خرجت ساكنة جرادة، للاحتجاج من جديد، بعد أن نظمت مسيرة بالشموع جابت أزقة وأحياء المدينة. ورفع المحتجون شعارات تندد ب«الوضعية المزرية”، التي يعانون منها، وخاصة التلوث البيئي والبطالة والفقر والتهميش وهددوا بمسيرة إقليمية نحو العاصمة الرباط. من جهته قال عبد الصمد حباشي، عضو لجنة شباب الحراك في تصريح إعلامي أمس، إن الأجوبة والحلول التي قدمها عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستديمة بعد زيارته للمدينة ليست في مستوى التطلعات، لأن ما قدمه كان عبارة عن وعود فقط وليس حلول آنية وعملية. وأضاف حباشي أن الطرح الذي قدمه الرباح بخصوص تقنين نشاط “الساندريات” طرح قديم وسيواجه في تنفيذه عراقيل عدة، لأن أصحاب الساندريات والعمال لن يقبلوا عملية التقنين، والمطلوب حسب حباشي هو خلق بديل اقتصادي آخر غير الفحم. وأكد حباشي أن مدينة جرادة شهدت ليلة السبت إنزالا إقليميا، حيث شارك في الاحتجاجات 15 ألف نسمة من مدينة جرادة ونواحيها. وأشار الناشط إلى أن لجان الأحياء ستعقد اجتماعا لتقرر في الأشكال الاحتجاجية التي ستخوضها وهل ستستمر في الاحتجاج أم لا. وأكدت ساكنة المدينة في المقابل، أن لديها برنامج نضالي والتظاهر من أجل نيل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وذكر عدد من النشطاء، ان الحراك الشعبي لازال محافظا على زخمه، وأنهم قرروا الذهاب في مسيرة ضخمة سيرا على الأقدام إلى العاصمة الرباط للاحتجاج وايصال أصواتهم إلى الجهات العليا للبلاد، في حال رفضت الحكومة إطلاق جولة جديدة من الحوار الحقيقي. وتشهد مدينة جرادة احتجاجات عارمة منذ 3 أسابيع، بعد وفاة شاب في منجم لاستخراج الفحم، ويطالب سكان المدينة بايجاد بدائل اقتصادية فعالة لاحتواء نسبة البطالة المتفشية جدا وسط فئة الشباب وتقديم حلول تنموية حقيقة بدل الوعود الكاذبة. ظروف مأساوية رسمت لجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف صورة قاتمة عن ظروف وجود أبنائها بسجون المملكة، إذ حذرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج من ما اعتبرته ظروفاً “مأساوية وكارثية” جراء الاستمرار في تجاهل مطالبهم المتعلقة بالتغذية والتطبيب واللغة الأمازيغية والاتصال بعائلاتهم. وقدمت لجنة “لجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف المتواجدين بالسجن المدني بالحسيمة والمرحلين عنه” جرداً لوضعية جميع المعتقلين، حيث دقت ناقوس الخطر بخصوص وضعية المعتقل رضوان أفاسي الموجود بسجن “راس الماء” بفاس، بعد دخوله في إضراب عن الطعام منذ يوم 25 ديسمبر الماضي، احتجاجاً على عدم الوفاء بالوعود التي أعطيت له. وتطرق التقرير إلى وضعية المعتقل جمال أولاد عبد النبي الموجود بسجن بوركايز بفاس، وأوضح أن ترحيله عن سجن الحسيمة “خلق له عزلة قاتلة لجهله التكلم بغير اللغة الأمازيغية ووضعه في جناح لا يوجد فيه أي معتقل يتحدث أمازيغية الريف، وهو الأمر الذي يعمّق من معاناته المأساوية التي تهدد صحته النفسية والعقلية”. المصادر ذاتها شددت على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة لإنقاذ حسن باربار بعدما أصيبت كليته بمرض يهدد حياته، والعمل على إعادة النظر في ملفه وإنصافه خلال جلسة الاستئناف التي ستنعقد يوم الأربعاء المقبل.