أكدت مصادر أمنية باكستانية مقتل خمسة مسلحين إسلاميين أمس الاثنين بصواريخ أطلقتها طائرة أمريكية بدون طيار على مناطق شمال غرب باكستان صباح أمس . وأفادت أن إحدى هذه الطائرات قد اطلقت صباح أمس ثلاثة صواريخ على مبنى في منطقة خوشالي تورخيل الجبلية في إقليم وزيرستان الشمالية القبلي معقل طالبان باكستان. وهذه هي الضربة الجوية الثانية في غضون 48 ساعة، حيث تطارد القوات الامريكية مقاتلي طالبان باكستان وبقية المجاميع القريبة من تنظيم القاعدة، التي بنت معاقل لها في إقليم وزيرستان القريب من الحدود الافغانية. وأوضح مصدر أمني لوكالة الانباء الفرنسية ان الهدف كان مجمعا لأفراد من قبيلة الزعيم المتمرد المحلي حليم خان، وأطلقت الطائرة ثلاثة صواريخ. وأضاف قُتل أربعة متمردين وأصيب عدد كبير آخر منهم بجروح. وأكد الهجوم وحصيلته مسؤول عسكري باكستاني آخر طلب عدم كشف هويته ايضا، غير انه يتعذر التأكد من حصيلة القتلى التي تصدر عن ضباط الجيش من مصادر مستقلة، بسبب حظر السلطات دخول هذه المناطق أو لكونها تحت سيطرة طالبان. ويقول مسؤولون باكستانيون لخان صلات قوية مع امير الحرب المرتبط بطالبان حافظ غول باهادور الذي اشتهر بسيطرته على حوالي 2000 مقاتل في المنطقة عرفوا بقيامهم بهجمات مسلحة عبر الحدود ضد القوات الاجنبية في افغانستان. وشنت الولاياتالمتحدة هذا العام العديد من الغارات بطائرات دون طيار في منطقة وزيرستان، كان آخرها السبت الماضي، وأسفرت عن مقتل سبعة من المسلحين في هذا القطا. وقد قتل أكثر من 880 شخصا في حوالي 100 غارة بطائرة دون طيار في باكستان منذ عام 2008. ويرى بعض المراقبين أن مثل هذه الهجمات تشكل وقودا يغذي مشاعر الكراهية ضد أمريكا في أوساط المسلمين الباكستانيين، كما تسببت في إدانات جماهيرية للحكومة الباكستانية. بيد أن المسؤولين الامريكيين يرون في هذه الهجمات وسيلة حيوية لحماية ما مايقارب من 126000 من عديد القوات الاجنبية في افغانستان، وقد قتل في مثل هذه الغارات عدد من الاهداف المهمة ومن بينهم قائد طالبان باكستان بي اللّه محسود. ويعتقد عدد من المسؤولين ان خليفته حكيم الله محسود قد قتل في ضربة من هذا النو في جانفي الماضي، بيد أنه ليس هناك تأكيد رسمي لمقتله. وقد باتت منطقة القبائل في باكستان معقلا للمئات من المتطرفين الذين هربوا من أفغانستان المجاورة بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة أواخر عام 2001.