مع نهاية العام الماضي صدرت اتهامات مباشرة من طرف الروائي المصري محمود الغيطاني لبعض الجوائز الكبيرة، خاصة "البوكر" وجائزة نجيب محفوظ، كما انتقد كتابات بعض الشخصيات تحصلت على تلك الجوائز ككتابات الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، ورواية للكاتب السوري خالد خليفة، حيث قال -كما جاء في موقع الشارقة - إن " كتابة مستغانمي هي كتابة لفئة عمرية معينة، كما أنها لا تكتب أدبا من الممكن له أن يعيش، وهو ما قاله سابقا عنها الروائي الجزائري سمير قسيمي جمهور مستغانمي من فئة عمرية محددة، ومن جنس محدد، والفئة العمرية من جمهور أحلام هو نفس الفئة العمرية للمراهقين، أو النساء "المتراهقات" في عمر معين، وهنا مستحيل أن يكون ما تكتبه أحلام مستغانمي ممثلا للرواية العربية".، هذا الاتهام الذي استفز بعض الكتاب الجزائريين على غرار عبد العالي مزغيش الذي رد بمقال يؤكد فيه دفاعه عن أحلام مستغانمي حيث قال إن " الروائي المصري محمود الغيطاني لم يجد طريقة لجلب الانتباه نحو ما يكتبه في صحافة بلده في ختام سنة 2015 ، سوى أن يهاجم الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، ويرميها بحجر الانتقاد لا النقد، في محاولة بائسة ويائسة للنيل من نجاحاتها التي شرّفت بها الرواية الجزائرية قبل أن تشرف بها نفسها، ولو كتب الغيطاني مقالا نقديا رفيعا، لقلنا له بلغة الأجنبي (برافو)، ولكن السقوط تحت وطأة الاثارة الصحفية هو (فيروس) بعض الصحف المصرية التي تعودت الاصطياد في مستنقع التهويل وتحويل "الحبة" إلى "قبة"، وصنع الحدث من لا شيء" (نوافذ ثقافية) وبعيدا عن تضييق الفكرة حول كتابات أحلام مستغانمي أهي جيدة أم لا؟ فقد كان الجانب الأكبر للموضوع منصبا حول الجوائز بصفة عامة، حيث كتب الروائي المصري محمود الغيطاني منتقدا جوائز الدولة المصرية بخروجها عن "المسار الطبيعي الهادف إلى تشجيع المبدع نحو المزيد من الإبداع، وتشجيع فن الرواية وغيره من الفنون للارتقاء بها"، لكن ظهر عنده أن الجوائز لم تكن كذلك، بل وصفها بأنها "باتت تُسيطر عليها مجموعة من المصالح التي تحكمها الشللية والمعارف"، كما أكد على أن "الفساد انتقل إلى جميع هذه الجوائز؛ الأمر الذي جعل معظم المتابعين للوسط الثقافي، والجوائز الأدبية يفقدون الثقة في جميع هذه الجوائز، وبعدما كانت الرواية التي تفوز بجائزة أدبية ما تلقى الكثير من الرواج والإقبال عليها، باتت الروايات الفائزة بمثابة أعمال في محل الشك من الجميع؛ نظرا لتفشي الفساد إلى درجة كبيرة في جميع الجوائز."، ليقدم أيضا جملة من الانتقادات لجائزة البوكر فيقول "في العام 2013م أحدثت جائزة البوكر مهزلة حقيقية حينما وصلت رواية (مولانا) للصحافي إبراهيم عيسى إلى القائمة القصيرة للجائزة، وهو الأمر الذي لم يكن ينتظره الجميع؛ فعيسى ليس روائيا في الأساس، وحتى بعد كتابته لروايته (مولانا) فهي ليست من الروايات التي من الممكن لها أن تنافس أمام روايات جادة، وهنا ارتسمت الكثير من علامات التساؤل أمام هذا القرار العبثي من وجهة نظر الجميع، لاسيما وأنها كان ينافس معها في القائمة الطويلة روايات مهمة مثل (رجوع الشيخ) لمحمد عبد النبي، و(أصابع لوليتا) للجزائري واسيني الأعرج، و(ملكوت هذه الأرض) للبنانية هدى بركات، و(طيور الهوليداي إن) للبناني ربيع جابر، بل كانت الطامة الكبرى حينما أُعلن عن القائمة الطويلة وكانت من ضمن الروايات المتنافسة فيها رواية (تويا) للروائي أشرف العشماوي الذي لا يختلف أسلوبه الكتابي كثيرا عن كتاب "البيست سيلر" الذي يكتبون من أجل التسلية فقط، ولا يهتمون بالأدب الحقيقي، أو الكتابة الأدبية العميقة." وبانتقاد الروائي المصري محمود الغيطاني لجائزة البوكر وجائزة نجيب محفوظ، فقد فتح نافذة هامة في الممارسة الإبداعية حتى وإن جاءت كتابات أحلام مستغانمي في السياق، إلا أنه لم يقف عندها بل تحدث أيضا عن الرواية الفائزة عام 2013م للروائي السوري خالد خليفة "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة"، مما دفع حسب رأيه الكثير إلى أن "يتعالى صوتهم متهمين الجائزة بعدم المصداقية"، وخلافا لآرائه حول هذه الكتابات، ولآرائه حول تلك الجوائز الكبيرة، إلا أن هناك من يشير إلى أزمة كبيرة لمست بشكل فاضح بعض الجوائز الكبيرة وحتى في الجزائر التي تمنح شهادة ميلاد لرداءة تخدم حتى بعض المصالح السياسية، وتكون قدوة لأجيال قادمة تعتقد أن طريق الجوائز (بطعمها الرديء) هي طريق الإبداع الحقيقي.