يؤكد سياسيون ومثقفون في إسرائيل أن الفاشية فيها تتفاقم وتهدد بتفكيكها، ويتَّهمون حكومة بنيامين نتنياهو بتأجيج الظاهرة لدوافع الكراهية والشعبوية. وضمن مؤتمر شعاره طوارئ من أجل حماية الديمقراطية عُقد في الكنيست يوم الثلاثاء، اجتمع 30 نائبا وناشطون ومثقّفون يهود وعرب للتصدي لتعديل قانون المواطنة الذي يرهن التجنس بالولاء لإسرائيل دولة يهودية ديمقراطية، ولمناهضة ما أسموه موجة الفاشية الجديدة. يأتي ذلك ضمن سلسلة فعاليات احتجاجية على تعديل قانون المواطنة قادتها جمعيات حقوقية وأوساط ثقافية وفنية سبق أن نظمت مظاهرة احتجاجية مساء السبت على الخلفية ذاتها. وحذر رئيس الرابطة البرلمانية لمكافحة العنصرية عضو الكنيست شلومو مولا (عن كاديما) مما أسماه طوفان القوانين غير الديمقراطية. وقال مولا، الذي هاجم الحكومة ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان جئنا اليوم لنصرخ: كفى للفاشية الليبرمانية. وقال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة: إن أهالي قرية العراقيب التي هدمت ست مرات أبرز ضحايا سياسة التمييز العنصري. وقال النائب عفو إغبارية: إن تفشي العنصرية في إسرائيل غير مفاجئ، ولفت إلى المد اليميني الفاشي الذي يصل الليل بالنهار في تشريع قوانين ضد المواطنين العرب. وشدد مندوب قرية العراقيب، الشيخ صياح الطوري، على همجية إسرائيل المتجليّة في هدم القرى العربية في النقب وإلقاء نسائها وأطفالها إلى العراء بلا ماء ولا غذاء. وتساءل: هل هناك دولة أخرى في العالم تشنّ حملات عسكرية على مواطنيها كما تفعل إسرائيل، رغم أنهم لم يهاجروا إليها بل العكس.. ؟ وأكد رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست، النائب جمال زحالقة، أن النضال المشترك الطريق لمكافحة الفاشية، ونبّه إلى سلسلة قوانين هدفها سلب المواطن العربي هويته وروحه وروايته وتحويله إلى شبح. وشدد على أن القوانين الفاشية لن تقتلع فلسطينيي الداخل من وطنهم لأنهم مصممون على البقاء، كما نوّه إلى أن العنصرية الجديدة تنمُّ عن كراهية العرب وعن اعتبارات شعبوية لدى سياسيين إسرائيليين يقتاتون على استراتيجية الخوف والتخويف. وقال: العنصرية بإسرائيل تتّسم بالخطورة لتضافرها مع القوة، وهي نتاج سياسات حكومية لا توجهات لهذا الوزير أو ذاك. ونوّهت عضو الكنيست، حنين زعبي، إلى أن مشاركة نواب كثيرين في المؤتمر يدلل على العمق الذي تم به تجاوز الخطوط الحمر في إسرائيل. ونبهت إلى أن المشكلة لا تكمن في قانون المواطنة بل في واقع إسرائيلي معادٍ للمواطنين العرب. وقالت: لئلا تختلط الأمور لم تكن هناك ديمقراطية حقيقية قبل طرح قانون المواطنة. وأوضح النائب العمالي دانئيل بن سيمون، وهو مهاجر من المغرب، أنه قدم لإسرائيل في الخمسينيات للمشاركة في الثورة التي حولت اليهود إلى مجتمع إسرائيلي. لكنه قال: إن القوانين الجديدة يهودية ظلامية اضطهادية على نسق حركة طالبان وتعيده إلى فترة المغرب والغيتو، وتجر حسبه إسرائيل إلى الوراء وتؤدي لاضمحلالها بل تعيدني.. لليهودية التي هربت منها. وأشار إلى أن إسرائيل تخلق بهذه القوانين واقعا يذكّر بدولة أوروبية عنصرية، في إشارة إلى ألمانيا النازية. وحذّر من حصر الفاشية في شخص ليبرمان، فالصوت صوت ليبرمان لكن اليد يد نتنياهو. كما تحدث المحاضر الجامعي، مردخاي كريمنتسرعن، خطورة قوانين الولاء، وقال: إنها ستدفع للتخوين ولارتكاب جرائم قتل. كما يدلل على ذلك اغتيال رابين. وحذر من أن الفاشية ستطول اليهود لا العرب فقط. وحذر أيضا من أن محاولة إقصاء المواطنين العرب في إسرائيل من حلبتها السياسية سيفقد ديمقراطيتها روحها. وأوضح البروفيسور يارون إزراحي أن إسرائيل قلبت الأمور رأسا على عقب وجعلت السلطة فوق الشعب. وشدد على أن التشريعات العنصرية ستفكك الدولة من داخلها. وأكد زميله البروفيسور يهودا شنهاف أن مصطلح عنصرية لم يعد ملائما إزاء تفشي الفاشية في إسرائيل. وقال: إن التشريعات العنصرية تخرج اليهود من التاريخ وتعيدهم إلى غربة أسوأ. كما دعا إلى تعريف ما تشهده إسرائيل اليوم بأنه لاسامية ضد العرب.