استعرض رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر محمد بوطالب، أمس، احد المحطات التاريخية في تاريخ الجزائر وهي معركة سيدي إبراهيم بالغزوات، التي شارك فيها الأمير عبد القادر وخلص الشعب الجزائري من السفاح الفرنسي ڤ لوسيان دومنتنياكڤ الذي كان يدعو إلى قتل كل جزائري يفوق سنه ال15 سنة من الذكور وسبي الفتيات واستعمالهن لأغراض قذرة. حيث دامت المعركة ثلاثة أيام ابتداءً من ال23 إلى ال27 سبتمبر 1845 وفي النهاية كان الانتصار للأمير على الجيش الفرنسي، وبالتالي أعطت نفسا جديدا لمقاومة الشعب الجزائري. وأضاف بوطالب لدى تدخله بالندوة الصحفية التي عقدها نادي الصحافة بالمجاهد أن مؤسسته تعتزم بهذا الخصوص تنظيم رحلة استكشافية إلى المكان الذي حدثت فيه المعركة، وكذا تنظيم سلسلة من المحاضرات بمرسى الغزوات، لأنه آخر مكان قضى فيه الأمير ليلته قبل مغادرة الجزائر إلى المشرق، مشيرا إلى انه اتصل بوزير التربية الوطنية لإدراج كتب الأمير في المقرر الدراسي للأطوار التعليمية بغرض التعريف به أكثر وسط التلاميذ، إلا أن الاقتراح لم يجسد. وفي كل مرة أفاد المتحدث ''ننبه السلطات بأهمية كتابة تاريخ الأمير وتوزيع كتبه بحكم أن المؤسسة لا تملك الإمكانيات لتوزيعها''. من جهته، اعتبر رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الأمير عبد القادر زعيم خنشلاوي، معركة سيدي إبراهيم من أهم المحطات التاريخية في تاريخ بلادنا بما في ذلك فرنسا التي أصبحت تحتفل بهذا الحدث لتغطية هزيمتها، داعيا إلى وجوب زيارة كل الأماكن التاريخية واستحضار التواريخ وتخليدها للاستلهام منها كونها صنعت مجد الجزائر ومكنت الشعب الجزائري من التخلص من براثين الاستعمار البغيض. وأوضح في هذا الشأن رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الأمير عبد القادر، أن هذه الوقفات التاريخية مهمة جدا ويجب تلقينها لشباب الغد، عبر زيارة الأماكن التاريخية وتدوين المعلومات لاسيما الشهادات الشفوية التي إذا فقدت فإننا سنفقد الكثير من كنوز تاريخنا المجيد وبهذه الطريقة سنحمي تاريخنا من التزييف، مشيرا إلى أن نقل التاريخ إلى الأجيال الصاعدة لا ينبغي أن يكون في شكل قصة بل في شكل زيارات استكشافية ميدانية وأشرطة فيديو عن الأحداث لتحسيس الشباب بأهمية تلك المعارك ونقل الصورة واقعيا. ولم يفوت خنشلاوي الفرصة لتعداد مناقب الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وشخصيته الفذة بالنظر إلى الإصلاحات الديمقراطية التي قام بها داخل الوطن ومواقفه الإنسانية مع المسيحيين، حيث انه أول من استعمل كلمة حقوق الإنسان، وقد ذاع صيته بالخارج واعدت آلاف الأطروحات العلمية بشأنه، كما سميت الشوارع الفرنسية والتركية والبولونية باسمه تخليدا له.