شرعت، أمس الأول، عاصمة الغرب الجزائري، وهران في تجسيد المرحلة الثانية من العملية الكبرى الخاصة بإعادة الإسكان، والتي ستعرف توزيع 5.435 مسكن قبل نهاية السنة وبمختلف الصيغ.المرحلة الثانية ستعرف ترحيل 504 عائلة حاملة لقرارات الاستفادة المسبقة، والقاطنة ببنايات آيلة للانهيار بالمندوبية البلدية سيدي الهواري، وإعادة إسكانها بالقطب العمراني الجديد اللواء جمعي علي بحي بلقايد. لاقت هذه العملية ارتياحا واسعا في أوساط السكان الذين كانوا ينتظرون ترحيلهم منذ سنوات طوال، قضوها تحت أسقف وجدران هشّة لا تحمي من البرد والقر ولا الحر خلال فصل الصيف، ناهيك عن معاناتهم مع الأمراض والأوبئة بسبب ارتفاع الرطوبة والتلوث وتراكم الأوساخ.من جهته والي الولاية مولود شريفي وخلال ندوة صحفية عقدها على مستوى القطب العمراني الجديد بلقايد كشف عن توزيع زهاء 6 آلاف وحدة سكنية بمختلف الصيغ قبل نهاية السنة، مذكّرا بأنّ هذه العملية انطلقت نهاية الأسبوع الماضي لدى حلول وزير السكن والعمران عبد الوحيد طمار بعاصمة الغرب الذي أشرف على توزيع 1341 مسكن.كما أعلن الوالي عن توزيع 20 ألف وحدة سكنية ذات طابع اجتماعي خلال سنة 2018، علاوة على توزيع 5000 وحدة سكنية بصيغة عدل مع إضافة برنامج خاص بهذه الصيغة و2000 وحدة سكنية بصيغة الترقوي المدعم «الالبيا».وهي البرامج السكنية التي ستسمح حسب تصريحات المسؤول التنفيذي الأول عن الولاية بالقضاء على النقاط السوداء بما فيها السكنات الهشة وجيوب الصفيح التي تشوه المنظر العام للولاية التي هي مقبلة مستقبلا على احتضان تظاهرات هامة تستدعي إعطاء وجه مشرف.وهنا أوضح أنّ أولوية الترحيل، ستستهدف قاطني السكن الهش حاملي عقود الاستفادة، مطمئنا السكان بتواصل عمليات الترحيل وفق برنامج محدّد، سيشمل القطاع الحضري سيدي البشير، البدر، الصديقية، المقري، المقراني وغيرها من القطاعات الأخرى.وفي كلمة صريحة قال الوالي: انا لست ظالما وكل ذي حق سيأخذ حقه، فما على المواطنين إلاّ التحلي بالصبر والروية، ولن يتم إقصاء أو عزل أي مستفيد يحوز على عقد الاستفادة المسبقة، مؤكدا على أنّ الطعون المرفوعة سيتم دراستها ومعالجتها في إطار القانون.من جهته مدير الترقية والتسيير العقاري *اوبيجي* السيد بارودي، كشف عن إقصاء 28 عائلة من عملية الترحيل، بعدما أثبتت التحقيقات المنجزة على مستوى البطاقية الوطنية استفادتها المسبقة من سكنات بصيغ مختلفة مشيرا إلى أنّ ما ميز عمليات الترحيل هذه المرة هو استحداث خلايا من قبل والي الولاية، ممثلة في خلية التوجيه وخلية الطعون وخلية الاستقبال.حيث وحسب نفس التوضيحات فإنّ حاملي عقود الاستفادة يتوجهون إلى شباك واقع بحي الروشي من أجل توجيههم أثناء عملية الترحيل، في حين يتوجه من تعذّر حصولهم على عقود الاستفادة لوجود أخطاء وكذا أصحاب الطعون نحو شباك واقع بحي البركي، أين سيجدون خلية تتكفل بهذا المشكل خصيصا. قتيل وجرحى في انهيار مبنى مع العلم أنه وبالتزامن مع عملية الترحيل، تهاوت البناية المكونة من 3 طوابق والمتواجدة بشارع فليب، على مستوى حي سيدي الهواري، ما أدى إلى مقتل كهل في عقده الخامس وإصابة 17 شخصا بجروح وكسرور متفاوتة الخطورة، من بينهم 3 أعوان شرطة وعامل ببلدية سيدي الهواري حسب المعطيات الأولية.وأكّدت مصادر الشعب من دائرة وهران أنّ الأسباب الأولية لحادثة سقوط المبنى، تشير إلى درجة الهشاشة التي بلغتها البناية المتضرّرة، وأيضا بحكم العوامل المناخية وتهاطل كميات كبيرة من الأمطار، في الوقت الذي أكد فيه السكان أنهم ينتظرون ترحيلهم منذ أكثر من 10 سنوات، تاريخ منحهم قرارات الإستفادة، مؤكدين أن فرحتهم لم تكتمل بسبب الحادثة التي تسببت أيضا في ردم الكثير من الأثاث المرحل وحالة من الحزن والأسى الشديدين.