استعرض رفقاء الفقيد العقيد محمدي السعيد المدعو سي ناصر (الاسم الثوري) أمس، مناقب الراحل ومسيرته النضالية إبان الثورة التحريرية مجمعين على أن المجاهد كان زعيما وطنيا مخلصا لوطنه وشعبه ورجل المواقف الثابتة سعى لتوحيد الأمة من التفرقة، وله نظرة استيراتيجية للأمور بل الأكثر من ذلك فقد وصفه بعض رفقائه في النضال الذين قدموا شهاداتهم خلال الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة ''المجاهد'' بمركز الصحافة المجاهد بأنه كان يتصف بسلوك الصحابي. مؤكدين على ضرورة حفظ ذكرى المجاهدين الذين رحلوا عنا وتجهلهم الأجيال الصاعدة. وفي هذا الصدد، شدد عبد الحميد مهري رئيس الحكومة المؤقتة إبان الثورة على واجب حفظ ذكرى المجاهدين الذين غادرونا دون تحيز أو محاباة، قائلا أن الكثيرين يتعرضون لسيرة قادة الثورة بالتركيز فقط على الجوانب السلبية لهم، مما يقزم حجم الثورة ويشوه عظمتها لدى الأجيال الصاعدة، وكأن قادة الثورة لم يقدموا شيئا لتحرير الجزائر. مؤكدا في تدخله أن كل قادة الثورة كانوا وطنيين ولا يمكننا التشكيك في إخلاصهم للجزائر، وهم بشر يخطئون وعلى التاريخ والمؤرخين وضع تلك الأخطاء في سياقها التاريخي دون المساس بمجاهد دون آخر. وأوضح المجاهد في هذا الشأن، انه عندما تطرح قضية الفقيد سي محمدي أول شيء يجب معرفته هو أن هذا المجاهد التزم منذ شبابه بخط وطني لتحرير البلاد لغاية وفاته، وان الذين كتبوا عن مسيرته النضالية وركزوا على فكرة تعامله مع الألمان بأسلوب شائع بأوروبا بوصفه مؤيد للفكر النازي العنصري هم مخطئون في حكمهم، لأن الفقيد كان يرى في تعامله مع ألمانيا السبيل الوحيد لتحرير الجزائر وان النظام الاستعماري لم يترك السبيل إلا التعامل مع ألمانيا لتحرير الوطن، مثلما فعل الكثير من الوطنيين العرب، وليس حبا في الحكم النازي وان بعض المناضلين مثل محمد بوراس ومصطفى لكحل والشاذلي المكي الذي تخرج قائد طائرة من ألمانيا، كلهم درسوا في ألمانيا بغرض مساعدة الثورة. وقال أيضا انه إذا وضعنا التعامل مع ألمانيا في سياقه التاريخي، يظهر انه صفة من الوطنية. كما انه بعد انتصار الحلفاء وقعت مجازر الثامن ماي 1945 التي قامت بها فرنسا وكل الأحزاب اليسارية المشاركة، مشيرا إلى أن ما يؤخذ على الفقيد محمدي السعيد هو اشتراكه في القتل الجماعي في حادثة ملوزة التاريخية، في حين أن المسؤول الأول عن هذه الحادثة هو المناورات الفرنسية على رأسها المخابرات الفرنسية للتفريق بين الجزائريين. وأضاف المتحدث انه لا يكفي تحميل حادثة ملوزة لفلان أو آخر وان الحكم على هؤلاء الرجال يكون على أساس إخلاصهم ووطنيتهم، وعلى الدولة الجزائرية النظر في الملف واعتبار الذين قتلوا شهداء وان لا نترك فيهم تهمة الخيانة، لان الخونة ببلادنا قلائل ولسنا بحاجة لتوسيع دائرة الخيانة. زيادة على ذلك، أفاد مهري أن عظمة الثورة هو فيما حققته وتغلبها على النظام الاستعماري وإنشاء دولة من العدم. من جهته، أفاد المجاهد إسماعيل رفيق الفقيد الذي رحل عنا سنة 1994 أن هذا المناضل الفذ كان وطنيا حتى النخاع، علمهم كيفية احترام الشعب الجزائري وعدم المساس بكرامته، وان تعامله مع ألمانيا بغرض ضرب الاستعمار. واصفا الفقيد محمدي السعيد بالأستاذ وأب القبائل وكل الجزائريين، ورجل له نظرة استراتيجية وسلوك صحابي. نفس الشهادة أدلى بها كل رفقائه الذين رافقوه في مسيرته النضالية إبان الثورة التحريرية.