاملة، إلى درجة تحولت إلى سمة بارزة لهذا المركز الذي يشهد، حسب إحصائيات رسمية جزائرية، مرور ما بين 700 و2000 شخص يوميا، وهو ما يمثل اقتصاديا مدخولا خياليا للسياحة التونسية. وصبت معظم شهادات العائدين من الجارة تونس، التي سجلتها الشروق اليومي أمس، بالمركز الحدودي أم الطبول بالطارف، أن معاملات الأشقاء التونسيين تجاوزت كل حدود اللباقة وحسن الجوار من خلال تمادي أعوان المركز، في إهانة السياح الجزائريين باستعمال عبارات جارحة ومهينة أو التصرف برعونة كبيرة من خلال التماطل المستفز في تسوية الوثائق الإدارية، ليصل الأمر إلى حد تلفيق التهم والتعسف في استعمال السلطة، من ذلك ما رواه عمال المركز الجزائري من تعرض جزائري مقيم بالخارج إلى حجز سيارته بوثائقها من دون تسليمه أية وثيقة بحجم عثور شرطتهم على قطعة مخدرات بسيارته، كما تم توقيف بداية هذا الشهر وبنفس التهمة ثلاثة شبان من الطارف وسطيف وأودعوا سجن جندوبة بحكم لمدة سنة كاملة، وكادت الأمور أن تخرج عن إطارها وتحدث انزلاقات خطيرة نتيجة تصرفات أعوان هذا المركز خلال الشهر الماضي، بعد تعرض عدد من الشبان الجزائريين للإهانة بعد إلقاء جوازاتهم على الأرض، وهو ما تطلب تدخل مسؤولين من البلدين لتلطيف الجو. وتحدث زوار دائمون لتونس عن وجود بعض المعاملات المهينة للفرد الجزائري، حسب نفس المصدر، تتعلق أساسا بالحريات الفردية وتصل إلى حد التمييز العنصري، حيث أكد هؤلاء منع الملتحين والمحجبات من دخول التراب التونسي إلى جانب عدد كبير من أصحاب البشرة السوداء، وهو أمر اشمأز منه كثيرون. وطالب الذين تعرضوا للإهانة بمركز ملولة التونسي بتدخل السلطات العليا للبلاد لوضع حد لهذه المعاملات، حيث وصل الأمر ببعضهم إلى حد المطالبة بتكرار سيناريو غلق الحدود مع المغرب أو التعامل بالمثل مع التونسيين الداخلين إلى الجزائر، والذين يلقون كل الترحاب ويستقبلون بالقبلات أينما حلوا. وأكدت مصادر محلية، رفضت الكشف عن أسمائها، للشروق اليومي، أن معاملة الجزائريين برعونة وسوء ازدادت حدة منذ التغيير الأخير الذي مس مسؤولي مركز ملولة، وهو ما يتطلب، حسب هؤلاء، تدخل السلطات الجزائرية لصيانة كرامة الجزائري. وكانت السلطات التونسية في خطوة "بهلوانية" قد أقصت الجزائريين من إحصائيات السياح الذين دخلوا ترابها خلال موسمها السياحي الحالي بدعوى أنهم متواجدون في بلدهم الثاني، وهو ما تنفيه المعاملات السلبية التي يلقاها هؤلاء من أول نقطة على الحدود إلى غاية العودة إليها. ن. عابد الشروق في رحلة عبور الحدود التونسية أيادي مفتوحة وقلوب مغلقة يتفق التونسيون جميعا على أن الجزائري أصبح يمثل أحد أهم أرقام المعادلة السياحية في تونس، ويتفق الجزائريون جميعا على أن المعاملة التي يلاقيها الجزائريون لم ترق أبدا إلى قيمة هذا الرقم العملاق الذي جاوز المليون سائح ولم ترق إلى معاملة بقية السياح الأوروبيين الذين مازالوا المفضلين لدى الأشقاء بالرغم من أن البحبوحة المالية التي يعيشها بعض الجزائريين في السنوات الأخيرة تضاهي وتتفوق على ثراء كثير من الأوروبيين، ويعترف الأشقاء التونسيون بأنهم أصبحوا يتمتعون بمشاهدة سيارات آخر طراز القادمة من الجزائر، وهو دليل على أن السائح الجزائري إضافة إلى أنه شقيق فهو أيضا كنز مادي لمستخدمي السياحة في تونس، خاصة عندما تسوء الأحوال الأمنية في الدول المغربية، ويرى الأوروبيون وجهات أخرى غير تونس، فيبقى الجزائري أهم سائح في الخضراء. حدود ولاية تبسة أخوة في الإذاعة وخصومة في الواقع! الإجراءات التعسفية التي يعيشها السياح الجزائريون القاصدون تونس أخذت في الآونة الأخيرة أشكالا وألوانا مختلفة أجمع من خلالها من التقتهم الشروق بالمراكز الحدودية الثلاثة بولاية تبسة بنوع العدوان والظلم والسلوك المخالف للقيم والأعراف الإنسانية والتي لا تدل بأن هناك روابط بين الشعبين أو الدولتين، وكما يدعيه الاخوة في تونس من روابط أخوية كلام لا يتجاوز أنغام إذاعية تونسية خاصة إذا كانت المناسبة زيارة لوفد رسمي لتونس أو الجزائر، لكن الواقع المعاش بدءا من المراكز الحدودية