تعمل إدارة الموارد البشرية في المنظمات الحديثة من خلال سياساتها المختلفة وقراراتها على تحقيق أداء فعّال وإنتاجية مرتفعة للقوى العاملة، ولكن لا يمكن التأكد من صحة وسلامة تطبيق الموارد البشرية في المنظمة لهذه السياسات والبرامج بدون تتبع أدائهم والقيام بتقييم هذا الأداء بشكل دائم ومستمر بمستوى الأداء المطلوب. إن عملية إدارة الأداء هي عملية إستراتيجية متكاملة، أما كونها إستراتيجية فلأنها تعني بالاعتبارات الأشمل والأطول أجلاً في أداء المنظمة (كمحصلة لأداء وحداتها) متفاعلة مع بيئتها المحيطة (العملاء والمنافسون والموردون والمنظمات الحكومية ...الخ) لبلوغ أهدافها، وأما كونها متكاملة فلأنها تهيئ تكاملاً رأسياً بربط أهداف كل من المنظمة والفريق والفرد، بالقدرات الجوهرية اللازمة للأداء، فضلاً عن التكامل الأفقي بين وظائف الإدارات التي يضمها الهيكل التنظيمي وفرق العمل المتنوعة، ناهيك عن وسط أداء الوحدات التي تضمها إدارة الموارد البشرية من اختيار وتدريب وتقييم أداء وحفز وتخطيط للمسار الوظيفي نقلاً وترقية. وعملية الأداء هي سجل بالنتائج المحققة يجسد سلوكاً عملياً يؤدي لدرجة من بلوغ الفرد أو الفريق للأهداف المخططة – أي درجة الإنجاز- بكفاءة وفاعلية، وتكمن أهمية تخطيط الأداء وقياسه في أن العملاء- في النهاية- هم القضاة الأساسيون والنهائيون الذين يقيمون هذا الأداء ويقررون ما إن كانوا سيتعاملون مع المنظمة أم يتصرفون عنها، وهل تبقى للمنظمة جاذبية وقدرة تنافسية أم لا . كما تحتاج كل منظمة أن تجري تقييماً دورياً لأداء العاملين للاستفادة منهم بشكل سليم وهذا يتطلب من الموظف وإدارة الموارد البشرية والإدارة التي ينتمي إليها الموظف إلى معلومات مرتدة عن جهود كلاً منهم في تحقيق أهداف المنظمة، كما أن عملية التقييم هي الجانب الأساسي في تحليل وتقييم أداء العاملين لعملهم وقياس مدى صلاحياتهم وكفاءتهم، ويراعى تقييم الأداء شقين أساسيين هما كفاءة أداء الفرد في أداء عمله وصفاته الشخصية. ولعل مضمون عملية تقييم الأداء تهدف إلى الحصول على حقائق وبيانات محددة عن أداء العاملين لعملهم بحيث أنها تساعد على تحليل وفهم وتقدير مستوى الأداء المنفذ وإعطائه قيمة معينة ومقارنته مع ما هو مطلوب تنفيذه وكذلك فهم سلوك الفرد من خلال قيامه بعمله، فعملية تقييم أداء العاملين تعد أحد أهم الوظائف التي تمارسها إدارة الموارد البشرية، ويعتبر تقييم الأداء أو تقييم الكفاءات أو تقييم أداء العاملين، كلها جمعاء مسميات مترادفة غايتها تحليل أداء الفرد بكل ما يتعلق به من صفات نفسية أو بدنية أو مهارات فنية أو سلوكية أو فكرية، وذلك بهدف تحديد نقاط القوة والضعف، فالعمل على تعزيز الأولى ومعالجة الثانية كضمانة أساسية لتحقيق فاعلية المنظمات. @ باحث دكتوراه وخبير متخصص في مجال البحث العلمي والدراسات العليا