أشرف وزير الطّاقة مصطفى قيتوني رفقة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي بحضور كل من الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك عبد المومن ولد قدور ورئيس شركة سونلغاز، أمس، على تدشين خط أنبوب الغاز «إش 16» تيدكلت (عين صالح) نحو تمنراست على مسافة 550 كلم، الذي أنجزه مجمّع سوناطراك، بطاقة 750 مليار ألف متر مكعب سنويا، وبتكلفة مالية تقدّر بأكثر من 22 مليار دج. اعتبر وزير الطّاقة مصطفى قيتوني، على هامش تدشين مشروع أنبوب الغاز الذي يمتد من عين صالح إلى تمنراست، والذي أقرّه رئيس الجمهورية وأنجزته شركات وطنية بالاستيراتيجي، كونه يهدف إلى تعزيز وتطوير التنمية الاجتماعية لمنطقة تمنراست، مؤكّدا أنّ هذا المشروع سمح بخلق 1500 منصب شغل، منها 70٪ لفائدة أبناء المنطقة. في هذا الصّدد، أبرز قيتوني أهمية المشروع بالنسبة للاقتصاد خاصة لسكان الجنوب الكبير، لأنّه يساهم في التنميتين الاجتماعية والاقتصادية، وفي خلق منشآت وفرص عمل جديدة وكذا تحسين الخدمة العمومية، مذكّرا في سياق كلامه بالمشاريع الكثيرة التي أقرّها برنامج رئيس الجمهورية للإنعاش الاقتصادي، والتي حسبه سمحت بتحقيق تقدم ملحوظ وتنمية مستدامة، بحيث كان لقطاع الطّاقة مكانة في هذا المشروع الواسع نظرا لأهمية الطّاقة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. موازاة مع ذلك، قال وزير الطاقة إنّ الدولة بذلت جهودا لإيصال الكهرباء إلى كل التراب الوطني، كما لجأت للدعم المباشر لسعر الكهرباء لفائدة سكان الجنوب، مع تسجيل نسبة توزيع كبيرة لتزويد المنطقة بالغاز الطبيعي التي بلغت 60 ٪ نهاية 2017، بحيث بلغ عدد البلديات الموصولة بالغاز 1332 بلدية، مع تسجيل مشاريع لرفع قدرات التخزين بإنشاء أنابيب النقل ومحطات التوزيع، وبالتالي سترفع طاقة التخزين من 7 آلاف متر مكعب حاليا إلى أكثر من مليوني متر مكعب آفاق 2020، ممّا سمح لنا بضمان اكتفاء واستقلالية الاستهلاك لمدة ثلاثين يوما عوض 12 يوما. بالمقابل، تمّ تعزيز القدرات الإجمالية في مجال الغاز المميّع بحوالي 56 ألف متر مكعب سنويا، ومن أجل تلبية الاحتياجات الوطنية من الماء نفّذ القطاع برنامجا لتحلية مياه البحر قصد تزويد المواطن بالماء الشروب. في هذا السياق جدّد قيتوني تأكيده أنّ القطاع يسعى لتحسين النوعية والاستراتيجية في الخدمات العمومية، وتوفير الظروف الملائمة للتنميتين الاجتماعية والاقتصادية. رفع الإنتاج إلى 1500 مليار متر مكعب آفاق 2030 أوضح عبد الرزاق ناصري، إطار بمجمّع سوناطراك، أنّ مشروع أنبوب الغاز «إش 16» الذي يمتد من تيدكلت بعين صالح إلى تمنراست، الذي يندرج في إطار سياسة مجمع سوناطراك، وبنسبة إنجاز ب 80 ٪ بالدينار الجزائري و20 ٪ أورو، سيسمح بضمان تزود مدينة تمنراست بالغاز الطبيعي ابتداءً من حقل تيدكلت بالجنوب الغربي، مشيرا إلى أنّه يمكن رفع نسبة الإنتاج به إلى 1500 مليار متر مكعب آفاق 2025 - 2030. من جهته، قال مهالي توفيق، إطار بسوناطراك، أنّ الشركة الجزائرية لنقل شبكة الغاز قامت بعقد اتفاقية بمبلغ 2000 مليون دج، أين كانت مشاركة الدولة ب 1800 مليون دج ومشاركة الشركة بنفس المبلغ، وأنّه بفضل أنبوب الغاز «إش 16» تيدكلت تمنراست، تم تحويل التمويل بالغاز المميع بالبترول إلى غاز المدينة يوم 31 مارس 2018، وبالتالي تزويد الولاية بمحطة تخفيض الغاز، بحيث برمج تزويدها بمحطة ثانية مستقبلا. وأضاف يقول إنّه بفضل هذا الخط تمّ وضع صمامات انتظار بمعدل صمّامة واحدة لكل 20 كلم تزوّد بها المناطق المتبقية، كما سمح المشروع بتمويل محطات ضخ الماء، بحيث استخدمت فيها آخر التكنولوجيات من حيث نقل الغاز، كما سيستفيد من هذا الخط لتزويد المتعاملين الجدد والمناطق الصّناعية ومحطّات توليد الكهرباء، في 2018 تم تمويل تمنراست بالغاز الطبيعي. تجدر الإشارة، إلى أنّه تمّ تدشين محطة الطاقة الشمسية على طريق المطار بتمنراست بقدرة إنتاجية ب 19 ميغاواط سنويا لتزويد المنطقة، وهناك مشروع إنجاز وحدة جديدة إيليزي - تندوف، مع ثلاث محطات قيد الانجاز بكل من أنقيد، إيدلاس، أراك، ومولاي لحسن، بحيث شرع في إنجازها في فيفري 2018، علما أنه هناك 10 محطات بالتعاقد ستكون جاهزة مع بداية 2019. بالمقابل، قام الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد المومن ولد قدور بتدشين دار الإمزاد الذي ساهمت في إنجازه، بحيث يعد صرحا ثقافيا، كما تمّ تقديم مساعدة مالية لجمعية إمزاد لتنفيذ برنامج العمل لسنة 2018، للحفاظ على الموروث المادي واللامادي المحلي. وأعرب في هذا الاطار، عن افتخاره بتمويل مثل هذه المشاريع التي تصب في إطار الحفاظ على ثقافة المنطقة، وتطوير مشاريع الجمعية الاجتماعية، قائلا إنّ دار إمزاد تعد مركزا للتكوين والتطوير والتبادل والاشعاع الثقافي الترقي ورابطا للثقافة الافريقية والاسلامية، مضيفا أن سوناطراك يبقى شريكا اجتماعيا للحركة الجمعوية، ويولي أهمية للجمعيات الثقافية وللمجال الرياضي بالمنطقة الممثل في ستة نوادي، مشيرا إلى أنّ استثمار المجمّع لا يتوقف عند هذا الحد بل ستساهم المؤسسة في مساعدة المدارس ومراكز التكوين والمكتبة البلدية، مع إعادة تهيئة أجهزة المدرسة المخصصة للأطفال المعاقين والمركز النفسي البيداغوجي، أملا في خلق شراكة دائمة مع مدينة تمنراست.