استضاف مؤخرا النادي الأدبي لدار الثقافة "ابن رشد" بولاية الجلفة الشاعر محمد بلقاسم الشايب للحديث عن تجربته القصصية والشعرية، وعن تقصيه لهذه الفضاءات الإبداعية الممتعة، وقد حضر هذا اللقاء مجموعة من الأدباء وكذلك المهتمين والمتابعين لنشاطات النادي الأدبي الثقافية، وقد أسهب القاص والشاعر محمد الشايب بلقاسم في الحديث عن هذه الفضاءات خاصة من خلال تجربته الشخصية مبينا مساحات إبداعية هامة اشتغل عليها بشكل عميق، خاصة انه يعتبر كاتبا لأجناس مختلفة في الأدب انطلاقا من الكتابة القصصية التي نشر في مجالها الكثير، إلى الرواية التي أنتج في أجوائها روايته "ما بيننا" إلى الشعر الملحون وترجمته المميزة لقصائد تراثية إلى الشعر الملحون، إلى الحكم والأمثال التي أخرج منها دررا جمة، كما له ملاحظات نقدية أخرى في مجال الشعر الشعبي والفصيح، حيث يعتبر أن الفرق مثلا بين القصيدة الشعبية والفصيحة كما يفتيه ذوقه وعقله، هو مستوى النضج، ويرى أن الأدب الشعبي - العربي- أصدق تعبيرا عن هذه الأمة من كلّ ما أُبدع، لأنه في اعتقاده شعبي ينتعش في الهامش .. وعلى غرار ما تقدم فقد رحّب الحضور بهذا القاص والشاعر والكاتب وكان نقاشا معتبرا توغل في تفاصيل هذه التجربة الإبداعية والثقافية المتنوعة، ساهمت بشكل ما في وضع ملامح المشهد الثقافي الجلفاوي مع نخبة الولاية جميعا، هؤلاء الذين تجاوزوا كل شيء ليصلوا إلى زرع مساحات شاسعة في التراب الإبداعي لولاية الجلفة بعيدا عن كل الصراعات التي ذابت بفضل شفافية الكلمة وحرارتها الكبيرة التي تحمل فقط الهم الإبداعي بكل تنوعاته. هذا وقد شكر القاص والشاعر محمد بلقاسم الشايب هذه المبادرة الهامة التي يشتغل عليها النادي الأدبي لدار الثقافة، خاصة مساهمات الشاعر بن علية رابحي الذي لم يبخل بوقته في تسيير هذه اللقاءات التي أضحت عادة إبداعية متكررة، تحمل في كل لقاء وجها شعريا أو قصصيا أو إبداعيا معينا، ليتحدث عن تجربته مع ترحالها في فضاءات الكلمة والتعبير وحكايات النشر والطبع وما يحوم حولهما، باعتبار أن كل تجربة لها أسئلتها الإبداعية وحتى التقنية التي تصاحبها بشكل موازي.