يزداد اهتمام السلطات العمومية بالسياحة التي يعول عليها لدر مداخيل بالعملة الصعبة خارج اطار المحروقات ، حيث خصصت لاعادة الاعتبار للهياكل القاعدية في المناطق الجنوبية مبلغ مالي قدر ب 2 مليار دج لتاهيل 9 فنادق ، مع اقتراب انطلاق الموسم السياحي في الجنوب. وقد اتخذت عدة اجراءات للنهوض بالسياحة ، منها التنظيم الجديد الذي ستخضع له وكالات السياحة المعتمدة ، خلال الاشهر القليلة المقبلة ، وفق ما ينص عليه المرسوم التنفيذي الصادر مؤخرا لترقية نشاط العشرات من الوكلات لتحسين خدماتها ، حتى لا تتكرر التلاعبات التي كان ضحيتها المعتمرين ، خاصة مع اقتراب موسم الحج الذي يشهد ارتفاع عدد الراغبين في اداء هذا الركن الخامس من الاسلام. تعرض العديد من وكلات السفر خلال السنوات الماضية الى انتقادات لاذعة لضعف أدائها خاصة في مجال الترويج بمقصد الجزائر السياحي ، ما جعل المسؤول الاول على السياحة يشدد على اصحاب هذه الوكالات بمضاعفة الجهود لتطوير ادائها ، و اعتماد مقاربة التاهيل و التحديث باستعمال تكنولوجيا الاعلام و الاتصال الجديدة ، لترويج للسياحة خاصة الصحراوية ، بتنظيم حملات اشهارية ومشاركة مستمرة باهم التظاهرات الرسمية العالمية منها المعارض و الصالونات الخاصة بالسياحة ، والاستثمار خاصة في مجال النقل السياحي ، وضمان الاحترافية في التاطير السياحي. وينص المرسوم التنفيذي المعدل و المتمم للمرسوم التنفيذي رقم 2000 - 48 المؤرخ في 1 مارس 2000 ، على ان انشاء وكالات السفر لا يقتصر على ترخيص يقدمه الوزير المكلف بالقطاع ، و لكن يكون هذا الترخيص محل دراسة من طرف لجنة مختصة ، كما ان الرخصة ليست صالحة لمدى الحياة ، كما كان عليه الامر في السابق و يتعين على مالكها تجديدها باستمرار ، وهو ما يسمح بضمان مراقبة دائمة للسلطات العمومية لنشاط كافة الوكالات ، بالاضافة الى انها أي (الرخصة) غير قابلة للتنازل او نقل ملكيتها. وتعد السياحة من القطاعات المعول عليها في خلق مناصب الشغل و جلب العملة الصعبة ، وتحقيق مداخيل هامة خارج المحروقات ، و الجزائر تتوفر على مناطق سياحية ذات تراث ثقافي وتاريخي ، شكلت محل اهتمام السياح الذين توافدوا الى الجزائر ، الذين يشهدون بجمال الطبيعة لكنهم ينتقدون في ذات الوقت ضعف الخدمات في مجال الاستقبال ، وعدم الاهتمام بالمنتوج السياحي الجزائري ، الذي يجعل الجزائر لا تتجاوز حصتها في السياحة العالمية عن 1 بالمائة. وتحظى منطقة الجنوب الكبير باهمية كبيرة ضمن الاستراتيجية الجديدة للسياحة ، التي تهدف الى تطوير السياحة الداخلية لتمكين الجزائريين من زيارة ومعرفة بلادهم ، كما سيتم في هذا الاطار ضبط برنامج لاستقطاب السياح الاجانب للقيام برحلات سياحية للجنوب الكبير، خاصة الى مناطق الساورة ، وقورارة وحلقة الواحات و الطاسيلي والهقار التي تشكل متاحف مفتوحة وقبلة للسياح ، نظرا للخصوصية التي تتميز بها الطبيعة هناك ، بالاضافة الى العادات والتقاليد وفن الطبخ التقليدي ، وتعد كلها اهم ركائز قيام سياحة مستدامة ، وتصبح بالتالي مصدرا هاما للمداخيل و احداث مناصب الشغل لفائدة سكان هذه المناطق. و يؤكد مختصون في المجال ان اقلاع القاطرة السياحية في الجزائر يرتكز على اربعة (4) مفاتيح ، تحسين البنى التحتية ، الترويج و تحسيين الخدمات و رسكلة المرشدين السياحيين ، نظر للدور الكبير الذي يلعبه المرشد السياحي من جانب الترويج للمناطق والاماكن السياحية ، فقد تقرر تاسيس مدرسة تعنى بتكوين مرشدين مختصين في التراث الثقافي ، ستشمل الدفعة الاولى عمال المتاحف ، تزودهم بمرجعية حول المعلومات التاريخية لتقدم بشكل صحيح للسواح داخل المواقع الاثرية التي تزخر بها الجزائر خاصة في الجنوب الكبير كحظيرة الطاسيلي والاهقار.