أجمع المشاركون في الملتقى الوطني الأول الذي نظم أمس الأربعاء بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة من طرف مخبر اللسانيات النصية وتحليل الخطاب حول العلامات غير اللغوية في النص الأدبي على أهمية الفضاء الرقمي وما يوفره من حضور متميز للعلامات غير اللغوية في عدد من الأجناس الأدبية المعاصرة، معتبرين أن التطور التكنولوجي قد وفر للأدباء إمكانات هائلة لتوظيف العلامات غير اللغوية بدوالها المختلفة كالألوان والأصوات والأشكال وغيرها وهذا ضمن نتاجهم الأدبي الورقي أو الرقمي التفاعلي. من هنا انطلقت إشكالية الملتقى والذي عرفت فعالياته بالمدرج ب 500 استقطاب حضور عدد كبير من الأكاديميين والطلبة الباحثين المهتمين بالموضوع، حيث عبر عن انطلاقة قوية للبحث في العلامات غير اللغوية في الأدب والتفصيل فيها من حيث طبيعتها ومفهومها بشكل عام وكيف تتحول داخل النص الأدبي وكذا الكشف عن ماهية حضورها ووظيفتها بنائيا وجماليا ثم أثرها في عملية التلقي. وقد تمحور هذا اللقاء الذي عرف تقديم عدد من المداخلات والمحاضرات لأساتذة وباحثين مختصين في الموضوع في خطوطه العريضة حول ماهية العلامات غير اللغوية في الأدب وحدود العلامة غير اللغوية في النص الأدبي ووظيفة العلامات غير اللغوية البنائية والجمالية في الأدب من خلال الشعر أو السرد أو المسرح، هذا بالإضافة إلى البحث على أثر العلامات غير اللغوية في متلقي النص الأدبي، كما هدف إلى بلورة فكرة العلامات السيمائية غير اللغوية عبر ربطها بالأدب والذي تأخذ فيه هذه العلامات أبعادا أكثر حساسية وذلك نظرا لوجودها في نص ذي بنية تتجاوز أصله لتكشف عن بنياته العميقة وتدارسها من خلال مختلف الأجناس الأدبية باعتبارها وسيلة لتوجيه الدلالة وتفعيل البعد الرمزي بالإضافة إلى دعم البناء الفني والجمالي للنص بشكل عام، سواء بشكل النص الخارجي؛ كما في الشعر أو اللون والحركة والصوت في المسرح أو الإشارات والفضاءات النصية في الرواية. واختتم الملتقى بتوصيات عديدة أهمها توسيع مجاله ليكون مغاربيا من أجل الاستفادة من كل الخبرات وحتى يتاح للباحثين من مختلف الأقطار عبره التعرف على جديد طرائق القراءة والتحليل المتعلقة بالعلامات غير اللغوية وارتباطها بالنص الأدبي، تخصيص طبعات الملتقى في مجالات وأجناس أدبية محددة تكون خاصة في كل طبعة كدراستها في الشعر أو المسرح أو الرواية إلى غير ذلك وذلك للوصول إلى نتائج أكثر دقة وتوجيه كما يسمح التخصيص بتوجيه جهود الباحثين والتشارك في ذات الإشكالات، أيضا منح فرصة لطلبة الدكتوراه من أجل المشاركة وتقديم أوراق بحثية مختلفة في محاور الملتقى وتشجيعهم وتوجيههم من طرف المشرفين واللجنة العلمية للملتقى، التركيز أكثر على الجوانب التطبيقية خصوصا على المدونات العربية، إشراك مخابر بحث أخرى لتوسيع مجال الملتقى، إشراك تخصصات غير أدبية في الملتقى كالفنون وعلم الاجتماع والإعلام والاتصال ومختلف المجالات التي تدرس العلامات غير اللغوية وذلك لتوسيع الرؤية والاستفادة من كل ما وصلت له التخصصات الأخرى في مجال العلامات غير اللغوية حيث يستثمر النص الأدبي العلامة غير اللغوية باعتبارها نتاج توافق اجتماعي وتحمل في طياتها بعدا ومرجعية ثقافية خاصة كما تعد إعلاميا خطابا موجها لهذا فتوظيفها في الأدب ليس بريئا وهنا تكون الحاجة إلى التخصصات الأخرى لتقديم وجهات قراءة مختلفة لهذه العلامات هذا فضلا عن نشر أعمال الملتقى التي كانت جميعها في صميم الموضوع وقدمت رؤية وآفاقا بحثية موسعة يمكن استغلالها للطرح في مساحات موسعة ومخصصة.