ستبقى المباراة التي لعبها المنتخب الوطني ليلة يوم الجمعة، امام نظيره الانجليزي في اطار الجولة الثانية من المونديال، عالقة في اذهان كل متتبعي الكرة العالمية وطبعا كل الجزائريين الذين شاهدوا اللقاء، والذي اعاد للاذهان الصور الجميلة التي يصنعها زملاء بوقرة في كل مرة .. كما تبقى الصور عالقة عن رد الفعل الانجليزي من خلال اللقطات التي كنا نراها من حين لاخر للنجوم كابيلو وبيكام و روني وجيرارد، الذين لم يفهموا شيئا عن القدرات الكبيرة لاشبال سعدان، في الوقت الذي كانت كل التعاليق تؤكد ان الفريق الجزائري سوف ينهزم بنتيجة عريضة امام احد المرشحين بقوة لنيل اللقب العالمي . وحتى بعض المتتبعين في الجزائر عندما تابعوا المقابلات الودية للخضر كانوا متشائمين، فيما يخص هذه المشاركة الثالثة في المونديال. لكن، كما كان يردد سعدان في كل مرة « المهم ان نكون مهيئين للمونديال » .. وفعلا اثبت المدرب المحنك سعدان انه يتقن فن الحسابات في الوقت المناسب ليصبح الفريق الوطني في وضعية مناسبة لحجز مكان في الدور الثاني في حالة تفوقه على الولاياتالمتحدةالامريكية، خاصة وانه بعد اللقاء الذي لعبه امام انجلترا، يوجد الفريق في احسن الاحوال من الناحية المعنوية، وكل الاضواء سلطت عليه منذ يوم الجمعة. روني وجيرارد خارج الاطار يضرب المثل دائما في السنوات الاخيرة عن الرسوم التكتيكية بالمدرب الايطالي للمنتخب الانجليزي كابيلو، بالنظر لتجربته الطويلة و فوزه بالالقاب مع اعرق الاندية الاوربية .. لكن يوم الجمعة بالملعب العملاق ''غرين بوينت'' اختلفت المعطيات ولقن سعدان زميله في المهنة درسا في التكتيك.. وتفوق المدرب الوطني في كبح كل المحاولات الانجليزية باحكام و ذكاء، باستعمال اللاعبين الاكثر استعدادا لتطبيق الخطة للحد من خطورة المنتخب الجزائري . وفي كل مباراة يمكننا الحديث عن اللاعبين الذين تالقوا في مهامهم، حيث ان العديد منهم كانوا ضمن المنتخب الجزائري .. وفي هذا الاطار يمكن البدء بالاكتشاف الكبير في هذا المونديال بالنسبة للخضر، ألا وهو الحارس مبولحي الذي كانت الظروف في صالحه و انتهز الفرصة ليبين للعالم انه حارس من الطراز العالي، واقلق لاعبي الفريق الانجليزي بتدخلاته وتركيزه الكبير طيلة المباراة، حيث حجز مكانه كاساسي بعد هذه المباراة .. فلا قذفات جيرارد ولا ركنيات اشلي كول نالت من عزيمته ليعطي الثقة لزملائه الذين لعبوا دون ضغط في اغلب فترات المباراة .. وياتي مباشرة بعد الحارس مبولحي، كل من المدافعين حليش وبوقرة اللذان وضعا كل مهاجمي تشكيلة كابيلو في ''الجيب''، بفضل التمركز الذكي لهما والفنيات الكبيرة التي استخدمها لاخراج الكرة من منطقة الخطر ..حتى ان روني وكاراغير وكراوش فشلوا في اختراق الدفاع واعتمدوا على القذف من بعيد ولم يجدوا ضالتهم ... يبدة ولحسن .. مفخرة وسط الميدان يكون دائما المنطقة التي يعتمد عليها تركيز المدربين للنجاح في المباراة، وسعدان الذي له الحظ في امتلاك الثنائي لحسن ويبدة عرف الطريقة التي يوظف بها امكانياتهما .. فكانا الحاجز الاول الذي منع كل التحركات نحو المرمى، خاصة ان الفريق الانجليزي يلعب في العمق واغلب هجماته تاتي من الوسط بقيادة جيرارد و روني، لكنهما اصطدما بحصن منيع. كما ان يبدة ولحسن دعما المحاولا ت الهجومية نحو مطمور، الذي بالرغم من انه كان معزولا الا انه استطاع ان يبقي مدافعين امامه وهما جون تيري وكاراغير المعروفين بنزعتهما الهجومية، وهو الش الذي كان يبحث عنه سعدان في الاستراتيجية التي اعتمدها. ويمكن القول ان اللمسة الاخيرة كانت ناقصة في الهجوم بسبب اللياقة غير المقنعة لصانع الالعاب زياني الذي لم يكن في النسق بالنسبة لمباراة من هذا الحجم اين كان بالامكان فعل اشياء كثيرة في الهجوم بتوظيف الامكانيات الكبيرة لبودبوز، الذي عبث فعلا باحد افضل المدافعين في العلم وهو جون تيري.