استغرب المخرج أحمد راشدي أمس بمنتدى الإذاعة الثقافية رفض لجنة القراءة لوزارة الثقافة مشروع فيلم حول المناضل "كريم بلقاسم" وأوضح أن "السيناريو جاهز منذ 7 أشهر من إنجاز الثنائي الكومندو عز الدين وخالفة أمازيغ وقد تم عرضه على مؤسسة التلفزيون وتم قبوله قبل إقالة المدير العام حمراوي حبيب شوقي وأجهل مصيره حاليا"، وتساءل صاحب "الأفيون والعصا" عن سر رفض وزارة الثقافة لسيناريو الفيلم الذي بررته بأنه "لا يتلاءم والنمط الجزائري المعمول به" وأضاف "لقد طلبنا توضيحات من وزارة الثقافة ماذا تعني بالنمط ؟؟" وقال أحمد راشدي متسائلا " هل رفض الفيلم بسبب السيناريو أو بسبب الموضوع أو الشخصية أو كتاب السيناريو؟" وأشار مخرج الفيلم التاريخي الضخم "مصطفى بن بولعيد" أنه اختار إخراج فيلم حول "كريم بلقاسم" لأنه من رموز الثورة الجزائرية وأحد قادة مجموعة ال 6 الشهيرة التي خططت لتفجير ثورة 1 نوفمبر 1954 كما أنه مناضل راسخ انخرط في العمل السياسي مبكرا عام 1947 بالمنظمة الخاصة وحزب الشعب الجزائري وكان محبا للمناضل الكبير ميصالي الحاج• وكشف أحمد راشدي أن سيناريو الفيلم يتوقف عند اليوم الأخير من مفاوضات إيفيان وإعلان وقف إطلاق النار ولا يتناول حياة المناضل كريم بلقاسم بعد فترة 1962 لأن ذلك يستدعي انتاج فيلم آخر بسبب التفاصيل الكثيرة، مؤكدا في سياق كلمته، أنه ثمة حدود بين العمل السينمائي والتاريخ، لكن التحايل وارد لملء الفراغات ولا يعني ذلك بالضرورة أن يتخلى المبدع، سواء كان مخرجا أم كاتبا عن وجهة نظره، ويعتقد أنه ليس من وظيفة السينما كتابة التاريخ، بل هو العمل على الخيال إعتمادا على مادة موثقة، مشيرا الى إمكانية اختلاف وجهة نظر المخرج المختلفة عن المؤرخ الرسمي الملتزم، لأن هناك "من المؤرخين من يمحون أكثر مما يكتبون"• ودعا المخرج أحمد راشدي الى ضرورة تجاوز الإشكال حتى يحقق السينمائي حريته وإبداعيته شريطة عدم الإنحراف عن الواقع• كما كشف أحمد راشدي أنه وفي إطار برنامج المهرجان الثقافي الافريقي الثاني الذي سينعقد في الجزائر من 5 جويلية إلى 20 جويلية قدم لوزارة الثقافة والتلفزيون الجزائري مشروع إنجاز 64 فيلما وثائقيا (26 دقيقة) يتناول أهم الكتاب الأفارقة وأهم التجارب الأدبية التي تعكس بصدق الروح الإبداعية الإفريقية ولكن مع الأسف، كما يضيف المخرج أحمد راشدي "لم أتلق أي رد ولا أي جهة نوجه إليها أعمالنا"، وكذب المخرج أحمد راشدي ما روجته إحدى العناوين الإعلامية حول انتقاد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لنهاية فيلم الشهيد مصطفى بن بولعيد مؤكدا "لقد تحدثنا ل 10 دقائق مع رئيس الجمهورية على هامش عرض الفيلم، وقد أثنى على الفيلم لأنه يخدم تاريخ الجزائر ورموزها، حيث أن 50% من الفيلم يستعرض مرحلة ما قبل الثورة التحريرية كما جسدت لأول مرة في تاريخ السينما الجزائرية ظهورها من