كشفت وثائق دبلوماسية أميركية نشرها موقع ويكيليكس، أن الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح طلب من المسؤولين الأميركيين ملايين الدولارات مقابل استقبال بلاده معتقلين يمنيين في غوانتانامو، في حين اقترح ملك السعودية عبد اللّه بن عبد العزيز زرع رقاقات إلكترونية في أجساد المعتقلين لمراقبة حركتهم بعد ترحيلهم من المعتقل، أما وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح فاقترح إعادتهم إلى مناطق القتال في أفغانستان ليلقوا حتفهم. وتقول إحدى المراسلات السرية التي حصل عليها ويكيليكس ونقلت مضمونها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن الرئيس اليمني سأل جون برينان، كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما في مكافحة الإرهاب، كم ستدفع الولاياتالمتحدة من دولارات؟ عندما بحث معه سبل إقامة برنامج إعادة تأهيل لمعتقلي غوانتانامو اليمنيين. وكشفت الوثيقة أن أكبر معضلة كانت تواجهها إدارة أوباما في سبيل إغلاق المعتقل هي ما الذي ستفعله بالمعتقلين اليمنيين، الذين يشكّلون تقريبا نصف عدد السجناء المتبقين في غوانتانامو. كما أظهرت الوثائق أن الرئيس اليمني طالب في مارس 2009 ب11 مليون دولار أميركي لبناء برنامج إعادة تأهيل في عدن، لكن برينان ردّ بأن مثل هذا البرنامج يحتاج وقتا لتطويره، وأن صالح مشغول بالتعامل مع القاعدة في اليمن. أما الملك السعودي فتقول الوثائق إنه اقترح على برينان وسيلة لضمان عدم اختفاء معتقلي غوانتانامو، الذين ستتم إعادتهم إلى دولة مثل اليمن ومنع انضمامهم إلى جماعات إرهابية. وجاء في الوثائق السرية أن ملك السعودية اقترح لبرينان في مارس 2009 أن تزرع الولاياتالمتحدة رقاقة إلكترونية في جسد كل معتقل، لتتبع حركته مثلما يحدث أحيانا مع الخيول والصقور، فرد برينان بالقول لكن الخيول ليس لديها محامون أكفاء. كما جاء في رسالة وجهها وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح للسفير الأميركي، قال له: أنت تعلم أفضل مني أنه لا يمكننا التعامل مع هؤلاء الأشخاص، وأضاف إذا كانوا فاسدين فهم فاسدون وأفضل ما يمكن عمله هو التخلص منهم. أنتم التقطتموهم من أفغانستان، وأنتم من يجب أن يلقي بهم في أفغانستان، في وسط منطقة الحرب. وكانت تعليقات الصباح الخاصة تتناقض كما تقول صحيفة نيويورك تايمز مع الموقف المعلن للحكومة الكويتية، التي تطالب، نتيجة الضغوط الداخلية، الولاياتالمتحدة بإعادة كل المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو إلى الكويت.