سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قرية "الفرزول" بحاسي العش ... جزائريّون بلا كهرباء ولا غاز المدينة ولا طريق ولا طبيب ويوميّاتهم بين العقارب صيفا والبرد القارس شتاء !! حياة بدائية مفروضة على أكثر من 200 عائلة
ما تزال أزيد من 200 عائلة استقرت إبان العشرية السوداء بقرية "الفرزول"، بلدية "حاسي العش"، تفتقر اليوم في 2016 لأدنى شروط العيش الكريم ... فلا كهرباء لبعض البيوت داخل القرية ولا غاز ولا مسالك ريفية تؤمن تنقلهم بسلام ؟؟؟ ويدرك المتجول بأزقة "قرية فرزول"، المسماة " الفرع الإداري أولاد بوعبد الله"، أن المنطقة مُهمّشة. حيث ما زالت طرقات الأحياء ترابية يصعب استعمالها خلال تساقطات المطر كونها تتحول الى أوحال أو تصبح مصدرا للغبار المتطاير صيفا. هذا الوضع دفع السكان الى المطالبة بالإسراع ببرمجة مشروع تهيئة وترصيف شوارع القرية مع تزويدها بمختلف الشبكات الأرضية. كما حمّل سكان القرية مصالح البلدية مسؤولية تراكم الأوساخ وهذا بالنظر الى وجود شاحنة مخصصة لم يتم تشغيلها منذ سنوات. أما بالنسبة لطرقات المنطقة، فوضعيتها تجعل القرية تعيش عزلة قسرية. فالطريق الرابط بين "الفرزول" والطريق الولائي رقم 167 (من حاسي بحبح الى حاسي العش) ما يزال عبارة عن "تيف" رغم أن طوله لا يتعدى مسافة 07 كيلومترات وهو ما يزيد من معاناة السكان في تنقلاتهم الى البلدية الأم على مسافة 16 كلم. وفي هذا الصدد، تلتقي مطالب سكان قرية "الفرزول" مع مطالب سكان بلدية سيدي بايزيد بخصوص فتح طريق بين بلديتي "حاسي العش وسيدي بايزيد" وهو المشروع الذي من شأنه فك العزلة عن قريتي "الفرزول" و"سد أم الدروع". وبخصوص الكهرباء، فقد أكّد أحد السكان ل "الجلفة انفو" أن هناك عائلات بحاجة الى توسعة الشبكة الكهربائية رغم أنها لا تبعد عنه إلا بأمتار. وقد اكّد محدّثنا بأنه مازال يستعمل الشمع للإضاءة ليلا منذ أكثر من 05 سنوات بل إن مسجد القرية غير موصول بعدّاد الكهرباء!! وقد استغرب بعض السكان بكل مرارة كيف أنه يتم توصيل الكهرباء الريفية لأكثر من منطقة تبعد عنهم بالكيلومترات في حين يتجاهل المسؤولون سكانا مقيمين بالقرية. وتابع سكان القرية سردهم لمعاناتهم التي تحاصرهم لأكثر من 15 سنة، فقارورة الغاز قد بلغ ثمنها بالقرية 800 دج في دولة البترول. حيث يحسب ثمن التنقل بين عاصمة الدائرة حاسي بحبح والمنطقة المعزولة "فرزول" أحيانا يفوق 2000 دج للرحلة الواحدة بسبب سوء وتدهور الطريق. وهكذا ينسحب وضع الطريق المهترئ على النقل المدرسي الذي يعاني معه التلاميذ من مطبات الطريق وكذا نقل المرضى والنساء الحوامل نحو عيادات الولادة أو مستشفى حاسي بحبح. ونفس الأمر بالنسبة لحالات اللدغ العقربي التي صارت تشكّل هاجسا للسكان خصوصا الأطفال الصغار في فصل الصيف. وقد زاد من تلك المأساة أن الطبيب لا يزور قاعة العلاج سوى كل 15 يوما اضافة الى نقص التجهيزات الطبية للممرّض وكذا انعدام السكن الوظيفي سواء للممرض أو الطبيب !! أما شباب المنطقة وأطفالها، فهُم بدورهم يطالبون بإنجاز مرافق ترفيهية وتعليمية تخفف من معاناتهم اليومية مثل مشروع قاعة مطالعة ومكتبة نصف حضرية حيث تفتقر القرية الى أدنى فضاء شباني من شأنه قتل الروتين المعاش. وقد صرح الكثير من محبي لعب كرة القدم بأنهم ينتظرون التفاته ولو بسيطة من المسؤولين الذين لم يروهم منذ الانتخابات أين يتطلع هؤلاء الى ملعب جواري يخلصهم من هذه المعاناة ... وقبل كل ذلك لن تنسى قرية "الفرزول" كيف أن الفرع البلدي والمدرسة والمسجد وقاعة العلاج وهي كلها مرافق عمومية لم تشفع لها في الإستفادة من مناصب عمل لشبابها البطال !!