تركّز السّلطات المحلية لمعسكر جهودها لاستقبال موسم الصيف وشهر رمضان المعظم بدون مشاكل بيئية، والحيلولة دون انتشار الأمراض والأوبئة ذات العلاقة بالنفايات وتلوث المحيط، لاسيما من جانب تسيير الفضلات المنزلية وتنظيف الأحياء وأقبية العمارات، ويبقى الجزء الأكبر منها على المؤسسة العمومية لرفع النفايات التي واجهت الإفلاس والعجز عن تأدية مهامها بسبب اهتراء عتادها، الأمر الذي خلّف قبل أسبوعين موجة من التذمر في أوساط المواطنين نتيجة الانتشار الفظيع لأكوام النفايات المنزلية تزامنا مع الارتفاع النسبي في درجة الحرارة. ولأنّ أصابع الاتّهام توجّه غالبا لهذه المؤسسة جاء مخطط تدخل السلطات المحلية لمعسكر الاستعجالي بداية من القضاء على العجز المسجل في تسيير المؤسسة من خلال إعادة هيكلتها وتنظيمها إداريا وماليا، كل لما يسمح بالخروج من الوضع البيئي المتضرر نتيجة سوء التسيير، حيث تمّ قبل أسبوعين وضع الخطوط العريضة لسير هذه المؤسسة التي تعتبر مكسبا لولاية معسكر ومصر رزق للآلاف من العائلات. وفي هذا الإطار أوضح المدير العام للمؤسسة العمومية للنظافة محمد الأمين سلطاني، أن مصالحه ستضاعف جهودها من أجل التكفل بانشغالات المواطن المرتبطة بالنظافة، والتي تعد هي الأخرى أولوية بالنسبة للسلطات المحلية، حيث وعد المسؤول الجديد على رأس إدارة المؤسسة العمومية للنظافة، بتحسين الوضع البيئي العام للولاية قبيل حلول الصائفة، موضحا أن التحكم في تسيير النفايات المنزلية عبر 47 بلدية لا يكون إلا بتضافر جهود جميع المواطنين والشركاء الاجتماعيين من هيئات ومنظمات جمعوية، مشيرا في حديث ل»الشعب»، أن تردي الوضع البيئي وانتشار الفضلات المنزلية يرجع إلى الاهتراء الكامل لعتاد وشاحنات المؤسسة البالغ عددها 219 شاحنة طالت الأعطاب نحو 80 شاحنة رفع النفايات، مضيفا أن التسيير المحدود للمؤسسة وقلة الإمكانيات المالية أثّرت على عملية الصيانة الدورية لشاحنات رفع القمامة، إضافة إلى عزوف المموّنين عن التعامل مع المؤسسة وتوفير قطع الغيار اللازم للصيانة زيادة عن توقف شاحنات رفع القمامة عن العمل بسبب عدم توفر البنزين، في مشهد توحي أن سوء التسيير الذي كاد يعصف بالمؤسسة العمومية للنظافة كاد أن يتسبّب أيضا في إغراق مدن معسكر وأحيائها في القمامة. وأظهرت تفاصيل حديث مدير المؤسسة العمومية لرفع وتسيير النفايات المنزلية، أنّه لحسن حظ المواطنين، لوحت رياح التغيير في تنظيم المؤسسة قبل حلول موسم الحرارة وشهر الصيام الذي تتزايد فيه أكوام النفايات المنزلية، ولأن النظافة مسؤولية الجميع، دعا المتحدّث إلى تفهّم الوضع الحرج الذي تتخبّط فيه المؤسسة ومسايرة انطلاقتها الجديدة، من خلال احترام المواطن لمواقيت رفع القمامة والمساهمة في حملات التنظيف التطوعية، حيث أكّد محمد الأمين سلطاني، أنّ مخطّط تدخّل المؤسسة ميدانيا يرتكز أولا على توحيد ساعات رفع القمامة المنزلية، والعمل على الحد من انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من عصارة النفايات «الليكسيفيا»، هذا الأخير الذي يرتبط بصيانة الشاحنات المهترئة والمتضررة. وفي سياق متصل بعمل المؤسسة العمومية لرفع النفايات المنزلية على التحكم في الوضع البيئي العام عبر تراب ولاية معسكر، نفى محمد الأمين سلطاني قطعاً قرار تخلي مصالحه عن عدد كبير من عمال النظافة بسبب الأزمة المالية التي تمر بها المؤسسة، موضّحا أنه من أجل تحكّم أفضل في تسيير النفايات وتسيير المؤسسة المكلفة برفعها، تمّ إمضاء عدد من الاتفاقيات مع المؤسسات الاقتصادية والهيئات الإدارية من أجل التخلص من نفاياتها، من بينها المؤسسات الاستشفائية والجامعية، حيث سيسمح ذلك بتنويع مصادر التموين المالي للمؤسسة، وكذا الحد من مظاهر انتشار الأوساخ في المؤسسات الصحية والعمومية.