إحياء للذكرى 57 لمظاهرات11 ديسمبر1960، نظمت المديرية العامة للأمن الوطني بمنتدى الأمن الوطني، الكائن بالمدرسة العليا للشرطة «علي تونسي» الجزائر، ندوة تاريخية، نشطها الدكتور محمد لحسن زغيدي، أستاذ مادة التاريخ بجامعة الجزائر، بحضور ممثلي جمعيات المجتمع المدني وإطارات من المديرية العامة للأمن الوطني، إلى جانب الأسرة الإعلامية بمختلف قنواتها، إضافة إلى قناتين تلفزيونيتين أجنبيتين العربية وشبكة التلفزيون العربي. في الكلمة الافتتاحية لهذه الندوة، أكد ممثل خلية الاتصال والصحافة على الجهود التي تبذلها المديرية العامة للأمن الوطني من أجل المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الأمة وتذكير الأجيال بتضحيات الآباء والأجداد إبان الثورة التحريرية المجيدة، مذكرا على أنها تحرص دوما على إحياء كافة المناسبات الوطنية، من خلال المحاضرات واللقاءات المبرمجة التي ينشطها ممثلو الأسرة الثورية وأساتذة وباحثون في تاريخ ثورتنا المجيدة، وذلك بهدف ضمان التواصل بين جيل نوفمبر وجيل الاستقلال وترسيخ قيم التضحية في نفوس أبناء وبنات جهاز الأمن الوطني. من جهته أبرز الدكتور محمد لحسن زغيدي أثناء تدخله أن المظاهرات السلمية التي شهدتها الجزائر في 11 ديسمبر 1960، شكلت محطة بارزة في مسيرة نضال وتضحيات الشعب الجزائري، الذي عبر من خلالها عن التفافه حول ثورته المجيدة، ما أدى بالمجتمع الدولي للرضوخ لإرادته في استعادة حريته والتخلص من نير الاستعمار، مشددا على أن هذه المناسبة تترجم القيم السامية لثورة نوفمبر المجيدة التي تستلهم منها كل معاني التضحية، ليبقى وطننا نموذجا للأمن والإستقرار في ظل القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة. كما استعرض الدكتورمحمد لحسن زغيدي أهمية هذه المظاهرات السلمية التي انطلقت في 09 ديسمبر 1960 بولاية عين تموشنت لتشمل ربوع الوطن في 11 ديسمبر1960، حيث شكلت منعرجا حاسما في مسيرة الثورة المجيدة على الصعيد الداخلي وكذا على الصعيد الدولي، مشيدا في نفس الإطار ببطولات رجال ونساء ضحوا بالنفس والنفيس، طوال كفاحهم ضد المستعمر. خلص المحاضر إلى إبراز أهم نتائج هذه المظاهرات التي عجلت بعرض القضية الجزائرية في أروقة الأممالمتحدة، ودفعت بالعديد من عواصم العالم للاعتراف بعدالة القضية الجزائرية، كما عملت على تحريك المجتمع الجزائري في سياق الوحدة بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وجيش التحرير الوطني والتي أفشلت كل المخططات الاستعمارية في التعامل مع الثورة، مهدت لإستقلال العديد من الدول الإفريقية والعربية التي كانت تحت نير الإستعمار الفرنسي.