في إطار التعاون المشترك بين الجزائروموريتانيا، حل بمدينة تندوف عمدة بلدية «بير مغرين» الموريتانية على رأس وفد هام عبر النقطة الكيلومترية 75 الفاصلة بين حدود الدولتين، وتأتي الزيارة للتوقيع على اتفاقية التوأمة بين البلديتين الحدوديتين في إطار مساعي الدولتين لتعزيز التعاون المشترك بينهما في شتى المجالات تحضيراً لافتتاح المعبر البري بين الجزائروموريتانيا. اتفاقية التوأمة التي تحصلت «الشعب» على نسخة منها تطرقت في بنودها الى تفعيل التعاون المشترك بين بلدية تندوف و «بير مغرين» مع ضمان تبادل التجارب و الخبرات في مجالات عدة، كما نصت الاتفاقية على تشكيل لجنة مشتركة من ذوي الاختصاص تضم ممثلين عن البلديتين مهمتها تقنين مجالات العمل الثنائي و تقييم تنفيذ محتوى المشاريع من خلال اجتماعات تُعقد سنوياً بالتناوب بين البلديتين. كما نصت بنود الاتفاقية القابلة للتجديد كل خمس سنوات الى نقل تجارب بلدية تندوف في مجال زراعة الخضروات والزراعة داخل البيوت البلاستيكية، وقد وقّع على اتفاقية التوأمة عن الجانب الموريتاني د «جد ولد خداد ولد عبد الحي» عمدة بلدية «بير مغرين» وعن الجانب الجزائري السيد «حبيتر العيد»، رئيس المجلس الشعبي لبلدية تندوف بحضور أعضاء من المجالس المنتخبة وأعيان المنطقة. على هامش حفل التوقيع على اتفاقية التوأمة، أكد عمدة بلدية «بير مغرين» في تصريح خصّ به «الشعب» أن هذا المشروع جاء بمبادرة من أعضاء بلدية «بير مغرين»، تحضيراً لافتتاح المعبر البري بين الدولتين الجارتين، مؤكداً أن اهتمام المجلس البلدي لبلدية «بير مغرين» ينصب على توفير بعض السلع الاستهلاكية و مواد البناء الموجودة بتندوف ونقلها عبر المبادلات التجارية الى موريتانيا، مضيفاً في هذا الاطار أن المنطقتين تربطهما علاقات تاريخية، اجتماعية، ثقافية وعلاقات تجارية تعود الى سنوات السبعينيات. أوضح بير مغرين أن هذه الاتفاقية «جاءت لتجديد وإعادة بعث ما كان موجوداً قديما»، معرباً عن أمله في عودة سوق المقار الذي كان يعد نقطة تلاقي رئيسية لتجار دول الساحل والصحراء في تظاهرة اقتصادية تقام كل سنة في المنطقة، مؤكداً على أنه يجري حالياً التحضير لاتفاقية توأمة أخرى مع بلدية بشار، حاولت «الشعب» التقرب من رئيس بلدية تندوف لأكثر تفاصيل حول اتفاقية التوأمة والهدف منها غير أنه رفض التصريح بحجة برنامج الزيارة المكثف. على هامش التوقيع على اتفاقية التوأمة زار الوفد الموريتاني العديد من المشاريع التنموية والمواقع التاريخية والدينية بالبلدية، حيث زار عمدة بلدية «بير مغرين» و الوفد المرافق له بعض المستثمرات الفلاحية النموذجية بالمحيط الفلاحي «قراير الحرث» وكذا ملبنة «سيقاية» لإنتاج الحليب كتجربة أولى في الجزائر في مجال تعليب حليب النوق. كما زار الوفد الموريتاني المدرسة القرآنية الشيخ سيد أحمد الرقيبي وزاوية العلامة المختار بن بلعمش، وفي نهاية زيارته للمنطقة أعرب الوفد الموريتاني عن مدى إعجابه بالتطور الذي شهدته المنطقة في شتى المجالات، متمنياً أن تُسهم اتفاقية التوأمة الموقعة بين الجانبين في نقل هذه التجربة لبلدية «بير مغرين».