خلال نخبة من الشخصيات الوطنية الثورية على غرار ميصالي الحاج، ديدوش مراد، ••• وغيرهم" واستبعد في سياقها تغيير نهاية فيلم الشهيد "بن بولعيد" داعيا أن يترك الرأي للجمهوري الذي سيشاهده وأيضا خلال ال 22 مهرجان المقترح عرضه خلالها• وأكد المخرج أحمد راشدي أن المخبر الموجود ب ENPA غير صالح لتحميض الأفلام، إلى جانب إرتفاع تكاليف مواد التحميض وغياب التفتيش والخبراء المحترفين في العمل السنيمائي، وانتقد أحمد راشدي توجه بعض السينمائيين إلى الفيديو والتلفزيون وإهمال مجال الفيلم السينمائي• وبخصوص الأفلام التي ينجزها المخرجون الشباب في إطار الإنتاج المشترك مع فرنسا قال راشدي "من حقهم الاستفادة من التمويل لكن انتقادي الوحيد هو أن أفلامهم ليس موجهة للجمهور الجزائري ولا يعكس واقعهم وأضيف أنه 95% من الأفلام المنجزة في هذا الإطار لم تعرض على التلفزيون أو القاعات السينمائية الفرنسية" كما استغرب تمثيل هذه الأفلام في المهرجانات الدولية وإحرازها للجوائز باسم الجزائر تارة وفرنسا تارة أخرى• وانتقد المخرج أحمد راشدي رداءة بعض الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية موضحا "للأسف أن "عمارة الحاج لخضر" أصبحت سقف نجاح الإنتاج السمعي البصري في الجزائر، رغم أن ما يقدم بصورة ساخرة وتوجيهية عن الأسرة الجزائرية ليس صحيحا ولا يعكس القيم الحقيقية للمجتمع الجزائري، مؤكدا أن مشكل السيناريو في الجزائر هو النقطة السوداء في العمل السينمائي بسبب غياب مختصين يملكون المقاييس لكتابة سيناريو وبتقنياته• وأرجع أحمد راشدي انتشار الرداءة والسطحية في الأفلام والأعمال التلفزيونية الجزائرية إلى الفراغ الذي خلفه غياب المثقفين الجزائريين الذين غادروا الوطن، حيث تم تعويضهم ب "الرداءة" كما يعتقد أن الأدباء الجزائريين ابتعدوا عن إثارة المواضيع الأساسية والراهنة وهدفهم مغازلة جائزة "الغونكور"• وعن اللعنة التي تطارد إنجاز فيلم "الأمير عبد القادر" تحدث أحمد راشدي عن مختلف المحاولات السابقة منها للمخرج محمد لخضر حامينا والمخرج العالمي مصطفى العقاد الذي رفض إخراج العمل بعد اتصال جهات عليا من السلطة في الجزائر، والذي أكد له في البحرين "لقد أجبت بالرفض وقلت لهم كيف تسندون لي مهام إخراج فيلم حول "الأمير عبد القادر" وفي الجزائر عدة مخرجين، كبار من طراز محمد لخضر حامينا وأحمد راشدي••• لماذا تحتقر الجزائر مخرجيها" وأضاف راشدي أنه يتردد أن رئيس الجمهورية خصص 500 مليار سنتيم لإنجاز الفيلم، لكن المشكلة تكمن في غياب الإمكانيات وسيناريو محبوك، أما الإخراج فبإمكان أي مخرج جزائري تحقيقه موضحا أنه لا يمكن تلخيص مسار الأمير في فيلم واحد لأنه متعدد الزوايا وكشف المخرج راشدي عن مشروع فيلم جديد بعنوان "ثورة للبيع" الذي تم قبوله منذ 3 سنوات من طرف التلفزيون الفرنسي، لكنه يفضل كأولوية إخراج فيلم "كريم بلقاسم"•