أكد المخرج السينمائي القدير أحمد راشدي أن الأفلام التي أنتجت عن الثورة التحريرية وعن الشخصيات التاريخية الجزائرية منذ الاستقلال قليلة بالمقارنة مع حجم الأحداث والأبطال. وأشار مخرج “الأفيون والعصا” و«فجر المعذبين” خلال استضافته في ركن “ضيف الشعب” في نقاش مع صحفيي الجريدة بمناسبة ذكرى يوم الشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة، أن محطات تاريخية مهمة بحاجة لأفلام تخلّدها مثل “المنظمة الخاصة” و«مجموعة 22” و«الحكومة المؤقتة”. وقال صحاب جائزة مهرجان كارلو فيفاري، إن الأفلام السينمائية التي أنتجت منذ الاستقلال هي أفلام نقلت تضحيات الشعب الجزائري الذي ضحى بالنفس والنفيس في سبيل استرجاع السيادة الوطنية بداية من الشعب هو البطل وصولا إلى الأفلام الجديدة التي ركزت على الحدث، مؤكدا أن الجزائر ليست الاولى التي قامت بهذا الامر، فلكل دولة رموزها وجسدت بطولاتها في أكثر من فيلم سينمائي بدليل ان فرنسا جسدت شخصية نابليون لوحده في 93 فيلما في حين أن الجزائر انتجت حتى اليوم سوى 20 فيلما فقط. وأوضح راشدي أن شهداء الثورة التحريرية يستحقون أن تجسد حياتهم سينمائيا في أكثر من فيلم سينمائي وهو ما أمر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حين أكد على ضرورة انتاج أفلام بخصوص الرجال 6 الذين خططوا لتفجير الثورة التحريرية. لكن للأسف، الكتابة عنهم غير كافية، بدليل ما حدث قبل إنتاج فيلم عن الشهيد بن بولعيد، أين اعتمدنا على دراسات. وبالنسبة للشهيدين كريم بلقاسم والعقيد لطفي وجدت كتبا ترجع إلى سبعينيات القرن الماضي. في رده على سؤال يتعلق برفضه، في كل مرة، لأي تجربة تتعلق بإخراج أفلام الإنتاج المشترك مع فرنسا أو مع بلاد أجنبي آخر، مثلما فعل زميله بوشارب، برغم أنه كان طرفا في إنتاج فيلم “العصفور” ليوسف شاهين وأيضا أفلام أخرى، راشدي أجاب: تلقيت عروضا لإخراج عشرات الأفلام من هذا النوع، لكنني رفضت ولازلت ملتزما برأي. مستحيل أن أتعامل مع أفلام عن تاريخنا تموّلها جهة فرنسية أو أي جهة أجنبية، لأن الأكيد أنها مستفيدة من التمويل وإلا ما فائدتها من دعم فيلم عن تاريخ الجزائر وعن الثورة التحريرية وأنا شخصيا اعتبر هذا الأمر إهانة للمجاهدين وشهدائنا الأبرار. وأضافا، “من حقّ فرنسا أو أية جهة أجنبية أن تقدّم سينمائيا وجهة نظرها وأن تقدّم أفلاما بروايات أخرى، لكن شخصيا كمخرج جزائري لا تستهويني هذه الأعمال”. عن أعماله الفنية المستقبلية كشف المنتج والسيناريست، عن اقتراب موعد العرض الأول لفيلم “أسوار القلعة السبعة” والمقرر في الأسابيع القليلة القادمة، بعد تقديم النسخة للمنتج “وزارة الثقافة”، إلى جانب فيلم “نقطة النهاية” والذي يروي من خلاله تاريخ المقاومة الوطنية منذ 1830 إلى غاية 1 نوفمبر والذي لم يحدد بعد موعد عرضه.