أعلن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد حميد بصالح أمس عن إطلاق الطبعة الثانية من "مشروع أسرتك 2" على أن يتم تدارك كل النقائص التي عرقلت المشروع الأول، كما كشف عن الإجراءات الجديدة التي ستتخذها مؤسسة "اتصالات الجزائر" لتحسين استخدام تقنيات الانترنت من خلال تدعيم منشآتها الحالية وتحسين خدماتها في مخطط عمل يدوم إلى غاية 2013 خصص له غلاف مالي يزيد عن 100 مليار دج منها 50 مليار لتهيئة وصيانة تجهيزات البث الحالية. بناء مجتمع المعلوماتية وتحضير البنية التحتية للانترنت ذات التدفق العالي كان محور اللقاء الرابع الذي جمع إطارات وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال مع مختلف شركاء خدمات الانترنت لمناقشة دور المنشآت الأساسية لمؤسسة "اتصالات الجزائر" وأهمية الرفع من طاقات استيعابها لتسهيل نقل خدمات الانترنت الفائقة السرعة وتوزيعها في أي نقطة من التراب الوطني بأسعار معقولة لفائدة كل فئات السكان. وقد أشار السيد الوزير في افتتاح اللقاء إلى انه لا يمكن تصور مجتمع المعلومات بدون وجود شبكة وطنية قوية للاتصالات قادرة على استيعاب ذلك القدر الهائل من الطلبات وتوفر خدماتها بسرعة عالية، مؤكدا أنه حان الوقت لتنفذ اتصالات الجزائر بنود الاتفاق المبرم مؤخرا مع الحكومة التي ستتكفل بتموين جزء من المشاريع الكبرى للمؤسسة لتحقيق برنامج "الجزائر الالكترونية 2013"، وما على اتصالات الجزائر يقول الوزير إلا أن تحدد الوسائل اللازمة ورفع كل الصعوبات التي يمكن أن تعرقل تجسيد المشروع، علما أن مختلف استثماراتها السابقة لم تكن في مستوى احتياجات مستخدمي تكنولوجيات الإعلام والاتصال ولم تسمح بتدارك التأخر ولا تصحيح النقائص المسجلة في مجال استعمال الانترنت الفائقة السرعة. وبغرض تدارك الأمر يرى السيد الوزير أنه يجب على اتصالات الجزائر الشروع في تدخلات عاجلة على شبكتها لإعطاء دفع قوي للمشروع الذي تعول عليه الحكومة، وهو ما جعلها تتعهد بمجموعة من الالتزامات تخص تأهيل المستوى التكنولوجي للمنشآت من خلال اعتماد منظومات من الجيل الجديد واستعمال بروتوكولات متطورة في استخدام الانترنت ، مع استبدال 4 ملايين وحدة من تجهيزات المشتركين الموجودة في مراكز التحويل بين 2009-2013 بمعدل 900 ألف خط في السنة لبلوغ 1,3 مليون خط قبل نهاية السنة الجارية علما انه يسجل حاليا توفر 500 ألف خط، وفي ذات السياق تقرر شراء 2 مليون خط جديد من اجل الوسع الجغرافي لشبكة النفاذ منها 80 بالمائة مخصص للانترنت الفائقة السرعة "أي دي أس أل". من جهة أخرى تعهدت اتصالات الجزائر بربط مشتركين جدد بشبكة الانترنت بغرض رفع حظيرة المشتركين إلى 6 ملايين قبل نهاية 2013، مع إطلاق برنامج تأهيلي على مستوى شبكات النفاذ السلكية لتكون من النوع الموحد بالنسبة للنقل والتوزيع وبغرض توفر أحسن الخدمات شرع في إلغاء الخطوط الهاتفية المعلقة وإعادة تمرير قنوات تمرير الكوابل بالإضافة إلى الاستثمار في إنجاز شبكات بكوابل من الألياف البصرية توصل بين العمارات والمنازل والأرصفة لتوفير مليون منفذ جديد خاص بالانترنت، وتوازيا مع كل هذه التدخلات سيتم استحداث منظومة للإشراف على مراقبة الشبكة وتصليح الأعطاب لبلوغ إصلاح 5 آلاف عطب شهريا في آفاق 2013. وعن شبكة الهاتف الثابت اللاسلكي أشار الوزير أنه تقرر إعادة نشره بالمناطق الريفية مع تأهيل هذه الخطوط لاستعمالها في الانترنت الفائقة السرعة، وعلى صعيد آخر سيشرع قريبا في تحديد نقاط ضعف شبكة التراسل وتنفيذ إجراءات الفحص التقني وضمان تأمينها مع الإسراع في عمليات إنجاز الألياف البصرية البحرية الرابطة بين وهران واسبانيا. كما دعا الوزير إطارات اتصالات الجزائر إلى ضرورة تشخيص لشبكة النفاذ الوطنية قصد تحديد القدرات الحقيقية فيما يخص التدفق السريع، مع تأهيل الخطوط الحالية وتوسيع قدرات التجهيزات البينية وبالتوازي مع كل هذه الأشغال أشار ممثل الحكومة إلى ضرورة التفكير في تقنية التفريق بين الخدمات بصفة جزئية في مرحلة أولى بهدف الرفع من حجم العروض في خدمات الانترنت، بالإضافة إلى التكفل بالتكوين والاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال.