إن إقرار يناير يوم مدفوع الأجر الذي أقره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال مجلس الوزراء تجسيد للهوية الوطنية الأمازيغية و التي جاء بها الدستور. إن الشعوب ترتقي بتراثها وحضارتها. هذا وإن يناير محطة من محطات تاريخ الأمازيغ الذين هم سكان شمال أفريقيا قبل الميلاد أين كانت تعرف بقوة جيشها آنذاك وحضارتها التي وصل شعاعها الي مصر ثم فلسطين. إن الأمازيغ منذ القدم يحتفلون يناير اول ايام السنة الفلاحية من جهة ومن جهة أخري تخليدا لليوم الذي استطاع جيش الأمازيغ إلحاق هزيمة بفرعون ملك مصر وأسس مملكته سنة 715 قبل الميلاد.وكلمة يناير تعني ين العدد الأول وأير الشهر. ومنذ ذلك العصر ورغم تعاقب عدة فتوحات وقيام دول مثل الوندال والبيزنطيين مرورا بالفتوحات الإسلامية والدولة العثمانية إلى الاستعمار الفرنسي بقى الشعب الأمازيغي يحافظ على ثقافته ولغته ونمط عيشه. كما حافظ علي إحياء مناسبة يناير كأول يوم للسنة الأمازيغية. تتميز الأحياء بإعداد كسكس بالدجاج أو باللحم المجفف ويسمى عشاء رأس السنة كما تقدم فيه سبعة اطباق كفال بسخاء السنة القادمة ذلك أن السكان كانوا يعتمدون علي الزراعة. وحتى التقويم السنوي كان يعتمد فيه علي الفصول ومستوحاة من الفلاحة حتي سمي التقويم الفلاحي الأمازيغي أين يقوم الإنسان بأداء عمله حسب وقت محدد مثل جني الزيتون أو الحرث ، الحصاد غرس مختلف الحبوب والبقول زبر الأشجار و الي غير ذلك. هذا وقد حاول مختلف المستعمرين أحداث تغيير في نمط العيش ومحو اللغة الأمازيغية إلا أنها صمدت أمام كل المحاولات وإن نقش تفناغ بالطاسيلي تعبر عن شموخ هذه الحضارة. بعد ذلك ظهر العديد من المثقفين والفنانين والمشاهير الذين عملوا علي إحياء اللغة الأمازيغية من بينهم مولود معمري سليمان عازم الأخوة عمروش ثم أحداث سنة 1980 أين خرج الطلبة في تيزي وزو و الجزائر العاصمة للمطالبة باعتراف الهوية وكذا أحداث 2001. كما استعملت اللغة الأمازيغية من طرف عدة أحزاب سياسية كورقة لتعبئة الجماهير، لكن رئيس الجمهورية صرح في عديد من المناسبات أن الشعب الجزائري هو أمازيغي واللغة توحد الشعب الى أن أقر الدستور بأن اللغة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية و أصبحت الآن تدرس في 35 ولاية و كذا في العديد من الجامعات الجزائرية.