دعا أول أمس، خبراء ومختصون إلى ضرورة التعجيل في تكريس منظومة قانونية مرنة ومؤمنة حتى يتجسد تحدي التدفق السريع للمعلومات بشبكة اتصالات عصرية ومتطورة ذات تدفق سريع وقوي، واعتبروا أن النظام التربوي والجامعي مازال تقليديا لم ينفتح بعد بشكل محسوس على التدفق الإلكتروني، وأشاروا إلى غياب الجزائر عن التجارة الإلكترونية وعدم تفتحها على المعاملات الافتراضية، مشددين على أهمية التعجيل بتعميم استعمال الانترنيت على جميع المواطنين في ظرف أربع سنوات كحد أقصى لتدارك التأخر. انتقد امبارك بوكعبة، رئيس مؤسسة اتصالات، خلال اليوم البرلماني حول التدفق السريع والاقتصاد الرقمي، انعدام شبكة للاقتصاد الإلكتروني في الجزائر وعدم مواكبة قطاعاتنا لآخر التطورات التي يعرفها العالم في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، واصفا النظام المصرفي في الجزائر بالبالي والغير تنافسي، محذرا بأنه بهذا النظام الساري يستحيل القفز نحو مرحلة التدفق الإلكتروني . ووقف بوكعبة على ضرورة فرض الجزائر لوجودها في بوابة التجارة الإلكترونية والاستعانة بالتعاملات الافتراضية . ومن جهتها بوحدة رشيدة، مديرة مركزية باتصالات الجزائر، ترى أن تعميم الانترنيت وتوسيع شبكة استعماله لضمان التدفق السريع للمعلومات يعد أحد المعايير الجوهرية لقياس مدى تقدم الأمم، وقالت في سياق متصل أن اتصالات الجزائر تدرك جيدا مدى تأثير هذا التدفق بالإيجاب على المجال التنموي، حيث عكفت على تجديد وتوسيع شبكتها خاصة ما تعلق بالانترنيت لأنها سريعة الانتشار وتطورية . وقدمت بوحدة بلغة الأرقام ما تحقق في مجال تكنولوجيات الاتصال والإعلام حيث أحصت 3 ملايين مشترك في الهاتف الثابت و10 ملايين مشترك في الهاتف النقال بالإضافة إلى 1 مليون مشترك في ''الأدياسال''. وكشفت عن مشروع برنامج 500 خط في الأف/ أم / من شأنها كما ذكرت أن تسمح هذه التقنية بتوفير عدة خدمات مرة واحدة على غرار الهاتف والتلفزيون والفديو... وأشارت أن المرحلة الأولية من البرنامج انطلقت في شهر أفريل الفارط. واعترفت بوحدة رشيدة، أن مشروع الحكومة الإلكترونية المرتقب أن يصبح جاهزا في آفاق عام 2013 مرهون تجسيده بتطور التدفق السريع للمعلومات ومواكبة التكنولوجيا في عالمي الإعلام والاتصال. وتحدثت عن مشروع استبدال 4 ملايين خط هاتفي واقتناء الأجهزة لإنشاء ما يناهز 2 مليون خط هاتفي في المناطق التي لا تتوفر على خطوط هاتفية على جانب 6 ملايين خط أنترنيت للتدفق السريع، وخلصت على القول أنه من المقرر أن يتضاعف التدفق السريع من سنة 2008 إلى غاية عام 2013 بحوالي 12 مرة . وتحدث حسيني حاتم، مدير تطوير أنظمة الاعلام بوزارة البريد و تكنولوجيات الاعلام والاتصال عن موضوع الأمن المعلوماتي، حيث قال أن تكنولوجيات الاتصال الحديثة وبرغم ضرورة الانخراط في منظومتها انخراطا كاملا الى أنه يجب بالموازاة مع ذلك أخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ مصالحنا الوطنية و على هويتنا الوطنية . واتفق المشاركون في هذا اليوم البرلماني على ضرورة العمل ومضاعفة الجهود لتوسيع استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لتجسيد مختلف المشاريع الالكترونية التي يعول عليها في تحسين مستوى معيشة المواطن ومواكبة آخر المستجدات التكنولوجية في العالم. وقدم النائب موسى طيفور كلمة بالنيابة عن رئيس المجلس الشعبي الوطني، حيث في البداية عبر عن إدانته للعمل الجبان الذي اقترفه الصهاينة في حق أبرياء أسطول الحرية والذين وصفهم برسل الحرية، ثم عرض إستعداد الجزائر لمواكبة آخر التطورات التي يعرفها التدفق الإلكتروني بهدف ترقية الإقتصاد وتمكين المواطن من استعمال هذه الخدمات المتطورة .