كمال، يوسف، كريم، سيف الدين، شيخ نعمان، أيوب، خير الدين، حسام والسيدة سهام وابنتها هداية ذات ال11 شهرا هم شهداء كانوا خيرة أبناء ولاية ميلة، التي خيمت عليها أجواء الحزن والأسى، منذ الأربعاء المنصرم. «المساء» زارت بعض منازل الشهداء: كمال يزف شهيدا بعدما كان يحضر لعرسه تدفق منذ يوم الأربعاء الأسود، المعزون والمتآزرون على منزل عائلة مجيدر ببلدية تيبرقنت بولاية ميلة، وكلهم تضامن وشد على أيدي والد وأشقاء ضحية الفاجعة الجوية الشهيد الإبن مجيدر كمال الذي إلتحق متعاقدا بصفوف الجيش الوطني الشعبي منذ تسع سنوات برتبة عريف. هو من مواليد 1987 ببلدية تيبرقنت بولاية ميلة، عرف بأخلاقه الطيبة وسط جيرانه وأقاربه، إلتحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي منذ تسع سنوات، وكانت بداية إلتحاقه حسبما أكده أخوه بولاية عين الدفلى ليحول بعدها إلى ثكنة بولاية تيندوف، عقد قرانه يوم الأحد المنصرم على أمل أن يودع حياة العزوبية نهائيا شهر سبتمبر المقبل. كما ترك مبلغ شراء غرفة النوم لأخيه من أجل التكفل بالأمر إلى غاية عودته، مضيفا أن كمال تعوّد على السفر برا على متن سيارة أجرة بمبلغ 2 مليون سنتيم، ولكن هذه المرة أخبرهم أنه سيسافر جوا على متن الطائرة من القاعدة العسكرية ببوفاريك، ليوفر بعض المال لحفل زفافه، ولكنه لم يكن يعلم أنه سيسافر من غير رجعة، تاركا وراءه حزنا كبيرا في وسط عائلته وأقربائه وكل من يعرف كمال. فرجيوة خسرت رجلا كان مفخرة لها فقدت مدينة فرجيوة شمال ولاية ميلة، أحد أبنائها في حادث تحطم الطائرة العسكرية، ويتعلق الأمر بالمرحوم الرائد بويوسف كريم البالغ من العمر 41 سنة، الذي يعمل مساعد لقائد الطائرة. شهيد الواجب الوطني الرائد كريم بويوسف من مواليد 23 مارس 1977، يقطن رفقة زوجته وطفليه وسيم وبلال بالحي العسكري بحسين داي بالجزائر العاصمة، وكان يعمل دوما على خط بوفاريك تندوف. وحسبما أكده أقرباء الضحية، فإن آخر مرة زار فيها مدينته كانت في شهر مارس المنصرم لقضاء عطلة الربيع. سهام وهداية أصغر شهيدة بالطائرة توفيت هي وفلذة كبدها، على متن الطائرة التي كانت تحمل على متنها خيرة شباب الوطن، رحلوا إلى دار الحق شهداء للواجب الوطني يوم الأربعاء المنصرم، إنها السيدة سهام زرارة زوجة بوطواطو ذات ال33 سنة وابنتها هداية البالغة من العمر 11 شهرا، أصغر شهيدة في حادث الطائرة. السيدة سهام من مواليد 1985 بالمشتة الكبيرة التابعة لبلدية سيدي مروان بولاية ميلة، تزوجت سنة 2015 مع السيد عبد الحق بوطواطو الذي ينحدر من ذات البلدية، لترحل معه إلى ولاية تندوف بحكم عمله في الجيش الوطني الشعبي، ورزقت سنة 2017 بالشهيدة هداية. السيدة سهام قضت ليلتها الأخيرة في منزل أختها بالجزائر العاصمة، لتهنئة والدها العائد من البقاع المقدسة، ولم تكن تدري أنها الليلة الأخيرة التي سترى فيها ذويها وتحضنهم، حيث توجهت صبيحة الأربعاء إلى مطار بوفاريك مودعة أهلها وأباها باتجاه تندوف.