اعتبر أخصائيو الصحة ببلادنا أن اختفاء بعض العادات الغذائية القديمة كتجفيف اللحم الذي يطلق عليه بالعامية ''الخليع والقديد'' وغيرها من المأكولات المجففة التي لا تراعى فيها شروط الحفظ، مع انتشار أجهزة التبريد، ساهم في تراجع انتشار سرطان المعدة بالجزائر، مقارنة بسنوات سابقة حيث كان يصيب واحدًا من بين اثنين بعد سن الستين في الجزائر. أكّد البروفيسور كمال بوزيد من مركز بيير وماري كوري بأنّ سرطان المعدة شهد انخفاضا في الجزائر، من حيث معدلات الإصابة به، مقارنة مع السنوات الماضية وهذا بسبب تغير النمط المعيشي لدى الجزائريين. وأرجع الأخصائي التراجع إلى تحسن ظروف معيشة مواطنيهم واعتمادهم بشكل مكثف على أجهزة التبريد، إلى جانب تخلي المجتمع المحلي عن بعض العادات القديمة المتمثلة في حفظ الأغذية مثل تجفيف اللحم ''الخليع والقديد''. وأشار إلى أنّ سرطان المعدة يصل إلى ألف حالة سنويا ويحتل المرتبة السابعة أو الثامنة من مجموع أنواع السرطان، بيد أنّ هذا السرطان صار غير منتشر بكثرة، علما أنّه لا يرتبط بعامل السن حتى وإن كانت الفئة العمرية الأكثر عرضة هي 50 سنة فما فوق. ويصف أغلب الأطباء، حسب موقع ''إيلاف''، سرطان المعدة ب''الخطير'' الذي يصيب الجنسين معا، ويقتضي التكفل به فريقا طبيا متعدد الاختصاصات، ما يعني أنّ علاجه ليس سهلا. ويصنّف الأستاذ بوزيد سرطان المعدة ضمن السرطانات النادرة التي يمكن الشفاء منها عن طريق الجراحة بشرط الكشف عنه مبكرا، مشيرا إلى أن الإصابة به تعود إلى عوامل جينية وأخرى بيئية مثل التدخين. ويدعو الأستاذ ''كمال بوزيد'' عموم الأشخاص إلى أهمية التعجيل بزيارة الطبيب بمجرد إحساسهم بآلام بالبطن التي يعتبرها علامة تنذر بالخطر، وكذا عند ظهور نزيف دموي بالفضلات ''يكتسي لونا أسود'' أو عن طريق الفم ''تقيؤ الدم'' وهي علامات يمكن أن تخفي من ورائها خطر الاصابة بسرطان المعدة، وتكون تقنية ''الفيبروسكوبي'' ضرورية للتأكد من الاصابة أو عدمها. وفي سياق عرضه وضعية الإصابة بسرطان المعدة، تفيد الإحصاءات أنّ نسبة 65 بالمائة من المرضى يصلون الى العلاج بعد بلوغ الداء المرحلة الثالثة والرابعة، و30 بالمائة بينهم يشرعون في العلاج بعد دخول سرطان المعدة مرحلته النهائية. ويلاحظ الأستاذ تاج الدين بوسكين، رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الجهاز الهضمي، أنّ سرطان المعدة يأتي في المرتبة الثانية من أنواع السرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي بعد سرطان القولون والمستقيم، لذا ينادي الجرّاح ''مولود عتيق'' بالكشف المبكر وتعميم استعمال المنظار، معتبرا الجراحة ''وسيلة فعّالة'' لعلاج سرطان المعدة بجانب العلاج الكيمائي والعلاج بالأشعة. وإلى جانب الجراحة، يحث الأستاذ تواتي على التكفل بتغذية المصاب والتخفيف من آلامه، بينما يبرز الأستاذ ''موسى عرادة'' عميد كلية الطب بجامعة الجزائر، حساسية الاهتمام بالموارد البشرية وفي مقدمتها تكوين المختصين وتدريبهم على التجهيزات الحديثة، بالتزامن مع تطوير مراكز التكفل بسرطان المعدة عبر مختلف المناطق الجزائرية. سرطان المعدة والأمعاء يصيب النساء والرجال بدرجة متساوية في الجزائر فيما أكد الأستاذ عبد العزيز غرابة رئيس مصلحة بالمؤسسة الاستشفائية ''بيار وماري كوري'' لمكافحة السرطان بالجزائر العاصمة للإذاعة الوطنية، أن شخصا واحدا من بين اثنين معرض للإصابة بسرطان المعدة بعد سن الستين. وصنف الأستاذ غرابة سرطان المعدة في المرتبة الرابعة من مجموع أنواع السرطان المنتشرة بالجزائر وفي المرتبة الثانية من أنواع السرطان التي تصيب الجهاز الهضمي بعد سرطان الأمعاء. وأضاف أن سرطان المعدة يصيب الرجال والنساء بنفس الدرجة، مرجعا هذه الإصابة إلى تغير النمط الغذائي للمجتمع الجزائري، وقال إن الإصابة بسرطان المعدة غالبا ما يتم كشفها وتشخيصها في مرحلة متقدمة من المرض ويتم علاج هذا النوع من السرطان عن طريق الجراحة التي تعطي ثمارها إذا تم الكشف عن المرض مبكرا. أما بالنسبة لسرطان الأمعاء فإنه، حسب ذات المصدر، يأتي في المرتبة الثانية عند الجنسين بعد سرطان الثدي بالنسبة للمرأة وسرطان الرئة عند الرجل، معتبرا إياه من أكثر أنواع السرطان المنتشرة بالجزائر. وأوضح أنه يتم علاج سرطان الأمعاء عن طريق الجراحة التي اعتبرها أساسية أو عن طريق العلاج الكيمائي أو بالأشعة. حاثا على زيارة الطبيب بصفة دورية وإجراء التحاليل اللازمة خاصة ابتداء من سن الأربعين للكشف المبكر والتكفل بالمرض في أوانه. كما دعا الأشخاص الأكثر عرضة لسرطان الجهاز الهضمي مثل الذين لديهم سوابق جينية أو يعانون من قرحة المعدة أو نزيف للقيام بفحوص دقيقة لتفادي تعقيدات المرض. ومن بين أعراض المرض المعاناة من آلام بالبطن وحدوث تغيير في التخلص من الفضلات سواء إسهال أو تعسر أو نزيف.