وردت في المخطط الخماسي 2010 2014 مفاهيم جديدة في أدبيات النصوص الجزائرية المتعلقة بالخيارات الإقتصادية منها: التنمية البشرية. التنمية الإجتماعية. التقنية الإقتصادية. الإعمار الوطني. التنمية الفلاحية والريفية. التنمية الصناعية. إقتصاد المعرفة. هذه المصطلحات التي تضمّنها هذا المخطط تترجم فعلا انشغال السلطات العمومية بضبط الدائرة الإقتصادية في الجزائر وفق قناعات عميقة ذات دلالات فعالة.. ترمي إلى تحويل هذا البلد إلى ورشة واسعة النطاق شعارها التقنية الشاملة التي تستهدف العنصر البشري، والإجتماعي، والصناعي، والفلاحي وكذلك الإعمار الوطني. هذا العمل لا يكون منفصلا، بل هو حلقات متكاملة تدعم بعضها البعض وتعزز مهامها في الواقع عن طريق كل المخصصات المعتمدة لتطوير هذه القطاعات التي هي منضوية تحت عناوين استراتيجية في المفهوم التنموي للمخطط. ولذلك، فإن كل هذه التصنيفات تحمل معانٍ عميقة لأنها تسعى للاهتمام بقطاع معين وفق تسميته، وتبحث عن حلول وإجابات للتحديات اليومية، وهذا ما يعني أن كل مداخيل الجزائري تخصص لبعث التنمية الوطنية بمفهومهها الكامل دون إستثناء. والعنوان الكبير هنا هو »الإعمار الوطني« الذي تتفرع منه كل الجوانب المتعلقة بالتنمية إلى غاية إقتصاد المعرفة، وهذا في حد ذاته إبعادٌ لمفاهيم أخرى كانت سائدة في السابق، منها »السياسة التنموية« التي تعتبر مفهوما غامضا وفي آن واحد مطاطيا غير ملتزم بآفاق وأهداف محددة يتم إنجازها من هنا وإلى غاية سقف معين. وجاءت التنمية لتحل محل أي توجه آخر غير مقيد بمرحلية التطبيق والتنفيذ، والمخطط هو عبارة عن جملة من الإلتزامات الصارمة محددة، يتطلب الأمر أن تجد طريقها إلى التجسيد العملي تدريجيا وفق الآليات المضبوطة لهذا الغرض على مستوى كل قطاع. ومبدئيا، فإن الحصص المالية المتعلقة بكل مجال حددت بدقة.. وبشكل إجمالي تبقى فقط عبقرية الإدارة في تفعيل كل هذا الكم الهائل من الأرصدة. والإعمار الوطني هو كذلك مفهوم له أبعاد اقتصادية وتنموية.. وكما له خلفيات سياسية تعكس مرحلتين ما قبل 1999 وما بعد 1999، والمرحلة الثانية هي التي تهمنا إنطلاقا من الإرادة كانت متوجهة لمحو آثار تلك السنوات العجاف، من خلال الشروع في طرح برامج تنموية عبر كل الولايات التي تعرضت لهمجية الإرهاب، وكان لابد من رافع هذا التحدي والسير في هذا الخيار لتحقيق مقاربات سياسية وإقتصادية متكاملة كالوئام والمصالحة، وتطوير الإقتصاد وإعادة الجزائر إلى المحافل الدولية... كل هذه الإنشغالات وصلت إلى مبتغاها ونحن اليوم في مرحلة متطورة جدا وهي استكمال إنجاز المشاريع الكبرى في قطاعات النقل والصحة والفلاحة والتعليم.. هذه هي الإستراتيجيات المتبناة في يومنا هذا.