انطلقت، أمس، برياض الفتح بالجزائر العاصمة، حملة وطنية للتحسيس حول الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم وذلك بالتعاون بين وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وجمعية “الأمل” لمساعدة المصابين بالسرطان. أوضحت رئيسة الجمعية حميدة كتاب أن تنظيم هذه الحملة بمناسبة شهر مارس الأزرق الذي وضعته المنظمة العالمية للصحة للتحسيس حول سرطان القولون والمستقيم تنطلق اليوم بالجزائر العاصمة لتعود إليها يوم 31 من ذات الشهر بعد أن تجوب القافلة التحسيسية ولايات كل من بجاية وباتنة وبسكرة كعملية نموذجية ليتم توسيعها إلى بقية الولايات خلال سنة 2018. وقد شهدت الخيمة العملاقة التي تم تنصيبها بالمناسبة إقبال المواطنين الذين تلقوا شروحات وافية حول سرطان القولون والمستقيم قدمها مختصون في أمراض الجهاز الهضمي والطب النفسي والتغذية وكذلك كيفية الوقاية منه. وأكد رئيس مصلحة طب الأورام بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في علاج السرطان بيار وماري كوري الأستاذ كمال بوزيد من جانبه أن سرطان القولون شهد “ارتفاعا مذهلا خلال السنوات الأخيرة”، حيث أصبح يحتل المرتبة الأولى لدى الرجل والثانية لدى المرأة بعد سرطان الثدي مما جعل الوزارة المعنية تدرج لجنة خاصة بهذا النوع من السرطان ضمن المخطط الوطني لمكافحة السرطان 2015 / 2019. وأوضح الأستاذ بوزيد في هذا الإطار أنه ونظرا لتفاقم الوضع (تسجيل 6500 حالة إصابة جديدة سنويا لسرطان القولون والمستقيم) أطلقت الوزارة عملية الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان ببجاية في جانفي 2017 كولاية نموذجية شملت 5000 شخص للفئة العمرية 50- 75 سنة كانوا في صحة جيدة. وقد تم اكتشاف أورام بالقولون والمستقيم لدى 100 شخص من العينة 7 حالات منها كانت سرطانية في حالة متقدمة تم التكفل بها بالمصالح المختصة. وسيتم توسيع عملية الكشف المبكر - كما أضاف - إلى ولايات كل من عنابة وباتنة والأغواط بعد تهيئة الظروف اللازمة ووضع الوسائل الخاصة بهذه العملية والمتمثلة في تكوين الأطباء العامين الذين سيرافقون هذه العملية في عدة اختصاصات لها علاقة بسرطان القولون والمستقيم مؤكدا تمويل هذه العملية من طرف الصندوق الوطني لمخطط مكافحة السرطان. ومن جهة أخرى، أرجع الأستاذ بوزيد عوامل الإصابة إلى النمط الغذائي العصري المتمثل في استهلاك اللحوم الحمراء واللجوء للأكل السريع (الفاست فود) ونقص تناول الخضروات والفواكه والإصابة بالسمنة بالإضافة إلى الإدمان على التدخين والكحول وقلة النشاط الرياضي والعوامل الوراثية. وعبر رئيس مصلحة الجراحة بالمؤسسة الإستشفائية المتخصصة في علاج السرطان بيار وماري كوري الأستاذ بن كمال بن طباق عن أسفه لتقدم نسبة 70٪ من المرضى إلى المصلحة في حالة متطورة للمرض تستدعي عمليات جراحية استعجالية بالنسبة لسرطان القولون وعن طريق الأشعة بالنسبة لسرطان المستقيم. وأكد في هذا الإطار أن نسبة 20٪ من المصابين بسرطان القولون والمستقيم معرضون إلى استفحال المرض وتوسعه إلى بقية أعضاء الجسم، مشيرا إلى أن الفئة العمرية الأكثر عرضة إلى هذه الإصابة هي شريحة 50-60 سنة مؤكدا أن ظهور أورام حميدة عند سن 50 يمكن أن يتطور بعد 10 سنوات إلى أورام خبيثة (سرطانية) إذا لم يتم التكفل بها مبكرا. وحذر من جانبه رئيس مصلحة أمراض الجهاز الهضمي والأحشاء بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا الأستاذ صعدي بركان من نزيف البواسير الذي “قد يخفي - حسبه - إصابة سرطان القولون والمستقيم، داعيا إلى ضرورة زيارة الطبيب إذا كان الشخص يعاني من فقر الدم ونقص في الوزن وإسهال أو إمساك متواصلين أو نزيف دموي عند دخوله المرحاض. وشرحت الدكتورة وهيبة بوكعباش مختصة نفسانية بمؤسسة الصحة الجوارية بهضبة العناصر من جانبها كيفية معالجة والتكيف مع القلق الذي أصبح - حسبها - “ظاهرة المدن الكبرى ومن بين العوامل التي أثبتتها الأبحاث العلمية المتسببة في عدة أمراض خطيرة من بينها سرطان القولون”. وللتحكم في هذا القلق دعت ذات المتحدثة الشخص الذي يعاني من هذه الظاهرة إلى ضرورة التعرف على أسبابها ليتوجه بعد ذلك إلى الأطباء النفسانيين الذين يوجهونه بدورهم ويفيدونه بطرق التخلص منه والمتمثلة في التواصل الإجتماعي وتفادي العزلة والقيام بحصص إسترخاء.