دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، الشباب إلى الانخراط بقوة في العمل التطوعي، وطالبت المنظمات الإنسانية بالضغط على الهيئات الدولية لتفادي اتخاذ قرارات كارثية على المدنيين، ونوّهت بالعلاقة المتينة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. اختيرت كلية العلوم السياسية بجماعة الجزائر 3، لإحياء فعاليات اليوم العالمي للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الجزائري، أمس الأول، للتقرب من الطلبة والشباب والتعريف بمهام ورسالة هاتين المنظمتين الإنسانيتين. وقالت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن الهيئة بحاجة ماسة إلى انخراط متطوعين لتقوية العمل التضامني. ونوّهت المتحدثة، إلى المقاربة الإنسانية التي تتخذها الجزائر كمبدأ للتعامل مع المهاجرين القادمين إليها من مختلف الدول التي تعرف صعوبات جمة، وأكدت أن هذا التوجه جعل من «بلادنا عاصمة للإنسانية والرئيس بوتفليقة فارس الإنسانية»، بشهادة منظمات إنسانية دولية، عربية وإفريقية. ورفضت بن حبيلس التقارير التي زعمت تعرض المهاجرين الأفارقة إلى معاملات غير لائقة أثناء ترحيلهم لبلدانهم، وقالت «هذه التقارير لا تستحق حتى الرد عليها وليس للجزائر ما تثبته في المجال الإنساني». وأضافت: «نحن نحرص على توفير كل الظروف الملائمة للأفارقة سواء عند قدومهم أو ترحليهم بطلب من حكومات بلادهم»، وأفادت بأن «37 بالمائة من الخدمات الصحية بمستشفى تمنراست تقدم للرعايا الأفارقة، ويتم نقل ذوي الأمراض المستعصية في الطائرات إلى مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج». وفي سياق آخر، دعت بن حبيلس المنظمات الإنسانية العالمية، إلى «تشكيل قوة ضغط على الهيئات الدولية (الأممالمتحدة خصوصا) قبل صدور أي قرار سياسي له تبعات خطيرة على مواطني البلدان التي تعرف نزاعات». واستشهدت برفض الجزائر لقرار تدخل الناتو في ليبيا سنة 2011، وقالت أنه كان نابع باستشراف تداعياته الخطيرة على البلد والأيام أثبت صحة مخاوف ورفض الجزائر للقرار. من جانبها، أكدت رئيسة ممثلية اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجزائر كاثرين جوندر، أن النزاعات الدولية في تزايد مستمر، ما يخلق تحديات كثيرة على العمل الانساني الاغاثي، وأكدت أن للهيئة الدولية الانسانية هدف واحد هو «تقديم المساعدة للضعفاء في كل مناطق العالم دون أي تمييز». وعقبت بن حبيلس على تدخل كاثرين جوندر بالاشادة بمستوى التعاون بين الهلال الأحمر الجزائري ولجنة الصليب الأحمر، «الذي يقدم الدعم والمرافقة للهيئة الجزائر منذ تأسيسها سنة 1956». وتخلل النشاط محاضرات لكل من ممثل وزارة العدل نصر الدين ماروك، ونائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالجزائر، خضر الطري، حول فحوى القانون الدولي والانساني ومجالات تطبيقه في النزعات الدولية وغير الدولية. ولفت المحاضران إلى أن القانون جاء ل»أنسنة» الحرب وليس لمنع وقوعها، مؤكدان أن هناك خروقات يومية لهذا القانون في مختلف المناطق التي تعرف أزمات عنيفة. ——