بوشبكة، المريج، رأس العيون شيء مخالف للتصريحات والبيانات الإعلامية، فبمجرد وصول السائح الجزائري إلى مدخل الباب حسب شهادات العشرات حتى تبدأ لغة الأصابع المرافقة بالصوت المرتفع بتوقيف السيارة، يمينا أو يسارا، مع نظرات حادة لو جاءت مسمومة لقتلت العشرات يوميا وبعد ملء بطاقات الدخول ووضعها داخل جوازات السفر، كل مجموعة وحظها في ذلك اليوم، فقد تنتظر نصف ساعة أو ساعة وحتى أكثر، ويا ويح من طلب بالإسراع في الإجراءات فذلك هو اليوم المشؤوم، وياويح من كان المظهر الإسلامي بارز عليه أو علامات السجود بادية على جبينه، فالعودة إلى أرض الوطن هي اللغة المعمول بها لدى الأشقاء، وبعد اجتياز مرحلة الشرطة تأتي مرحلة "الديوانة" حيث التفتيش الدقيق للحقائب وأحيانا للجيوب ولا تسلم إلا القليل من السيارات من التفتيش المزعج والمقلق، وكم هو مؤلم حينما يأتي جمركي وهو يحمل مدور مسمار (تورني فيس) من أجل إزالة زخارف السيارة بحثا عن المخفيات، وفي هذا الإطار أكد الشاب موسى بأن ماتعرض له رفقة صديق مصري بإحدى المراكز التونسية يكاد لا يعقل ولما حاول موسى التبسي التحدث مع الجمركي التونسي تركوه وسيارته لمدة 04 ساعات دون الحديث معه وهو مادفع به إلى اتخاذ قرار بعدم الذهاب مرة أخرى إلى تونس مهما كانت الأحوال، كما أن هذه الإجراءات كانت محل رد عنيف من كثيرين الذين طلبوا باسترجاع جوازات سفرهم والرجوع إلى الجزائر دون الدخول إلى تونس، لكن الشيء المتفق عليه لدى الجزائريين العابرين للحدود الشرقية من ناحية تبسة أن هناك من الأشخاص الجزائريين والمقيمين ببعض بلديات ولاية تبسة كبئر العاتر والونزة مثلا لا يخضعون لمثل هذه الإجراءات وهم يمرون يوميا على مركز بوشبكة وسياراتهم محشوة بمختلف السلع ويقابلون بالتحية والإكرام، وما حادثة فرار 08 مهربين من مركز بوشبكة مؤخرا ببعيد والأسباب من كل ذلك يعرفها التونسيون وأصحاب سيارات "البيجو 505" أكثر من غيرهم. وبعد الخروج من المركز الحدودي تبدأ رحلة جديدة من المضايقات والاستفزازات، فأغلبية سيارات الجزائريين تسير تحت مراقبة دراجات نارية تونسية مرة من الأمام وأحيانا من الخلف على قرابة 50 كلم تقريبا من المركز الحدودي، ومن حين لآخر ودون غفلة يتم توقيف السيارة من رجال بالزي الرسمي وبعد طلب جوازات السفر يواجهون تهمة تجاوز السرعة ليبقى السائق دقائق وأحيانا ساعة وهو يتوسل لاسترجاع وثائقه، ويا ويح إن كانت السيارة الجزائرية بها مواطن تونسي توقف له الجزائري لإيصاله لمنطقة معينة هي في طريق الجزئري. فالمصيبة كبرى والنجاة من الأمر ليس بالسهولة وتبقى الحكاية بهذا الشكل إلى غاية تجاوز إحدى الولاياتالتونسية في الطرقات الثلاثة المعروفة (القيروان، القصرين، الكاف) حيث يتنفس السياح الجزائريون مع أخذ الاحتياطات اللازمة من حين لآخر إلى غاية الوصول إلى إحدى المدن السياحية، فمن تردد على الحانات والملاهي فهو من الآمنين وإن كان المقصد أحد المساجد فيبقى ذلك السائح المصلي تحت مراقبة الأعين التي لا تنام والأذن التي لا تغفل، هذا أثناء الظروف العادية وإذا التزم الجزائريون بالقوانين التونسية، أما وإن حصلت مخالفة من جزائري وحوّل إلى مركز الشرطة فالأمر لا يطاق، حيث يمنع عليك الاتصال بأهلك ولو كنت تملك هاتفا خاصا عكس ماهو معمول به في الجزائر، سلوكات غير مقبولة وتجاوزات في غير محلها مثل ما أكد كثير ممن تم حجزهم بمراكز الشرطة خاصة منذ تنظيم دورة كأس افريقيا للأمم التي جرت بتونس وما أعقبها من أحداث مازالت عالقة لدى الآلاف من الجزائريين والذين مازال بعضهم مقاطعا تونس بسبب مالحق به أو ماشاهده من تجاوزات ضد الجزائريين والتي كانت محل متابعة من طرف وسائل الإعلام المكتوبة.. كل هذا وغيره من الحياة داخل السجون بالنسبة للجزائرين يعتبر قليلا مما ذكر، وما خفي كان أعظم يستحسن عدم ذكره حتى لا تزداد العلاقة هوة بين الشعبين، كما أن هناك روابط أسرية بين أبناء الشعبين، حيث يوجد أخوان شقيقان أحدهما جزائري والآخر تونسي، وعشرات أخوالهم جزائريون وهم تونسيون والعكس كذلك وحتى بالنسبة للأعمام. ع. عاصم