توجت أشغال الملتقى الوطني الثاني الخاص ب"الجهود اللغوية في الجزائر قديما وحديثا" التي احتضنها مدرج الدكتور "مصايف محمد" بالملحقة الجامعية بمغنية التابعة لجامعة "أبو بكر بلقايد" بولاية تلمسان على مدار يومين كاملين بجملة من التوصيات، أهمها الالتزام بإقامة مثل هذه الملتقيات بشكل دوري وكذا طبع أعمال الملتقى تعميما للتعريف بالأعمال العلمية الجزائرية وتثمينها معرفيا مع اقتراح تخصصات مرتبطة بالنقد والترجمة والتراث الفكري اللغوي الجزائري عند القدامى والمحدثين خلال الطبعات القادمة من هذا الملتقى. كما دعا المشاركون إلى الارتقاء بهذا الملتقى إلى ملتقى دولي واحتضان الملحقة لملتقيات دولية تكرس فكرة العناية بالتراث الأدبي الجزائري، والكشف والاهتمام بالجهود الأدبية واللغوية والنقدية مع تكريم شخصيات ووجوه فكرية وأدبية جزائرية على هامش هذه الملتقيات أو استضافتهم كضيوف شرف مع تمديد فترة تنظيم هذه الفعاليات. وتضمنت التوصيات أيضا ضرورة فتح مسارات بحثية تُعنى بجهود علماء الجزائر في اللغة والأدب في مرحلتي الماستر والدكتوراه مع التركيز على علم من الأعلام مثل جهود ابن شنب، أو العلامة الأخضري، أو الطاهر الجزائري أو غيرهم من الأعلام من مختلف مناطق الوطن مع صياغة بيبلوغرافيا خاصة بهم إلى جانب توجيه دراسات ما بعد التدرج ومشاريع نظام الماستر للبحث في المنتوج اللغوي الجزائري. كما خلصت التوصيات إلى أن هذا الملتقى حقق نجاحا بفضل تلاقح الأفكار والرؤى، كما نبهت التوصيات إلى عدم إهمال المؤلفات التي كتبت بالفرنسية إبان الفترة الاستعمارية، إذ أنها تتصل بمباحث لغوية اتصالا وثيقا لا غنى عنها لبعث التراث اللغوي. للإشارة، اقترحت اللجنة المنظمة للملتقى بإشراف الدكتور محيي الدين محمد أحد أعمدة اللغة العربية وآدابها على الباحثين مناقشة العديد من النقاط نذكر منها: وصف المكتبة اللغوية الجزائرية، وتعريف علماء اللغة الجزائريين، وإلقاء الضوء على جهودهم، ناهيك عن تبيان أهم العلوم اللغوية التي حظيت باهتمامهم، مع إبراز القضايا اللغوية التي عالجوها، ومحاولة الموازنة بين آرائهم وآراء غيرهم في القضايا اللغوية الكبرى. للإشارة، شارك في الملتقى أساتذة وباحثون وخبراء في علم النحو، علم الصرف، علوم البلاغة، وعلما العروض والقوافي، وفقه اللغة، واللسانيات... وغيرها من الموضوعات المتعلقة بمحاور هذا الملتقى من عدة جامعات من الوطن من بينهم الأستاذ الدكتور نور الدين دريم من جامعة الشلف في مداخلة بعنوانها "قراءة في الجهود النحوية للعلماء الجزائريين"، الدكتور منصوري محمد من جامعة سيدي بلعباس في مداخلة تحت عنوان "عبد الرحمن الأخضري وجهوده الدلالية، نظم السلم المرونق نموذجا"، الدكتورة هالة سليمة من جامعة الوادي بمداخلة عن "العلامة محمد بن أبي شنب وجهوده اللغوية"، الدكتورة وافية عبابسة من جامعة قسنطينة في مداخلة حول "اللغوي عبد الكريم الفكون القسنطيني"، الدكتور المختار البوعناني من جامعة وهران في مداخلة تحت عنوان "جهود الشيخ أبي بكر بن العربي الماضوي الوهراني"، أما الدكتور أحمد بناني من جامعة تمنراست، فكانت له مداخلة تحت عنوان "المدرسة الجزائرية العتيقة بالجنوب الجزائري، أعلام وجهود لغوية"... وغيرها من المداخلات بحضور الطلبة، واختتم الملتقى بتوزيع شهادات على المشاركين مع تكريم أحد أعمدة اللغة العربية وآدابها الأستاذ والدكتور محمد محي الدّين، وهو من الذين قدموا الكثير لجامعة تلمسان والملحقة الجامعية بمغنية والذي تخرج على يده الكثير من الدكاترة والباحثين في اللغة العربية وآدابها. للتذكير، فقد دامت أشغال الملتقى يومين كاملين وكانت من توقيع قسم اللغة العربية وآدابها وتزامنت مع الاحتفالية المخلدة للذكرى الأربعين لتأسيس جامعة تلمسان وتدخل أيضا في إطار أيضا التظاهرات العلمية والأدبية التي تقيمها الملحقة الجامعية بمغنية من حين لآخر.