أجواء حزن وأسى حقيقية شهدتها ولاية سطيف ، منذ نزول خبر الفاجعة الوطنية بالقرب من مطار بوفاريك العسكري بولاية البليدة، وعلى اثر الفاجعة عبرت مختلف فعاليات المجتمع ،من سلطات وجمعيات المجتمع المدني عن بالغ تأثرها وحزنها وتضامنها الكامل مع عائلات الشهداء ،عبر كامل التراب الوطني . وبدت مظاهر الحزن في كل مكان ،وفي أحاديث المواطنين الذين عبروا عن مدى تأثرهم للفاجعة بحصيلتها الثقيلة من خيرة أبناء الجزائر . وكغيرها من ولايات الوطن، فقدت ولاية سطيف في هذه الفاجعة على الأقل 3 من أبنائها بالمؤسسة العسكرية ، خلف فقدانهم أثرا كبير في نفوس مواطني الولاية عامة ،وأهاليهم وأقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم بشكل خاص ،ودعوا لهم ولكل الشهداء بالرحمة ،وان يكتبوا من الشهداء الذين يعتز بهم الوطن ،واثنوا على نبل أخلاقهم وصفاتهم الحسنة في تعاملهم مع الغي. ويتعلق الأمر بثلاثة شهداء في ريعان الشباب ، وهم الشهيد الأول وهو طوبال عبد الحليم من بلدية عين السبت في الجهة الشمالية الشرقية للولاية ،وهو مجند بإحدى الثكنات بولاية بشار ،والشهيد الثاني سباعي أيوب من بلدية صالح باي ومقيم بمدينة عين ولمان ،جنوب الولاية ، وهو مجند بولاية تندوف ، في حين كان الشهيد عبد المجيد سعد الله هو الثالث وينحدر من منطقة حربيل. الشهيد :أيوب سباعي مثال للأخلاق كانت وجهتنا الى مدينة عين ولمان التي فقدت احد أبنائها ،ويتعلق الأمر بالشهيد ايوب سباعي ،28 سنة ،أعزب ، حيث قدمت جريدة»الشعب» التعازي إلى أهل وأصدقاء الفقيد ،والذي ينحدر من بلدية صالح باي، جنوب الولاية، ويقيم مع أهله، منذ شهور قليلة بعين ولمان بحي عمارات 32 مسكن ،قرب مركز السوق بالمدينة ،وهناك بالقرب من المسكن العائلي تجمع الكثير من الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ،وكلهم حزن واسى ،وهم في انتظار وصول جثمان الشهيد لإلقاء النظرة الأخيرة قبل ان يوارى الثرى إلى مثواه الأخير. وتحدث أهله وأصدقاؤه عن خصاله الحميدة وطيبته وتمتعه بأخلاق عالية ،وعن مسيرته كمجند في المؤسسة العسكرية بولاية تندوف التي التحق بها منذ 3 سنوات ،قبل ان يكون مجندا في ولاية الطارف لمدة 7 سنوات ،وهو مجند بموجب عقود تمتد إلى 19 سنة ، بعد تمديد عقد 15 سنة بأربعة سنوات أخرى . وتحدث احد أصدقائه المقربين بان الشهيد كان في أجازة لمدة 14 يوما قضاها بالمدينة ،إلى ان فارقه ليلة الحادثة، وهو متوجه الى بوفاريك من محطة المسافرين بسطيف ،وابلغه ان والدته عبرت عن عدم رغبتها في الرجوع في ذلك اليوم ،كما اخبره انه يخاف كثيرا من ركوب الطائرة، أو عدم الحصول على مقعد في كل مرة تكون له سفرية على متنها. وأكد الجميع ان والدته ألحت عليه ألا يغادر ،وان يؤجل ذلك الى يوم الأحد، لكنه أصر على العودة في التاريخ المحدد، واتصل بوالدته ،صباح الحادثة على الساعة السابعة، ليخبرها بأنه ركب الطائرة الى تندوف، لتنقطع أخباره بعدها، حتى وصل نبأ الحادث الأليم، فرحم الله الشهيد وكل شهداء هذه الفاجعة الوطنية.