بمبادرة من مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري ينظم يومي ال30و 31 من شهر سبتمبر الحالي ملتقى الحياة الروحية للأمير بمنطقة الغزوات بولاية تلمسان بمساعدة مديرية الثقافة لتلمسان واللجنة الولائية المكلفة بتنظيم التظاهرات والنشاطات الثقافية والفنية و يعكف خلال هذا الملتقى الذي يحضره باحثون ومؤرخون على إبراز الجانب الروحي الذي ميز حياة ومسيرة الرجل الأول في المقاومة الشعبية و بناء الدولة وهو الأمير عبد القادر الجزائري. كما سيشارك باحثون في الحركة الوطنية في إبراز مختلف الجوانب الحياتية للأمير خاصة المتعلقة بتكوينه الروحي وعلاقته بالديانات و المقاومة الشعبية و العلم و كذا علاقاته الخارجية حيث يتم التطرق إلى مواضيع مختلفة منها ''رسالة الأمير للوطن وللعالم'' و ''الحوار بين الديانات'' و''الأمير عبد القادر وسيدي بومدين'' و ''معركة سيدي براهيم'' و ''الأمير عبد القادر رمز الجهاد الصوفي''. وحسب رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الأمير عبد القادر الدكتور زعيم خنشلاوي قام الملتقى سيكون مناسبة هامة لإظهار مختلف جوانب عظمة الرجل الذي يعتبر ظاهرة وطنية و دولية إضافة إلى كونه مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة مما يجعله أكثر جدارة بالدراسة وإقامة لقاء وطني يدوم يومين للوقوف على مناقبه و للتنقيب في خبايا حياته الروحية و تصوفه . وقال بأن الأمير لم يكن مجرد عملاق من عمالقة الجهاد المقدس والمقاومة الوطنية، ولكنه كان أيضا قائدا متبصرا طبع بحكمته القرن التاسع عشر في الشرق الأدنى والأوسط فضلا عن منطقة القوقاز والقارة الأوروبية وحتى أمريكا اللاتينية، فقد أذهل البابا بدفاعه عن المسيحيين في دمشق من منطلق تسامحه الإسلامي وشموخ عقيدته''. وذكر الدكتور خنشلاوي الباحث في أنثروبولوجيا الأديان والمختص في التصوف بأن ''الأمير عبد القادر قد قام بتحمل أمانة دينية ودنيوية لوطنه وللعالم''، مضيفا أنه ''معروف بكونه أمير الرحمة والشفقة ورسول السلام ومؤسس حوار الحضارات وأول داعٍ لاحترام حقوق الإنسان''. وعن الملتقى، أشار المتحدث إلى أنه سوف يمتد عبر زيارة تكريمية للأماكن التاريخية المرتبطة بالمسار ''الخارق'' للأمير، مذكرا أن ''في سبتمبر من سنة 1845 بسيدي إبراهيم بالقرب من الغزوات تم القضاء على أحد السفاحين ومجرمي الحرب المشؤومين سيء الذكر المقدم مونتانياك المسؤول عن عدة مجازر بحق الجزائريين والتي كان يتباهى بها من دون أدنى مروءة أو خجل''. وأضاف أن معركة سيدي إبراهيم قد دامت ثلاثة أيام وثلاث ليالي لم ينج منها سوى 11 مقاتلا من جيش العدو، منوها بمشاركة نساء المنطقة في هذه المعركة البطولية التي - كما قال - ''بقيت راسخة في الذاكرة الجماعية وتمكنت من القضاء على العديد من المعتدين الفرنسيين مستعملة أدواتهن الزراعية المتمثلة في المناجل''. واعتبر أن مؤسسة الأمير عبد القادر تطمح من خلال هذا الملتقى إلى ''نقل هذا المشهد الفائق الشهامة للأجيال الشابة من أجل ألا تسقط في غيبوبة تاريخية دائمة لا شفاء لها''. وياتي هذا الملتقى الهام في الوقت الذي تعيش ففيه ولاية تلمسان التحضيرات النهائية لاستقبال زوار عاصمة الثقافة الإسلامية.